فن الكسل محاربة التقاليع وتذوق سائر الفنون    وزير الطاقة: الربط الكهربائي مع اليونان أثمر عن تأسيس شركة ذات غرض خاص    الريال يتجاوز مايوركا ويضرب موعداً مع برشلونة في نهائي السوبر    أنشيلوتي معجب ب «جماهير الجوهرة» ويستعد لمواجهة برشلونة    «عباقرة التوحد»..    محافظ الطائف يستأنف جولاته ل«السيل والعطيف» ويطّلع على «التنموي والميقات»    أدباء ومثقفون يطالبون بعودة الأندية الأدبية    «سلام» يُخرّج الدفعة السابعة لتأهيل القيادات الشابة للتواصل العالمي    الصداع مؤشر لحالات مرضية متعددة    5 طرق سهلة لحرق دهون البطن في الشتاء    الخروج مع الأصدقاء الطريق نحو عمر أطول وصحة أفضل    وزارة الثقافة تُطلق مسابقة «عدسة وحرفة»    الحمار في السياسة والرياضة؟!    ماذا بعد دورة الخليج؟    عام مليء بالإنجازات الرياضية والاستضافات التاريخية    سوريا بعد الحرب: سبع خطوات نحو السلام والاستقرار    أسرار الجهاز الهضمي    "منزال" يعود بنسخته الجديدة في موسم الدرعية..    السياحة الإعلاميّة    مريم بن لادن تحقق انجازاً تاريخيا وتعبر سباحة من الخبر الى البحرين    جودة القرارات.. سر نجاح المنظمات!    «سلمان للإغاثة» يوزّع مواد إغاثية متنوعة في سوريا    الضمان الاجتماعي.. 64 عاماً من التكافل    الصدمة لدى الأطفال.. الأسباب والعلاج    كيف تكسبين زوجك؟!    جانب مظلم للعمل الرقمي يربط الموظف بعمله باستمرار    «متطوعون» لحماية أحياء دمشق من السرقة    «الأوروبي» في 2025.. أمام تحديات وتوترات    حوادث طيران كارثية.. ولا أسباب مؤكدة    العقل والتاريخ في الفكر العربي المعاصر    الألعاب الشعبية.. تراث بنكهة الألفة والترفيه    المقدس البشري    سبب قيام مرتد عن الإسلام بعملية إرهابية    سالم ما سِلم    تموت الأفاعي من سموم العقارب!    نجاح المرأة في قطاع خدمة العملاء يدفع الشركات لتوسيع أقسامها النسائية    إنجازات المملكة 2024م    أفضل الوجبات الصحية في 2025    ثنائية رونالدو وماني تقود النصر للفوز على الأخدود    خادم الحرمين يتلقى رسالة خطية من رئيس السنغال    حقيقة انتقال فينيسيوس جونيور إلى دوري روشن    مركز إكثار وصون النمر العربي في العُلا يحصل على اعتماد دولي    «الجوازات»: اشتراط 30 يوماً كحد أدنى في صلاحية هوية مقيم لإصدار تأشيرة الخروج النهائي    أمانة الشرقية تكشف عن جهودها في زيادة الغطاء النباتي للعام 2024    المرور السعودي: استخدام الجوال يتصدّر مسببات الحوادث المرورية في جازان    مغادرة الطائرة الإغاثية السعودية ال8 لمساعدة الشعب السوري    إطلاق كائنات مهددة بالانقراض في محمية الإمام تركي بن عبدالله    نائب أمير تبوك يطلع على مؤشرات أداء الخدمات الصحية    من أنا ؟ سؤال مجرد    أمير القصيم يتسلم التقرير الختامي لفعالية "أطايب الرس"    ولي العهد عنوان المجد    طالبات من دول العالم يطلعن على جهود مجمع الملك فهد لطباعة المصحف    أمير المدينة يرعى المسابقة القرآنية    مجموعة (لمسة وفاء) تزور بدر العباسي للإطمئنان عليه    أسرتا الربيعان والعقيلي تزفان محمد لعش الزوجية    القيادة تعزي رئيس جمهورية الصين الشعبية في ضحايا الزلزال الذي وقع جنوب غرب بلاده    «الثقافة» تُطلق مسابقة «عدسة وحرفة»    عناية الدولة السعودية واهتمامها بالكِتاب والسُّنَّة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفت 553 كتاباً بيع منها 600 مليون نسخة . باربرا كارتلاند ل "الوسط": نساء اليوم عدائيات ينفر منهن الرجال
