"يوم تجرأت اوروبا على اسرائيل". هذا هو عنوان "المعركة الخفية" التي جرت بين اسرائيل والمجموعة الاوروبية في الكواليس وعلى هامش الاعداد للمفاوضات المتعددة الاطراف الموازية لمفاوضات السلام العربية والتي ستبدأ هذا الاسبوع. وقد دارت هذه "المعركة" حول قضية مشاركة المجموعة الاوروبية في مجموعة العمل الخاصة بنزع السلاح والامن في الشرق الاوسط، وهي مشاركة اعترض عليها الاسرائيليون في البداية. والواقع ان هذه المفاوضات المتعددة الاطراف تعطي المجموعة الاوروبية دوراً لم تحصل عليه في مفاوضات السلام العربية - الاسرائيلية. فما هي حقيقة الموقف الاوروبي ازاء اسرائيل وازاء عملية السلام وازاء المفاوضات المتعددة الاطراف؟ التحقيق الآتي يجيب عن هذه التساؤلات، استناداً الى لقاءات عقدناها في بروكسيل، مقر المجموعة الاوروبية، مع عدد من المسؤولين الاوروبيين المعنيين بملف "ازمة الشرق الاوسط". تم التفاهم على المفاوضات المتعددة الاطراف خلال مؤتمر موسكو التحضيري الذي عقد في كانون الثاني يناير الماضي برعاية اميركية - روسية. وستجري هذه المفاوضات في اطار خمس مجموعات عمل تعقد هذا الاسبوع اول اجتماعاتها على الشكل الآتي: 1- مجموعة التنمية الاقتصادية تجتمع في بروكسيل بين 11 و13 ايار مايو الجاري برعاية المجموعة الاوروبية. 2- مجموعة نزع السلاح والامن في الشرق الاوسط تجتمع في واشنطن بين 11 و13 ايار مايو الجاري برعاية اميركية - روسية. 3- المجموعة الخاصة باللاجئين تجتمع في اوتاوا بين 13 و15 ايار مايو الجاري برعاية كندية. 4- مجموعة المياه تجتمع في فيينا بين 12 و14 ايار مايو برعاية نمساوية. 5- مجموعة البيئة تجتمع في طوكيو بين 18 و24 ايار مايو برعاية اليابان. وحين بدأ الاعداد لهذه المفاوضات المتعددة الاطراف فوجئت المجموعة الاوروبية برفض الحكومة الاسرائيلية مشاركتها في مجموعة العمل الخاصة بنزع السلاح والامن في الشرق الاوسط والمقرر ان تبدأ اعمالها في واشنطن هذا الاسبوع. وقد اثار استعداد اسرائيل للوصول الى "حافة الهاوية" في علاقاتها مع المجموعة الاوروبية الدهشة والاستغراب في اوساط المسؤولين الاوروبيين، خصوصاً ان ذلك يحدث في الوقت الذي تستعد المجموعة الاوروبية لدخول عهد جديد من الوحدة السياسية الاوثق والنمو السريع كسوق عالمية رئيسية. ففي هذه الايام نرى ان بقية العالم تتودد الى المجموعة الاوروبية بينما نجد ان اسرائيل - التي يمكن المجموعة ان تساعدها في حاجاتها الاقتصادية - قررت تحدي الاوروبيين. فلماذا؟ صراع في اسرائيل يعترف المسؤولون الذين يتولون تنسيق السياسة الخارجية للمجموعة الاوروبية في بروكسيل انهم لا يعرفون الاجابة السهلة. وقال احد كبار صناع السياسة في بروكسيل ل "الوسط": "اننا نعتقد ان هذا التوتر ناجم عن الصراع بين جناح اكثر اعتدالاً بتزعمه دايفيد ليفي وزير الخارجية الاسرائيلي وبين المتشددين حول رئيس الوزراء اسحق شامير ووزير الدفاع موشي آرنز. وما لم يتمكن الطرفان من تسوية خلافاتهما في اواسط شهر ايار مايو فان المشادات مع اسرائيل ستزداد سوءاً، حسب توقع مسؤولي المجموعة