سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كبير خدم الملكة إليزابيث سابقاً وأمير وأميرة ويلز لاحقاً يقدم أول رواية داخلية عن أسرار زواج تشارلز وديانا وقصة طلاقهما . خيانات زوجية تبعها شجار وصراخ وتكسير زجاج في قصر ولي العهد البريطاني
ما زال كتاب المذكرات الشخصية لبول باريل، كبير الخدم لدى ديانا، أميرة ويلز، في قصر كنزنغتون الذي عمل في الماضي كبير خدم الملكة إليزابث الثانية يثير ضجة واسعة في أوساط الرأي العام البريطاني والعالمي، لما احتواه من أسرار وقصص تصدر للمرة الاولى عن شخص مطلع على أدق الأمور في حياة العائلة المالكة البريطانية خصوصاً ولي العهد الأمير تشارلز وزوجته السابقة ديانا وابنيهما الأميران ويليام وهاري. وسعت أوساط قصر باكنغهام جاهدة لمنع صدور الكتاب الذي رأى النور أخيراً هذا الأسبوع بعنوان "خدمة ملكية" أو "واجب ملكي" كونه تضمن تفاصيل جديدة عن العلاقة بين تشارلز وديانا التي انتهت بالطلاق قبل عام من وفاتها في حادث سير مروع في العاصمة الفرنسية باريس في 31 آب أغسطس 1997 وهي في ذروة علاقة غرامية مع الشاب المصري دودي نجل محمد الفايد صاحب محلات "هارودز" الشهيرة في لندن. ويروي باريل أن المشاكل الزوجية لديانا بدأت مع عودتها إلى بريطانيا من شهر العسل، ففي قصر بالمورال الاسكتلندي اكتشفت في إحدى الأمسيات أن تشارلز يلبس قميصاً بأزرار مذهبة في الكمين نقش عليها حرفي "سي" بالإنكليزية وهما اختصار لاسم تشارلز وكاميلا، زوجة اللفتنات كولونيل في الجيش البريطاني أندرو باركر جونز. فاحتجت ديانا على الزرين لكن تشارلز تهرب من الموضوع، معتبراً أن النقش يعبر عن أمنية لزواج ناجح حسب قوله، لإبعاد الشبهة عن العلاقة الغرامية السرية التي كانت تربطه بكاميلا. في عام 1987 انتقل باريل وزوجته من خدمة الملكة إلى خدمة ولي العهد، حينما بدأ الهمس يزداد في أروقة قصر باكنغهام عن أن العلاقة بين تشارلز وديانا تواجه بعض المصاعب. وسرعان ما اكتشف كبير الخدم في هايغروف أن الخدمة لدى ولي العهد أصعب بكثير من الخدمة لدى الملكة ذاتها. فحتى الأوامر التي كان يتلقاها من تشارلز مختلفة من نوع مثلاً، تكليفه بإبلاغ الضيوف الذين ينامون في هايغروف بالامتناع عن التخلص من الحفاضات النسائية وواقيات الجنس الرجالية بوضعها في دورة المياه، نظراً لما تسببه من مشاكل وانسداد في الأنابيب، الأمر الذي أثار دهشة باريل وأحرجه جداً مع الضيوف. في تلك الفترة كان ولي العهد مع زوجته يقيمان طوال الأسبوع من يوم التثنين حتى يوم الجمعة في قصر كنزينغتون وسط لندن ويقضيان يومي السبت والأحد في منزلهما الريفي في هايغروف. لكن فجأة غيّر تشارلز هذا النظام وأصبح يقضي يومين أو ثلاثة إضافية في هايغروف وحده بلا ديانا. في هذه الأيام كان عدد من الأصدقاء يحضرون لتناول وجبة الغداء أو العشاء على مائدة ولي العهد، برز من ضمنهم السيدة كاميلا باركر بولز. وتدريجاً بدأ الهمس يتصاعد عن افتراق الزوجين وعيش كل منهما حياة منفصلة، تشارلز في هايغروف وديانا في لندن. وفي أحد الأيام عام 1988 استدعى تشارلز باريل إلى مكتبه وسأله كيف نمت إلى علم ديانا أسماء الأشخاص