نشر في الحياة يوم 04 - 05 - 1992

للسنة السادسة عشرة على التوالي يدرج كتاب "غينيس" للأرقام القياسية العالمية اسم باربرا كارتلاند، الكاتبة البريطانية المعروفة، في خانة اكثر الكتّاب انتاجاً في العالم. وحصيلة هذا الانتاج حتى اليوم 553 كتاباً في مواضيع شتى، بيع منها ما يزيد عن 600 مليون نسخة في اكثر من ثلاثين لغة. وعلى الرغم من بلوغها الواحدة والتسعين من العمر فانها لا تزال تكتب وتناضل في سبيل قضايا تؤمن بها. وتقديراً لجهودها في الحقل الادبي ومساهمتها في اعمال خيرية وانسانية منحتها ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية العام الماضي رتبة Dame of British Empire اي "سيدة الامبراطورية البريطانية". "الوسط" زارت "السيدة" باربرا في منزلها "كامفيلد بلايس" في بلدة هاتفيلد التابعة لمقاطعة هيرتفوردشاير والتي تبعد نحو نصف ساعة بالقطار عن وسط لندن وحاورتها عن حياتها واعمالها وقضايا اخرى.
اكثر ما لفتني وانا ادخل ركن الاستقبال، لمقابلة باربرا كارتلاند برفقة وصيفتها، تربع اناءين كبيرين مليئين بأزهار "الازاليا" الزهرية اللون الى جانب مقاعد مكسوة بقماش مخملي من اللون نفسه حيث جلست صاحبة البيت على احدى الارائك بتنورة وسترة باللون الازرق الفيروزي مع قميص مشجر باللونين الزهري والفيروزي وحذاء من اللون نفسه. وتمنيت حينها لو وافقت السيدة باربرا على ان التقط صورة لها لأنها بدت جزءاً لا يتجزأ من تلك الغرفة الوثيرة ولكنها اشترطت مسبقاً انها ستوفر كل الصور للمقابلة وهكذا كان. وبعد تبادل التحية بدأنا حديثاً استمر نحو ساعة هنا نصّه:
* كتبت اول رواية لك منذ نحو سبعين عاماً ومنذ ذلك الحين نشر لك ما يزيد عن 550 كتاباً. كيف كانت البداية؟
- بعد نهاية الحرب العالمية الاولى طلبت مني والدتي ان اجد عملاً ما، لأن اشقائي كانوا يدرسون في مدرسة خاصة وكنا في حاجة الى المال. ولكن في ذلك الوقت كان ايجاد اي عمل امراً صعباً، خصوصاً في ظل وجود نحو مليوني رجل مسرحين من الخدمة العسكرية ويبحثون عن عمل لهم. بدأت بصنع هدايا بسيطة وبيعها لصديقات والدتي خلال فترة الاعياد بمبلغ 12 جنيهاً استرلينياً. وصادف ان استأجرنا منزلاً مفروشاً في الريف بمبلغ ثلاثة جنيهات ونصف جنيه اسبوعياً لأن والدتي كانت تصر على ان نمضي عطلة بعيداً عن اجواء لندن، وهناك كتبت اول رواية لي بعنوان "الاحجية" عام 1923. وتسببت هذه الرواية بضجة في الاوساط الاجتماعية لأنه كان من غير المألوف ان تكتب سيدة وقتذاك اي شيء، واصبحت روايتي ناجحة. وفي الفترة نفسها اشترى اللورد بيفربروك صحيفة "الدايلي اكسبرس" بمبلغ قدره 17 الف جنيه استرليني وبدأت بكتابة زاوية اجتماعية في تلك الصحيفة. وأظن ان اللورد بيفربروك اجنبي ولكنه كان في الرابعة والاربعين من عمره بينما كان عمري 22 سنة ولذلك لم اشجعه. لكني لا انكر فضله عليّ لأنه علمني الكتابة بأسلوب سريع ومختصر ولذلك فروياتي مكتوبة بأسلوب صحافي يعتمد على الجمل والفقرات القصيرة. هكذا كانت البداية وبعدها صرت اكتب نحو 23 كتاباً سنوياً.