الاوروبية، الى ان تجري الانتخابات الاسرائيلية الشهر المقبل. ويقول سفير لدى المجموعة الاوروبية: "ان التوتر الظاهر في واقع الأمر جزء طبيعي وجيد في اية مفاوضات جادة". لكنه يعترف بأن المجابهة العلنية المباشرة بين المجموعة واسرائيل ستعود بالضرر على اسرائيل في الدرجة الاولى. هذه المشكلة بين المجموعة الاوروبية واسرائيل مثال جيد على المواقف السياسية المختلفة التي بدأت تكشف عنها عملية السلام الراهنة. فالنزاع الرئيسي يتركز على مجموعة عمل محددة - وهي المعنية بوضع الاجراءات الخاصة بالأمن ونزع السلاح - رفضت اسرائيل مشاركة اوروبا فيها. وتطلب اسرائيل ثمناً كي تتخلى عن رفضها، فهي تريد التزامات اكيدة من المجموعة بتقديم المزيد من المساعدات اليها وبفتح اسواقها امامها. اما الاوروبيون فهم يريدون، بعد الاهانة التي تعرضوا لها عندما ظلوا خارج اطار محادثات مدريد، الانضمام الى مجموعة العمل الوحيدة التي يمكنها ان تعطيهم صوتاً في البعد الامني لأية تسوية للشرق الاوسط في المستقبل. لكن العسكريين الاسرائيليين المتطرفين يعترضون على المشاركة الاوروبية بدعوى ان اوروبا تزود العرب بالاسلحة، الامر الذي يعني انها "شريك غير مأمون الجانب" من وجهة النظر الاسرائيلية. وبينما نجد ان شامير مستعد لقبول وجهة النظر المتشددة، فان ليفي يميل الى المرونة ويعتبر ان على اسرائيل ان تختبر حسن نية اوروبا باجبارها على تقديم المساعدات لها الآن. وقال لنا مسؤول اوروبي تعليقاً على ذلك: "اننا لن نشتري قبول اسرائيل مشاركتنا في المفاوضات بتقديم صفقة مساعدات اليها، في وقت لم تحرز فيه المفاوضات السلمية اي تقدم، وفي وقت لا يزال الوضع في الضفة الغربيةالمحتلة يتدهور". الا ان الاوروبيين واجهوا في تعاطيهم مع هذه القضية دوامة ديبلوماسية: فاذا ما ضغطوا على واشنطن لكي تصر على اشتراكهم في مجموعة نزع السلاح فان نجاحهم في هذا الضغط يمكن ان يؤدي الى نتائج عكسية اذا ما قررت اسرائيل الانسحاب من المحادثات - وعندها ستلام اوروبا على اساس انها هي التي نسفت عملية السلام. تصلب اوروبي ولا شك ان الزعماء الاوروبيين يشعرون بالاحباط والانزعاج لاستثنائهم من المفاوضات السلمية التي تشرف عليها الولاياتالمتحدة. ويظهر هذا الانزعاج بصورة اوضح لدى المسؤولين في فرنسا وبريطانيا الذين كانوا يتوقعون احتلال مقاعدهم على طاولة مفاوضات السلام لا سيما بعد مساهمة البلدين في حرب الخليج. لكن مسؤولي المجموعة الاوروبية يقولون ان صناع السياسة الاسرائيلية ربما اساؤوا التقدير عندما ظنوا ان الحكومات الاوروبية مستعدة في هذه المرحلة لتقديم تنازلات من جانبها وحدها. ويضيفون: "ان الرأي العام في بلادنا اصبح يدرك وجوب الربط مثلاً بين تقديم المساعدات الى دول اوروبا الشرقية وانتهاج دولها سياسات بناءة وليبرالية. ونتيجة لذلك فان زعماء المجموعة يشعرون بأنه ليس في وسعهم تجاهل هذا المعيار عند التعامل مع اسرائيل. ولهذا سوف يصرون على احراز تقدم في عملية السلام قبل عرض اية صفقة مساعدات مهمة لاسرائيل". ومع ان الزعماء الاوروبيين يمتنعون عن الاعراب