خلقت فضحية ووترجيت التي انفجرت في السبعينيات و تصادمت بها الامتيازات الرئاسية لإدارة الرئيس نيكسون مع الدستور الأمريكي حقبة تاريخية وعصرا ثقافيا مختلفا وأصبحت لاحقا كلمة «جيت» تستخدم في وصف العديد من الفضائح التالية التي كان بعضها مرتبطا بشخصيات سياسية مميزة وكانت اقل أهمية من ووترجيت.. والنتيجة أن فضيحة ووترجيت أصبحت رمز الفضائح في الصحافة الغربية وأحيانا كانت تشير إلى نوعية الجرائم المرتبطة باستخدام تسجيلات صوتية في محادثات خاصة بأبرز شخصيات الحكومات الغربية وأحيانا أخرى بالأسرة الملكية البريطانية وأحيانا ثالثة بأكبر رجال المال والأعمال في العالم. لم تقتصر «جيت» علي الفضائح السياسية أو الفضائح التي تجري فقط في الولاياتالمتحدة بل تعدتها لتكون الكلمة التي تلي اسم كل فضيحة تحدث في دول العالم خاصة الناطقة بالإنجليزية ومنها بالتأكيد إنجلترا التي اشتهرت بعدد منها اتخذت من كلمة جيت لاحقة لها، وربما كانت من اشهرها تلك الخاصة بالأسرة المالكة البريطانية وبتركيز أكبر على الزوجين السابقين الأميرة الراحلة ديانا والأمير تشارلز ولي العهد البريطاني حيث أبرزت الصحف البريطانية عددا من الفضائح الخاصة بهما مع كلمة جيت ومن أبرزها فضيحة ديانا جيت وكاميلا جيت وغيرها. وأخيرا أصبحت العلاقة بين أمير ويلز وكاميلا باركر باولز علانية ولكنها قبل ان تصل إلى هذا المستوي كانت قد مرت بعدد من الفضائح التي أبرزتها وسائل الاعلام ومنها فضيحة كاميلا جيت التي ارتبطت بعلاقة مع الأمير واصبحت عشيقته السرية عندما كان الإثنان متزوجين من آخرين. في 10 فبراير 2005 أعلن من قبل البلاط الملكي ان الأمير تشارلز والسيدة كاميلا باركر سوف يتزوجان في 8 أبريل من هذا العام في حفل مدني في قلعة وندسور مع مباركة دينية تالية في قلعة كنيسة القديس جورج وفيما بعد تغير الموقع إلى قصر جيلد في وندسور. و كان هناك تساؤل ما إذا كان تشارلز وكاميلا يجب ان يتزوجا في حفل زفاف مدني حيث ان الأسرة الملكية قد استثنت بشكل محدد من القانون الذي يقيم الزواج المدني في إنجلترا وحيث يمنع بذلك أفراد الأسرة الملكية منذ صدور هذا القانون الخاص بالزواج عام 1836 من إقامة حفلات زواج مدنية في إنجلترا ولكن تم الاعتراض على هذا التقييد بان تم تعديله عام 1949 مما يسمح للزوجين بالاقتران في حفل مراسم مدني. و قيل ان كاميلا ستحصل بعد الزواج علي لقب صاحبة السمو دوقة كورنويل وانه إذا ما اصبح زوجها في المستقبل الأمير تشارلز ملكا لإنجلترا فإنها لن تنال اسم الملكة كاميلا ولكن صاحبة السمو الأميرة الزوجة. كانت كاميلا باركر التي ولدت في 17 يوليو 1947 وظلت صديقة وعشيقة للأمير تشارلز لزمن طويل وفيما بعد رفيقة رسمية وهي الآن زوجة الأمير تشارلز وقد ولدت في لندن ولكنها طبقا إلى علماء الأنساب البريطانيين ترجع أصولها إلى عدة جذور فرنسية وبريطانية وهولندية وإسكتلندية وأمريكية ويذكر ان إحدى جداتها كانت عشيقة ملكية