* هل تعتبرين الكتابة عملاً ام هواية بالنسبة لك وهل تفكرين بكتابة روايات جديدة، وكم كتاباً تكتبين شهرياً؟
- الكتابة ليست هواية او ترفاً بالنسبة لي بل عمل بالتأكيد. اكتب كي اترك لأولادي مالاً اكثر. اكتب ثمانية آلاف كلمة يومياً وينشر لي كتابان جديدان شهرياً تقريباً، ولن اتقاعد طالما لا ازال قادرة على الكتابة. ولأني لا اعرف متى سأموت لذلك سأواصل القراءة والكتابة لأنها تمرين للعقل وتبقي الدماغ نشيطاً. واعتقد اني اذا لم استخدم عقلي سأصاب بالخرف حتماً، فغالبية الاشخاص الذين اعرفهم في عمري اما ماتوا او اصيبوا بالخرف لأنهم لا يستخدمون عقلهم ولا يقرأون. ومشاهد التلفزيون مثلاً اجهاد للعين وليست تمريناً للعقل. ويوافقني هذا الرأي صديق لي اسمه نيكولاس فيربانكس عمره 83 عاماً. وفيربانكس تزوج منذ فترة قصيرة للمرة الثانية وهو لا يزال في كامل قواه العقلية مثلي لأنه يستخدم عقله، وانا سأستمر في الكتابة طالما اشعر انني قادرة على ذلك.
* كتبت في مواضيع شتى لكن معظم كتبك روايات عاطفية، والنقاد يعتبرونها بعيدة عن الواقع. ما رأيك في ذلك؟
- ان هؤلاء النقاد لا يفهمون اني لا اكتب عن الحاضر بل عن الماضي. في اي كتاب عن تاريخ الحقبات الماضية تجدين ان هناك قصص حب مشهورة، وان هناك اشخاصاً حاربوا وتعرضوا للمصاعب وماتوا في سبيل الحب الحقيقي. وكل رواياتي مكتوبة في اطار تاريخي معين وانا احرص على ان تكون المعلومات التاريخية التي استعملها في كتاباتي دقيقة تماماً، لأن كتبي تستخدم في جامعات في الولايات المتحدة كمادة للأبحاث.
النقاد يسخرون من الروايات العاطفية عموماً وليس من كتبي فقط. ولكن الحب العذري الذي تتحدث عنه رواياتي شيء نشأت على الايمان به، وخلال فترة شبابي بعد الحرب العالمية الاولى كان الناس يتحدثون عنه. انا شخصياً تلقيت 49 عرض زواج قبل لقائي زوجي الاول. والحب كان شيئاً سامياً ورسمياً في تلك الايام، ولذلك كان يكلل بالزواج. ومهما كان رأي النقاد في هذا الشأن، فالنساء يحلمن دائماً بالوصول الى الحب الحقيقي.