عن هذه الآراء علانية، فانهم - مثل ادارة الرئيس بوش - يأملون على ما يبدو في ان يرسل موقفهم هذا اشارة الى اسرائيل على رغبتهم في حدوث تغيير في القيادة الاسرائيلية. ومن قبيل الصدفة البحتة ان الثاني عشر من ايار مايو الجاري سيكون اليوم الذي ستجتمع فيه المجموعة الاوروبية لاعادة النظر في شروط تعاونها مع اسرائيل. ويبدو ان المجموعة مصممة على مقاومة الطلبات الاسرائيلية لتقديم المزيد من المساعدات، على اساس ان اسرائيل تعيق احراز تقدم في عملية السلام. وهذا يبين مدى تصلب الموقف الاوروبي منذ مؤتمر مدريد نتيجة مشاعر الاحباط لعدم حدوث اي تغيير في الاراضي المحتلة من جهة، ونتيجة للزيادة الكبيرة في عدد الدول التي اخذت تتودد الى المجموعة. وقبل عام خلا، عقد في باريس اجتماع بين وزير الخارجية الاسرائيلي دايفيد ليفي ووزراء خارجية مجموعة الترويكا الاوروبية: فرنسا وايطاليا وهولندا ووعد الوزراء آنذاك بأن اوروبا ستكافئ اسرائيل اذا ما حصل تقدم رئيسي في مساعي السلام، برفع مستوى علاقاتها مع السوق الاوروبية. وأصر مسؤولو المجموعة على ان اي تحسين في مكانة اسرائيل لا يمكن ان يحصل الا في جو جديد يسود الشرق الاوسط تستطيع معه اوروبا ان تضع سياستها تجاه المنطقة ككل من دون ان تشعر بأنها ممزقة ما بين العرب والاسرائيليين. ومن الواضح ان اسرائيل التي وجهت اقتصادها نحو التصدير ستحقق فوائد جمة من مثل هذا الانجاز واكثر مما ستحققه معظم الدول العربية. لكن الحكومة الاسرائيلية تشعر الآن، انه ربما كان في مقدروها انتزاع تنازلات اوروبية من دون الحاجة الى انتظار تحقيق تقدم في مفاوضات السلام. وإذا ما اخذنا في الاعتبار المزاج الراهن في المجموعة فان اجتماع باريس هذا ربما كان نقطة تحول في محاولة اوروبا اقامة علاقة جديدة مع اسرائيل. فقد اصبحت مسألة المشاركة الاوروبية في مفاوضات السلام، بعد مدريد، مشحونة بالعواطف. اذ ان بعض المسؤولين الاوروبيين، لا سيما فرنسا، بدأوا يقولون ضمناً ان واشنطن ربما كانت سعيدة، في واقع الامر، باعتراض اسرائيل على وجود دور اوروبي في مجموعة نزع السلاح، لأن واشنطن تريد صياغة اتفاقات نزع السلاح بطريقة تفيد مبيعات الاسلحة الاميركية وتقصي فرنسا وبريطانيا الى الأبد من العالم العربي. وهذا ما ذكرته ل "الوسط" مصادر اوروبية وثيقة الاطلاع. لكن احد كبار مساعدي جاك ديلور رئيس المفوضية الاوروبية قال لنا: "لن نرى حداً حقيقياً للتسلح في الشرق الاوسط الا بعد تحقيق تقدم رئيسي وفعلي في مفاوضات السلام العربية - الاسرائيلية. ولهذا فمن غير المحتمل ان تشهد مفاوضات نزع السلاح اية اجراءات فعلية للتأثير في عقود التسلح الا بعد مرور فترة طويلة". وينطبق هذا الحكم على جميع مجموعات العمل كما يقول المسؤولون الاوروبيون. ويوضح احدهم: "اننا نحاول دفع المزيد من الناس الى مواصلة المحادثات، ولكن ليس هناك من يشعر بالتفاؤل في ان تحرز المفاوضات المتعددة الاطراف اية نتائج على الارض، الى ان يحصل الفلسطينيون على شيء ملموس، لأن هذه هي المشكلة الرئيسية". تغيير تاريخي وفي ما عدا ذلك فان الاوروبيين