سيدة جميلة ذات ابتسامة خجولة تتسبب بأزمة لأسرة وندسور كما فعلت سيدة اخرى قبيحة في 1936. الملك ادوارد الثامن تنازل عن العرش من أجل واليس سمبسون، الاميركية المطلقة مرتين، ويخشى ألا يتمكن تشارلز من خلافة والدته اذا طرأت تعقيدات على وضعه بعد انفصاله عن زوجته. تغلبت دايانا على زوجها وأسرته بصورتها. كانت فتاة ساذجة خرجت لتوها من طور المراهقة عندما تزوجت رجلاً يكبرها باثني عشر عاماً. قيل الكثير عن الفارق في الذكاء وعمق الشخصية والاهتمامات بين الاثنين، لكنها عوّضت عن ذلك بصقل صورة عززتها وسائل الاعلام تتسم بالدفء والامومة والشجاعة. ويلخص وجه الام طريقة تعاطيها مع الجمعيات المختلفة التي ترعاها، وهي تعرف كيف تبتسم وتحني رأسها بنعومة امام عدسات المصورين فتسرق الضوء بپ"براءتها". أندرو مورتون مؤلف كتاب "دايانا: قصتها الحقيقية" قال انه لا يحسد الامير تشارلز عند زواجه منها في اشارة الى انها جميلة وحسب. دايانا لم تستطع ان تقرأ كتب الفلسفة وترسم وتسمع الموسيقى الكلاسيكية مثل زوجها، لكنها استعانت بجهاز الموظفين لديها وغيرهم لبيع الرأي العام صورة عاطفية احتلت قلوب البريطانيين بسرعة وجعلتها الاكثر شعبية بين افراد العائلة حتى بعد نشر كتاب مورتون الذي اظهر تشارلز قاسياً وبارداً الا مع صديقته. عرفت دايانا كيف تكون حبيبة الاعلام كما فعلت جاكلين كينيدي قبلها. كانت هذه جشعة مثل نانسي ريغان لكن الصحافة لم تكشف ذلك الا بعد زواجها من أوناسيس الذي كرهه الاميركيون. دايانا قدمت عرضاً ملكياً مستمراً اتسم بالأبهة والجمال و"الشعبية" في آن، امر عجز عن تحقيقه سائر افراد العائلة، وان جمعها دفء الشخصية بالملكة الام على ما بين الاثنتين من نفور. عزلة دايانا في العائلة ستزداد، لكن موظفي العلاقات العامة لدى الاخيرة لن يستطيعوا شن حرب حاسمة عليها خشية ان تنعكس على فرص تشارلز في الملك. وتستفيد دايانا من شعبيتها اليوم بعد الانفصال وظهورها بمظهر المرأة الرائعة المظلومة التي يحبها العالم كله ما عدا زوجها. مواطن انكليزي قال على التلفزيون ان تشارلز "زوج بغيض وأب غير عطوف، وانه جلب الخزي على دايانا". كان المطلوب منها ان تقبل بالمعصية التي ابتليت بها وتسكت. زوجها الذي كان على علاقة بكاميلا باركر باولز قبل الزواج بقي يتصرف باستقلال العازب الذي اعتاد حياته. وتحولت قصتهما سريعاً اشهر نموذج لپ"الحب - الكراهية" بعد كتاب مورتون الذي كشف الأكذوبة وأثار الاسئلة. الفتاة التي حفظت نفسها لرجل حياتها وقرأت روايات بربارة كارتلاند الساذجة خرجت من الحكاية، والاصح انها "وقعت". لكنها نصرت صورة المرأة في مقابل الرجل، القلب مقابل العقل، والبساطة في مقابل الرفعة. وقد نتساءل عن الحقيقة وسط كل هذه الصور التي تتراكم على وعينا ولاوعينا، لكن من يعرفها حقاً؟