* تصورين دائماً بطلات رواياتك على انهن جميلات ورقيقات ويحتجن الى حماية الرجل وعطفه. الا تظنين ان هذه الصورة بعيدة عن واقع المرأة الغربية العاملة التي تسعى الى المساواة مع الرجل في كل المجالات؟
- اعتدت في شبابي على احترام الرجال للنساء وحمايتهم لهن. طبعاً الوضع تغير اليوم في ظل مطالبة المرأة بالمساواة مع الرجل، ولكني اظن ان النساء اليوم غير سعيدات، فهن عدائيات الى درجة تنفر الرجال. ومهما كانت المرأة ناجحة ومستقلة فهي تحتاج الى العاطفة والحنان.
* تلاقي رواياتك رواجاً ونجاحاً كبيرين على رغم آراء النقاد. كيف تفسرين هذا النجاح؟
- انا اقدم لقرائي مثالاً اخلاقياً والجميع يريد نشر كتبي لأني اكتب ضمن اطار اخلاقي يشجع النساء والرجال على العفة والاحترام المتبادل. انا اظن ان هذا هو سبب اقبال الناس على رواياتي وأتلقى نحو اربعين ألف رسالة سنوياً من قرائي. ومنذ ستة اشهر زارني السفير البولوني في بريطانيا وطلب مني رسمياً ان انشر كتبي باللغة البولونية وقبلت طبعاً. كذلك تلقيت طلبات من هنغاريا ورومانيا وتشيكوسلوفاكيا وروسيا والصين لنشر كتبي لأني اشدد على الناحية الاخلاقية، وبعت اخيراً حقوق نشر عشرة كتب لي في بيروت لأني اظهر النساء في كتبي في اطار محتشم يتفق مع التقاليد العربية.
وخلال زيارتي لأندونيسيا عام 1986، اكتشفت ان كتبي تباع في الاسواق باللغة المحلية وبطريقة غير مشروعة لأني لم اعط حق النشر لأي شخص هناك. وبالتالي لا احصل على اي مردود مادي من بيعها بهذه الطريقة. ولكني لم اتضايق لأن كتبي تشيع السعادة بين الناس ولذلك فهم يقبلون على قراءتها.
كتبت كل أفكاري
* كتبت في التاريخ والفلسفة وعلم الاجتماع اضافة الى كتب للاطفال وكتب عن الطبخ ومسرحيات وسير. الفت ايضاً مسرحية غنائية للاذاعة وكتبت شعراً ومقالات صحافية الى جانب رواياتك العاطفية. اي من كتاباتك تعتزين بها بشكل خاص؟
- لقد كتبت كل فكرة خطرت في بالي ولكني اعتز بكتابة سيرة والدتي الملقبة باسم "بولي" وسيرة اخي رونالد الذي كان اول نائب في البرلمان البريطاني يقتل في الحرب العالمية الثانية في "دنكرك" في فرنسا وهو في الثالثة والثلاثين من عمره. لقد كانت والدتي سيدة مؤمنة وكان اخي رجلاً شجاعاً، وأظن ان سيرة حياة كل منهما مصدر الهام لكثيرين من الناس. اضافة الى ذلك اعتز برواية كتبتها بمساعدة اللورد ماونتباتن، ادميرال البحرية البريطانية الراحل الذي اغتيل في ايرلندا، والذي كان صديقي لأكثر من ستين عاماً. ويعود ريع هذه الرواية الآن الى "صندوق ماونتباتن التذكاري الذي اسسه ولي العهد البريطاني الامير تشارلز بعد موت اللورد ماونتباتن عام 1979.