يعتبرون ان مجموعات العمل التي ستبدأ اجتماعاتها هذا الشهر هي وسيلة لضمان عدم التراجع عن العملية السلمية التي بدأت في مدريد. وكانت خطة تشكيل مجموعات عمل من الدول المعنية لدراسة القضايا الاقليمية، جزءاً من عملية ديبلوماسية شاملة اذ ان الدولتين الراعيتين، الولاياتالمتحدةوروسيا، قبلتا الاصرار الاسرائيلي الطويل الأمد على وجوب اجراء المفاوضات السياسية الجوهرية على اساس "محادثات ثنائية مباشرة مع العرب". ومن اجل تعويض العرب مقابل تخليهم عن المطالبة بمؤتمر دولي تحت اشراف الأممالمتحدة، اقترحت الدولتان الراعيتان عقد المفاوضات المتعددة الاطراف المفتوحة. واختيرت لذلك خمسة مواضيع: نزع السلاح، المياه، اللاجئون، التنمية الاقتصادية، البيئة. وسوف تنضم في كل واحدة منها الى الحكومتين الراعيتين، حكومة الدولة المضيفة لتشكيل ما يعرف بمجموعة التوجيه، وهي طريقة اخرى للتأكيد على الابعاد المتعددة الاطراف لعملية البحث عن نظام جديد للشرق الاوسط. ووقعت مسؤولية التنظيم في مجموعة التنمية الاقتصادية برعاية واشنطنوموسكو، على عاتق الاوروبيين. وفي الوقت نفسه حصلت المجموعة على مكان في المجموعات الاخرى. وهنا حدثت المشكلة، اذ اعترضت اسرائيل على قيام المجموعة الاوروبية بدور في مجموعة نزع السلاح. ومما زاد من مشاعر الانزعاج الاوروبي ان اسرائيل تقبل روسيا بصفتها احدى الدولتين الراعيتين للمفاوضات، مع ان روسيا لا تستطيع مساعدة الشرق الاوسط اقتصادياً. صحيح ان اسرائيل تريد ابقاء باب هجرة اليهود الروس مفتوحاً، ولكن الضغط الأميركي يمكن ان يفعل ذلك. كما ان روسيا تحصل على مساعدات اقتصادية من دول عربية. اما اوروبا فيمكنها ان تلعب دوراً ايجابياً في تنمية الشرق الاوسط، كما انها لا بد ستتأثر بصورة مباشرة من الناحية العسكرية والناحية السكانية الهجرة اذا ما كانت الغلبة للتطرف في الشرق الاوسط. هذا ما قاله الاوروبيون للاسرائيليين. لكن اسرائيل رفضت وجهة النظر الاوروبية هذه وأبلغت الاوروبيين انهم ليسوا "اصدقاء يعتمد عليهم" وما تقصده اسرائيل بذلك هو ان اوروبا لا تؤيد اسرائيل بما فيه الكفاية لذا عليها ان تظهر ابتعاداً اكبر عن العرب، لا سيما ان المجموعة الاوروبية لم تف، من وجهة النظر الاسرائيلية، بالتزامها في العام الماضي بتقديم مساعدات مهمة اليها. لكن اسرائيل تتناسى ان الوعد كان مربوطاً بتحقيق تقدم رئيسي في عملية السلام. ويعترف الزعماء الاوروبيون بأن قدرتهم على الضغط على اسرائيل ضئيلة جداً. ولهذا تحولوا الى واشنطن طلباً للمساعدة - ولكن حين المحت ادارة بوش الى انها تؤيد طلب المجموعة الاوروبية للمشاركة الكاملة سارعت اسرائيل الى الافصاح عن رأيها وهو انها ستقاطع مجموعة التسلح اذا ما أصرت اميركا على دعوة اوروبا. وجددت اسرائيل هذا التهديد الشهر الماضي عندما قاد الديبلوماسي البرتغالي ليوناردو ماثياس بعثة من المجموعة لاجراء محادثات مع جميع الاطراف الرئيسية في الشرق الاوسط، اذ ان بعثة ماثياس، التي رأت بوضوح البطء الذي تسير به المفاوضات العربية - الاسرائيلية في واشنطن، كانت متشائمة