مشهورة هي أليس كيبيل التي كانت عشيقة الملك إدوارد السابع ملك إنجلترا. كانت علاقتها السرية بالأمير تشارلز هي الموضوع المفضل للصحف البريطانية وقد بدأت هذه العلاقة الفاضحة في عام 1972 قبل ان يتزوج كلاهما ولكنها انتهت بعد عام حيث لم يعرض عليها الأمير تشارلز وقتها الزواج مما دفعها لإنهاء العلاقة والزواج في العام التالي من اندرو باركر باولز ضابط عسكري كان صديقا للأمير تشارلز وابن بالمعمودية للملكة اليزابيث الأم وقد حصلت على الطلاق منه عام 1995 بعد ان أنجبت منه ولدين هما توم ولورا. العلاقة بين كاميلا والأمير تشارلز استمرت حتى بعد زواجها وخلال تلك الفترة بدا ان زواجها ضعيف الأسس وانتهى الأمر بان اتخذ زوجها زوجة جديدة. كانت السيدة كاميلا والأمير تشارلز قد واجها مشاكل جمة في إظهار عواطفهما القوية أمام الشعب البريطاني في الوقت الذي كان فيه الأمير يبحث جاهدا عن زوجة تحت ضغط من الملكة. اتهام الامير تشارلز و كانت تلك العلاقة الطويلة الأمد هي أول ما أشير إليه بأصابع الاتهام من قبل الأميرة ديانا عندما انهار زواجها من أمير ويلز. وبشكل شخصي كانت الليدي ديانا عادة ما تلجأ إلى السيدة كاميلا للحصول استشارتها في بداية تعاملها مع زوجها القادم الأمير تشارلز وقالت ديانا ان كاميلا علمت بأمر زواجها من الأمير تشارلز قبل ان تعرف هي نفسها صاحبة الشان. ويؤكد المقربون ان جنون ديانا من تلك العلاقة المتينة كان سببا في المشاكل الدائمة بين الزوجين الملكيين والسبب وراء إنهاء الزواج. وكانت الأميرة ديانا تطلق عليها فيما بعد اسم (روتويلر) وهو نوع من الكلاب الألمانية المشهورة بالتصاقها الشديد بصاحبها وفيما بعد قالت الأميرة ديانا في مقابلة تليفزيونية ان زواجها بالأمير تشارلز كان علاقة بين ثلاثة أشخاص وهذا يعتبر زواجا مزدحما جدا. في بداية التسعينيات بعد انهيار الزواج بين ديانا وتشارلز ومع وصول ذلك الانهيار إلى العلن بدأت علاقة أمير ويلز والسيدة باركر تقوي مرة أخرى وأصبحت اكثر علنية من أي وقت مضي، وخلال تلك الفترة وقع ما أسمته الصحافة البريطانية «كاميلا جيت» عندما تم تسريب شريط تسجيل يحوي تسجيلات لمحادثات تليفونية خاصة بين أمير ويلز والسيدة باركر، وقد قيل من قبل المطلعين في البلاط الملكي ان العلاقة كانت قائمة طوال فترة خطبة وزواج الأمير تشارلز من ديانا وان العلاقة استردت علنيتها بعد ان قرر الانفصال عن زوجته وبعد اعترافه علنا في مقابلة تليفزيونية مع جوناثان ديمبيبلي انه ارتكب الزنا ثم إعلان طلاق كاميلا وزوجها اندرو باركر باولز وقد كانا من قبل منفصلين لفترة ثم سرعان ما تزوج اندرو باركر مرة أخرى. كانت الأشرطة التي حوت المكالمات بين الطرفين قد حدثت خلال زيارة الأمير تشارلز إلى منزل إحدى صديقاته المعروفة باسم نانسي وكانت هي الأخرى من المعجبات بأمير ويلز وكانت كاميلا في منزلها وكان ذلك في 18 ديسمبر 1989 حيث قال فيه تشارلز من بين ما قاله «لا أستطيع