* بعض رواياتك تحولت الى افلام وهي تباع الآن في الولايات المتحدة وأوروبا على اشرطة الفيديو. كيف استقبل الجمهور هذه الافلام؟
- اربع من رواياتي تحولت الى افلام وهي: "خطر القلوب"، "النبيلة وقاطع الطريق"، "شبح في مونت كارلو" و "مبارزة القلوب". وعرضت كلها في الولايات المتحدة وأوروبا. وقد حصل الفيلم الأخير على جائزة في مهرجان السينما في مدينة بيروجيا الايطالية وحاز على اعجاب الناس في مهرجان موسكو السينمائي. واما الفيلم الثاني فقد كان في الترتيب الاول في فرنسا عام 1990. ولسوء الحظ فإنه على رغم رواج هذه الافلام فلم يتسن لي فرصة مشاهدتها لأن التلفزيون البريطاني بي. بي. سي اشتراها ثم باعها الى تلفزيون "سكاي تي في" قبل عرضها. وكنت انوي زيارة اسبانيا اخيراً لكن منتجي افلامي طلبوا مني تأجيل زيارتي الى ايار مايو الجاري لأنهم سيعرضون افلامي الآن ولا يريدون ان يتحول الاهتمام عنها في حال وجودي هناك.
الاهتمام بالآخرين واجب
* منحتك الملكة اليزابيث الثانية العام الماضي لقب "سيدة" تقديراً منها لجهودك في الحقل الأدبي اضافة الى مساهمتك في قضايا خيرية وانسانية. وشعار عائلة كارتلاند هو "مخلص للواجب" كما هو محفور على درع العائلة. هل تعتبرين انه كان من الواجب عليك مساعدة الآخرين ام ان ذلك جزء من الصورة التي يقدمها للناس عادة كل المشاهير؟
- ولدت ونشأت في الريف واعتدت على رؤية الناس يساعدون بعضهم البعض. وكانت امي تزور المرضى في القرية، وتدعو النساء الى الاهتمام بنظافة اطفالهن وتقدم لهن المعونات. لذلك تربيت على الاهتمام بالآخرين ومساعدتهم وأصبح هذا جزءاً من شخصيتي في ما بعد.
* عملت في سبيل قضايا عدة. ساعدت المسنين وناضلت لتحسين رواتب وظروف عمل القابلات القانونيات والممرضات وساهمت في تمويل منظمات خيرية مثل خدمة الاسعاف التابعة ل "لواء سانت جون" وشكلت لوبي للضغط على البرلمان عام 1988 لسن قانون ينص على تعليم الدين في المدارس الحكومية البريطانية، لكنك عملت ايضاً لمساعدة الغجر مما اثار ضجة اعلامية. لماذا اخترت هذه القضية بالتحديد؟
- عندما اصبحت عضوة في مجلس بلدية هاتفيلد بين الاعوام 1955 - 1964 اكتشفت ان الغجر لا يزالون يعاملون بقسوة وأن الشرطة تجبرهم على الانتقال كل 24 ساعة من مكان الى آخر. وهذا يعني ان اطفال الغجر لا يستطيعون الذهاب الى المدرسة لاضطرارهم الى تغيير سكنهم يومياً. وشعرت حينها ان هذا ظلم وشيء غير عادل وعملت على اقناع المسؤولين على تغيير القانون كي يستطيع الغجر الاستقرار في منطقة واحدة. وفي العام 1964 وافق وزير الداخلية آنذاك السير كيث جوزف على اقتراحي وأمر كل المجالس والهيئات البلدية المحلية البريطانية على تأمين مخيمات دائمة للغجر. وأسست اول مخيم لهم قرب منزلي وسموه "باربرافيل" تقديراً لما فعلته. وهناك الآن 14 مخيماً للغجر في مقاطعة هيرتفوردشاير وحدها ويذهب اطفالهم الى المدارس بانتظام كباقي الاطفال البريطانيين.