اصلاً بامكان احراز تقدم مبكر عقب ما استمعت اليه في الشرق الاوسط الشهر الماضي عن التوقعات الخاصة بالمفاوضات المتعددة الاطراف. وقد زارت هذه البعثة مصر وسورية والاردن ولبنان واسرائيل، كما اجتمعت مع شخصيات فلسطينية من الاراضي المحتلة. وأكد لنا مصدر اوروبي مسؤول ان الحكومة السورية ابلغت وفد المجموعة الاوروبية ان سورية لن تشارك في المفاوضات المتعددة الاطراف قبل حدوث "تقدم بارز" في مفاوضات السلام مع اسرائيل وخصوصاً حول الجولان المحتل. وقال مسؤول سوري كبير للوفد الاوروبي: "تريدون منّا ان نبدأ التفاوض حول تزويد اسرائيل بالمياه قبل ان يحدث اي تقدم على صعيد الجولان؟ هذا غير ممكن". وقد اتخذ لبنان، طبعاً، الموقف نفسه الذي اتخذته سورية. في الوقت نفسه اعلنت اسرائيل انها ستقاطع مجموعة اللاجئين اذا مضت الدولتان الراعيتان قدما في خطتهما لاشراك فلسطينيين من خارج الاراضي المحتلة فيها. وتزعم اسرائيل ان مشاركتهم تمثل خروجاً على القواعد التي وضعت في موسكو لعمل تلك المجموعات. وأملاً من ماثياس في الحصول على المساعدة الاميركية فقد ذهب الى واشنطن في الثامن والعشرين من نيسان ابريل الماضي. وبدا ان اسرائيل مالت الى تخفيف شدة اعتراضاتها على مشاركة الفلسطينيين من خارج الاراضي المحتلة وألمحت الى انها ربما تقبل مشاركتهم "اذا كانوا جزءاً من الوفود العربية الاخرى وليس من الوفد الفلسطيني". غير ان تطوراً جديداً حدث قبل ايام حين قام ليفي بزيارة لشبونة واجتمع هناك بوزير خارجية البرتغال الذي تترأس بلاده المجموعة الاوروبية حالياً وأعلن بعد الاجتماع ان "البحث بدأ لاشراك اوروبا في مجموعة نزع السلاح وان هذه المسألة ستناقش بالتفصيل بين الجانبين في الايام المقبلة". وبدا واضحاً من هذا الكلام ان اسرائيل اخذت ترضخ للموقف الصلب الذي تبنته المجموعة الاوروبية. وقد اوضحت مصادر غربية مطلعة ل "الوسط"، ان اسرائيل وافقت، حتى الآن، على حضور المجموعة الاوروبية الجلسة الافتتاحية الاولى لمجموعة العمل الخاصة بنزع السلاح، لكن المشاركة الاوروبية الفعلية في هذه المجموعة "لا تزال موضع تفاوض" بين الاوروبيين والاسرائيليين. في اي حال فان الاوروبيين يتفقون في الرأي مع الاميركيين على ضرورة المضي في عملية السلام، سواء على صعيد المفاوضات الثنائية او المتعددة، بهدف احداث "تغيير تاريخي" في الشرق الاوسط، على غرار ما حدث في اوروبا. وأوضح لنا احد المخططين في المجموعة الاوروبية: "ننوي التأكيد للعرب وللاسرائيليين ان التعاون الاقليمي بينهم امر ضروري لتعزيز الامن والاستقرار في الشرق الاوسط وللافادة من امكانات المنطقة الهائلة". ويسارع المسؤولون الاوروبيون الى القول ايضاً، انهم لا يسعون الى تحقيق اندماج بين العرب والاسرائيليين، مثل الذي تعيشه اوروبا حالياً. ولكن الالمان والفرنسيين اتخذوا بعد الحرب العالمية الثانية اولى خطواتهم نحو دفن عداواتهم التي ظلت قائمة لقرون، ونبذوا الحروب واختاروا التعاون بدءاً بالفحم والفولاذ لاعادة بناء اقتصادياتهم المدمرة. * المحرر الديبلوماسي في صحيفة "الهيرالد تريبيون".