تحمل ليلة الأحد من دونك» وكان الشريط قد حوى ألفاظا خارجة قالها الأمير وهو يعبر عن شدة اشتياقه لها. كما كان هناك أيضا الكثير من الكلام الخاص والسيئ عن عدد كبير من الشخصيات الهامة في البلاط الملكي. سقوط ديانا في يوليو من عام 1997 جهر الأمير بعلاقته بكاميلا عندما أقام حفلا للاحتفال بعيد ميلادها الخمسين وفي أغسطس من نفس العام كان الحادث المأساوي الذي وقع للأميرة ديانا وأدى إلى مقتلها. و كانت كاميلا قد قابلت أبناء الأمير تشارلز ويليام وهاري في عام 1999 بشكل علني للمرة الأولى وفي نفس العام أقامت حفلا للاحتفال بعيد ميلاد تشارلز الخمسين. من الفضائح التي ارتبطت أيضا بالزوجين الملكيين ديانا وتشارلز فضيحة سميت فضيحة «سكودي جيت» أو «ديانا جيت» والتي كانت عبارة عن نشر الصحف الصفراء في بريطانيا عام 1993 إلى نص مكالمة هاتفية بين الأميرة ديانا وجيمس جيلبي. وكانت الصحف قد أبرزت الشريط في فترة أسمتها الصحافة حرب أعضاء أسرة ويلز ويعتقد أنها عجلت بانفصال ديانا عن تشارلز وهو الذي قاد في النهاية إلى طلاقهما. في الحوار الذي دار بين الأميرة ديانا وجيمس قالت إنها تخشى ان تكون حاملا وأنها في هذا الزواج تشبه شخصية شعبية تظهر في مسلسل تليفزيوني بريطاني اسمه ايستاندرز وقد استخدم المؤيدون للأمير تشارلز هذا الشريط لتلطيخ سمعة ديانا والتي كانت حتى ذلك الوقت تعتبر الشخص المظلوم في انهيار هذا الزواج ولكن علي أية حال نشر نص الحوار كان له تأثير في زيادة التعاطف مع الأميرة حيث انها بتشبيهها نفسها مثل شخصية مسلسل حظي باهتمام ومتابعة شعبية عالية قد أظهرت صورة شخص عادي بدلا من شخصية ملكية رسمية مستقلة عن الصورة المتكلفة لأمير ويلز. و كان هناك اعتقاد كبير بأن الأشرطة كانت نتيجة عملية متابعة من وكالات الاستخبارات البريطانية بالتنسيق مع شخصيات كبري في الأسرة الملكية البريطانية، وأيضا روجت لنظرية المؤامرة وان أميرة ويلز يتم اضطهادها من قبل الأسرة والنظام الحكومي البريطاني. وتحويل القضية إلى نظرية المؤامرة ارتبط أيضا بموت الأميرة في حادث السيارة في باريس عام 1997 بأنها محاولة اغتيال بدلا من كونها حادثة بالصدفة.و أيا كان التأثير السلبي لفضيحة سكودي جيت علي الأميرة ديانا فانه سرعان ما تمت موازنته عندما تم نشر نص مكالمة الأمير تشارلز مع كاميلا باركر التي كانت مكالمة اكثر سخونة. فيما بعد اعترفت أميرة ويلز بوجود علاقة مع جيمس جيلبي وغالبا فان تلك العلاقة بدأت في 1989 وان التسجيل تم قبل سنوات من نشره. وكان هناك تخمين ان ديانا عملت على توفر الأشرطة لتحرض علي ان يستخدمها الصحفي اندرو مورتون، وقد نشر القصة في كتابه «ديانا : قصتها الحقيقية». نهاية الزواج الاسطورة كان زواج تشارلز من ديانا قد أطلق عليه الزواج الحالم والزواج الأسطوري عندما تم في كاتدرائية القديس بولس في 29 يوليو عام 1981 وهو حفل الزواج الذي تابعه وقتها نحو 750 مليون شخص حول العالم، وبمجرد