* تسعين حالياً الى اقناع النواب في البرلمان على الغاء مساعدات الضمان الاجتماعي واستبدالها بمبالغ تعطى للامهات لتشجيعهم على البقاء مع اطفالهن حتى يبلغوا عمر 5 سنوات. ما الذي دفعك الى بدء هذه الحملة؟
- اسعى كي تستطيع جميع الامهات اللواتي يحتجن الى المال البقاء مع اطفالهن حتى عمر 5 سنوات عوضاً عن العمل لتحصيل مدخول مادي. فترك الطفل مع مربية يبعده عن امه. وفي بريطانيا اعلى نسبة في اوروبا من الاطفال الذين يتم ايذاؤهم والاعتداء عليهم. وكتبت الى كل النواب لحثهم على تغيير القانون كما فعلت السويد وفرنسا. ففي الاخيرة مثلاً تعطي الحكومة مبلغ ألفي فرنك فرنسي شهرياً للأم التي تبقى مع طفلها الاول، ومبلغ 3 آلاف فرنك للأم التي لديها طفلان حتى عمر 5 سنوات. وتعطي الحكومة مبلغ 4 آلاف فرنك شهرياً الى التي لديها ثلاثة اطفال حتى عمر سنة فقط لأنهم لا يحبذون العائلة الكبيرة. وهكذا يتربى الطفل في كنف امه.
"أنا والسياسة"
* كنت ولا تزالين عضواً في حزب المحافظين ومثلت الحزب في مجلس البلدية المحلية لمدة تسع سنوات. لماذا لم تواصلي العمل في السياسة؟
- بعد موت اخي رونالد عرضت علي ثلاثة مقاعد في البرلمان عن مناطق مضمون فيها النجاح لمرشحي حزب المحافظين. ولكني رفضت العمل في السياسة لأني اردت ان اهتم بزوجي واطفالي الثلاثة.
* ما رأيك في التغييرات السياسية التي تشهدها اوروبا حالياً، خصوصاً توحيدها؟
- لست ادري، افضل الانتظار كي ارى ماذا سيحدث. اما عن اوروبا الموحدة فهناك ايجابيات طبعاً ولكني اظن ان استعمال عملة واحدة شيء معقد وغير عملي.
* من هو الشخص الذي كان مثالاً وقدوة لك في حياتك؟
- والدتي كانت مثالي الاعلى وكذلك اخي الذي كان ذكياً جداً وكان له تأثير كبير على شخصيتي. وكما ذكرت سابقاً كان للورد بيفر بروك تأثير اساسي في حياتي وعملي.
* اي شخصية نسائية معروفة تعتبرينها مثالاً للنساء؟
- اظن ان الملكة الام والدة الملكة اليزابيث الثانية هي مثال لنا جميعاً. التقيت بها لأول مرة عام 1931 عندما قدمت ابنتي رين باقة ازهار لها وكان عمرها سنة ونصف آنذاك. اظن انها مثال رائع لأنها تتكلم وتتصرف باتزان وحكمة. واثناء الحرب العالمية الثانية مثلاً قصف قصر باكنغهام وخرجت الملكة الأم، وكانت ملكة بريطانيا آنذاك، من بين الانقاض وقالت: "استطيع الآن مواجهة اهل شرق لندن وانا مرتاحة". وهذه اشارة الى انها اصلاً من سكان شرق لندن التي قصفت مراراً خلال تلك الفترة وانها تتساوى معهم في كل ظرف. قلة من النساء يتصرفن دائماً بطريقة مثالية، ولكن ما يميز الملكة الأم انها انثوية جداً ايضاً ولم تحاول التدخل في شؤون الحكم.
* خلال الحرب العالمية الثانية عملت على توفير الف فستان زفاف كي تستطيع النساء العاملات في الجيش البريطاني استئجار احدها وارتدائه يوم زفافهن عوضاً عن البذلات الكاكية. كذلك اشتريت قماشاً وصنعت منه ملابس مميزة للعاملات في الخدمة العسكرية هل انت رومانسية بطبعك؟
- نعم انا رومانسية وعرفت الحب والا لما كتبت عنه باستمرار. ولكن ما دفعني الى مساعدة اولئك النساء هو محاولتي التخفيف عنهن من ظروف الحرب القاسية. اذ التحقت بالخدمة الطوعية النسائية عام 1940، واصبحت لاحقاً مسؤولة عن رعاية شؤون 20 الف جندي وعائلاتهم وبذلت جهدي لأنسيهم عذاب الحرب.
* تزوجت مرتين ولديك ثلاثة اولاد وستة احفاد. هل تحاولين التأثير على احفادك وكيف يتعاملون معك؟
- علاقتي مع احفادي جيدة جداً وهم يتصلون بين اسبوعياً ويزورونني باستمرار. وروبرت احد احفادي انجب طفلين، وهكذا فأنا محظوظة لأني عشت حتى رأيت اولاد احفادي.
"الأميرة دايانا قريبتي"
* ما هي صلة القربى بينك وبين الأميرة دايانا زوجة ولي العهد البريطاني؟
- بعد طلاق ابنتي من جيرالد ليغ ايرل دارتموث التاسع، الايرل هو لقب انكليزي ادنى من مركيز وارفع من فيسكونت، تزوجت رين ايرل سبنسر الثامن والد الليدي دايانا التي اصبحت اميرة وليز بعد زواجها من الأمير تشارلز، وهكذا فالأميرة دايانا هي ابنة زوج ابنتي الثاني.
* لقد بلغت الواحدة والتسعين ولكنك تبدين اصغر بكثير، ماهو سر محافظتك على شبابك؟
- اتناول فيتامينات خاصة بكميات كبيرة واستعمل مستحضرات طبيعية تجميلية، ولكني اظن ان العمل هو وراء استمرار حيويتي. ليس لدي الوقت للقيام بأي تمارين رياضية لكنني اتنزه يومياً في الهواء الطلق.
* هل تمارسين اي رياضات اخرى؟
- وقتي لا يتسع لذلك، وأظن ان احد اسباب محافظتي على شبابي هو عدم خوفي من الموت.
* عندما سجنت الملكة اليزابيث الاولى في "هاتفيلد هاوس" عام 1550 زرعت شجرة سنديان في الحديقة التي صارت حديقة منزلك، عمر تلك الشجرة الآن 442 سنة، ويقال ان ثمر البلوط وأوراق تلك الشجرة تجلب الحظ لحاملها. هل هذا صحيح؟
- نعم.
بعدما انتهى الحوار رسمياً مع السيدة كارتلاند، دعتني الى تناول الشاي في غرفة يطغى عليها اللون الاحمر. وجلسنا حول مائدة توزعت عليها انواع الكعك والحلوى اضافة الى شطائر الخيار الرقيقة التقليدية التي يتناولها عادة النبلاء البريطانيون مع الشاي. وكان للحديث تتمة:
* انت معروفة بحبك للون الزهري، هل لأنه لون انثوي او لأنه يناسب بشرتك ولون شعرك؟
- احبه لأنه لون انثوي ويناسبني ولكني اخترت هذا اللون على وجه التحديد لأنه يريحني نفسياً. ففي العام 1927 زرت قبور الفراعنة في وادي الملوك في مصر ولاحظت انها مزينة باللونين الزهري والازرق الفيروزي، وقررت حينها ان استعمل هذين اللونين في ثيابي ومن حولي لأني اعجبت بهما جداً. وعلمت اخيراً ان الاميركيين بدأوا بطلاء جدران بعض السجون باللون الزهري لأنه مريح ومهدئ للاعصاب.
* عام 1983 اختارك الاميركيون كأكثر السيدات اناقة في العالم، هل تشترين ثيابك جاهزة ام تصمم لك خصيصاً؟
- كل ثيابي تصمم لي خصيصاً وكان السير نورمان هارتنل خياط الملكة الراحل افضل الذين صمموا لي فساتيني. وقد صمم لي 15 فستاناً مطرزاً ومرصعاً. وعلمت ان احد فساتينه بيع اخيراً بمبلغ 45 الف جنيه استرليني في احد المزادات العلنية في لندن.