الزواج أصبحت الأميرة ديانا مباشرة محط اهتمام العالم وضحية مطاردة صحفيا ومصوري الصحف ووكالات الانباء، وكانت كل خطوة تقوم بها بما في ذلك تغيير الطريقة التي تصفف بها شعرها محط اهتمام الملايين. ولكن سرعان ما تعرض الزواج لملكي الأسطوري إلى عدة محطات فشل. كان أولها اتهام الأميرة الشابة بأنها غير مؤهلة للعب دور ملكي لأنها غير مستقرة وغير متزنة ومزاجية الطباع حيث انها كانت تصرف من خدمتها موظفين عملوا لفترات طويلة مع أمير ويلز، ووقعت في عدة صراعات مع اقرب المقربين لها ومنهم والدها ووالدتها وشقيقها والفنان الشهير وصديقها الحميم التون جون، وان كان أمير ويلز يتم اتهامه عادة بأنه السبب وراء ذلك المزاج العصبي والتوتر الذي عاشت فيه بسبب علاقته الغامضة مع كاميلا باركر. وخلال خمس سنوات من الزواج الأسطوري كان زواج ال ويلز قد وصل إلى حافة الانهيار. و ربما كان من المفارقات المضحكة ان كلا من الزوجين حملا اوجه تشابه في عدة نقاط منها ان كليهما عانى من طفولة مضطربة واخذ أدواره العامة مأخذ الجد وكرس نفسه ووقته إلى الأعمال الخيرية، وقد اشتهرت ديانا بأنها خصصت الكثير من وقتها لمساعدة ضحايا مرض الإيدز في حين افرد تشارلز وقته وجهده لصالح الجماعات المهمشة في بريطانيا من خلال جمعية خيرية خاصة به. بعد فترة اعترف كلا الزوجين بأنه كانت لهما علاقات مع آخرين خلال الزواج حيث اعترف هو بعلاقته بكاميلا باركر في حين اعترفت ديانا بإقامة علاقة مع ضابط عسكري. وعلي الرغم من هذه الاعترافات فقد ظلا علي المستوي العلني مستمرين في الزواج الملكي ولكنهما في النهاية انفصلا بشكل رسمي في أواخر الثمانينيات حيث عاشت الأميرة في قصر كينجستون في حين انتقل الزوج الى قصر في منطقة هايجروف. وقد أبرزت وسائل الإعلام الفترات التي كانا يقضيانها بعيدا عن بعضهما البعض ووضوح عدم شعورهما بالارتياح عندما يكونان معا.و مع قدوم عام 1992 كان من الواضح ان الزواج قد انتهي بمعني الكلمة واتخذت وسائل الإعلام المختلفة جانبين مختلفين مع كل منهما فيما سمي حرب ال ويلز. و قد انتهي الزواج رسميا في 28 أغسطس 1996 وهو الزواج الذي نتج عنه ولادة الأمير ويليام أمير ويلز والأمير هنري أمير ويلز ويسمي الأمير هاري. كان الأمير تشارلز قد نال إعجابا كبيرا من الشعب البريطاني خلال مواقفه عقب وفاة زوجته السابقة في حادث السيارة في باريس عام 1997 وخاصة في تعامله مع والدته الملكة التي أصرت علي ان ديانا لم تعد عضوا في الأسرة الملكية وان مسؤولية جنازتها تقع علي أقاربها وعلي أسرتها «سبنسر». ولكن الأمير تشارلز أصر علي ان يطير إلى باريس ليرافق جثمان زوجته السابقة وهي في طريق عودتها إلى وطنها وأصر علي ان تحصل علي جنازة ملكية رسمية. كما ان التعاطف معه قد زاد بعد ان لعب دور الأب بكفاءة عالية لولديه، وحظي بقدر كبير من التعاطف الشعبي بشكل خاص عندما تعامل بحكمه مع فضيحة تعاطي الأمير الصغير هاري للمخدرات مؤخراً.