* تحيطين نفسك بالازهار دائماً. هل يشعرك هذا بالارتياح ايضاً؟
- احب ان ارى الازهار حولي وافضل القرنفل الزهري على اي نوع آخر لأنه يبقى نضراً لفترة طويلة.
* هل تتناولين اطعمة معينة للحفاظ على صحتك؟
- اؤمن بمزايا العسل العلاجية وأظن ان الطعام الطازج يحافظ على الصحة والمزاج الجيد. لذلك فكتب الطبخ التي ألفتها تستعمل في مطبخ مجلس العموم البريطاني لعلها تساعد السياسيين على المحافظة على مزاج صاف! وأفضل المطبخ الفرنسي الجديد اكثر من غيره لأنه يقدم الطعام بطريقة جميلة.
باربرا كارتلاند في سطور
- ولدت عام 1901، والدها كابتن برترام كارتلاند من اسكتلندا ووالدتها ماري هاملتون سكوبل سليلة اعرق عائلة سكسونية.
- كتبت اول رواية لها عام 1923
- تزوجت الكسندر ماك كوركوديل عام 1927 وأنجبا ابنتها رين عام 1929. طلقت من زوجها عام 1933.
- تزوجت هيو ماك كوركوديل عام 1936. وأنجبا ابنها ايان عام 1937 وابنها الثاني غلين عام 1939.
- عام 1945 تلقت شهادة ثناء من قيادة الجبهة الشرقية على نشاطها كضابطة انعاش مسؤولة عن رفاهية 20 الف جندي وعائلاتهم بين الاعوام 1940 - 1945.
- عام 1955 انتخبت عضواً في مجلس بلدية هاتفيلد في مقاطعة هيرتفوردشاير وظلت في منصبها لمدة تسع سنوات.
- عام 1963 توفي زوجها ونشرت كتابها الرقم 100.
- عام 1964 اسست وترأست الرابطة الوطنية للصحة وهي مظلة لجميع المتاجر المتخصصة ببيع الاعشاب والادوية والاطعمة الصحية والطبيعية.
- عام 1972 منحت لقب "سيدة" Dame برتبة "سانت جون" بعد 30 سنة في خدمة "لواء اسعاف سانت جون".
- عام 1976 توفيت والدتها ماري الملقبة ب "بولي" وتزوجت ابنتها رين للمرة الثانية من ايرل سبنسر الثامن.
- عام 1978 نشرت كتابها الرقم 200 وغنت مجموعة اغاني عاطفية مع الاوركسترا الملكية.
- عام 1982 نشرت كتابها الرقم 300 وحصلت على جائزة "اكثر الشخصيات انجازاً لعام 81" في الولايات المتحدة بعد تصميمها مجموعة ورق جدران وستائر خاصة بها.
- عام 1984 تلقت جائزة "بيشوب رايت للصناعة الجوية" في مطار جون كنيدي في الولايات المتحدة تقديراً لمساهمتها في نقل البريد عام 1931 لأول مرة بواسطة طائرات صغيرة منزلقة من دون محرك محمولة في طائرة عادية.
- عام 1988 قلدها رئيس الوزراء الفرنسي جاك شيراك ميدالية باريس الذهبية لمساهمتها في تأمين فرص عمل لعديد من الفرنسيين في حقل المنتوجات الصحية الطبيعية.
- عام 1990 نشرت كتابها الرقم 500 وحطمت الرقم القياسي للسنة الخامسة عشرة على التوالي كأغزر كاتبة في العالم.
- عام 1991 حصلت على لقب "سيدة الامبراطورية البريطانية" من ملكة بريطانيا اليزابيث تقديراً لجهودها في حقل الأدب ونشاطها الخيري والانساني.
- يدرج اسمها على رأس اطول تعريف في كتاب "منهو من" الذي يعرف بالمشاهير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.