الذين يحلون ضيوفاً عليه أثناء غيابها. فأخبره كبير الخدم أنه يومياً يضع قائمة بأسماء الضيوف لمقتضيات الأمن وإبلاغ الحراس عند المدخل بها لتسهيل مرور المدعوين. فأمره تشارلز أن يكف عن وضع مثل هذه القوائم. وبدآت ديانا تتحدث صراحة أمام باريل وزوجته كلما التقتهما كم تشعر وحيدة ومعزولة من دون توضيح الأسباب. ولم يطل اليوم الذي بدأ الخدم يسمعون صراخاً وأصواتاً عالية ونقاشات حادة من غرفة الجلوس حينما يلتقي تشارلز مع ديانا، وأحياناً يتبع ذلك إغلاق باب بشدة وصوت أقدام تصعد السلم بسرعة ثم يسود صمت شديد. وفي صبيحة أحد الأيام بعد سماع مثل هذه الأصوات، دخل باريل إلى غرفة الطعام ليجد تشارلز يلملم شظايا أكواب وصحون زجاجية كانت محطمة فوق الطاولة ومنثورة على الأرض، فتظاهر ولي العهد بأنه سحب الشرشف الموضوع تحتها عن طريق الخطأ. لاحقاً بدأ الخدم يلاحظون أن تشارلز يقضي ليالي عدة خارج المنزل ولا يعود إلا في الصباح الباكر، وكان هذا الموضوع حديث ضباط الشرطة في نقطة التفتيش عند المدخل الخارجي لهايغروف، بل أن باريل فوجئ بالتفصيلات الدقيقة التي سمعها عن رحلات ولي العهد السرية ليلاً وهي رحلات مسافتها غير بعيدة وفقاً للمعلومات التي يتداولها المطلعون على الأمر ومداها أحد عشر ميلاً ونصف ميل فقط وهي المسافة بين القصر الريفي لتشارلز ومنزل كاميلا باركر بولز. في صيف 1989 فوجئ باريل وهو في المطبخ بدخول ديانا، حيث توجهت إليه وطلبت منه القيام بمهمة سرية خاصة بها، وحذرته ألا يفشي هذا السر لأحد، وبالأساس لتشارلز. طلبت منه ديانا أن يذهب إلى محطة القطار في بلدة كيمبل القريبة للقاء شخص معين وإحضاره من دون أن يعلم أحد إلى القصر. كان ذلك الشخص هو الميجر في الجيش البريطاني جيمس هيويت. ويقول باريل أن هذه لم تكن المرة الوحيدة التي قدم خدماته لإدخال خلان سريين لديانا إلى هايغروف، ويؤكد أنه فعل ذلك من دون تعذيب ضمير وكان على قناعة أنه بعمله هذا إنما هو يدخل السعادة إلى قلب الأميرة التي تضررت جداً من خيانة زوجها لها أولاً. كما أن الخدمات السرية لباريل لم تقتصر على ديانا فقط، بل توزعت بينها وبين زوجها الذي أراد من باريل أن يحافظ على سرية علاقته بكاميلا. أما القشة التي قصمت ظهر البعير في رأي باريل، فكانت في نهاية حزيران يونيو 1989، حين تعرّض تشارلز لإصابة أثناء مباراة بولو كسرت فيها يده فنقل إلى المستشفى وبقي هناك بضعة ايام. وفي اليوم الذي تقرر خروجه من المستشفى، حضرت ديانا لاصطحابه إلى البيت وكانت راغبة جدا في العناية به والاهتمام بسلامته، لكنها فوجئت لدى وصولهما إلى هايغروف بطلب تشارلز منها مغادرة القصر والإعلان عن رغبته في أن يخلو لنفسه. فاضطرت ديانا إلى ترك القصر إلى لندن بعد نصف ساعة من وصولها إليه والدموع تنهمر من عينيها. وما أن غابت ديانا عن الأنظار حتى حضرت إلى القصر كاميلا التي أصبحت منذ ذلك اليوم متواجدة بشكل دائم في هايغروف. وفي خضم هذه المعمعة تقرر أن يسافر تشارلز برفقة ديانا ليمثلا بريطانيا عام 1991 في حفل تتويج امبراطور اليابان. وهناك لاحظت وسائل الإعلام أن الزوجين الملكيين لم يقيما في الجناح ذاته في الفندق الذي حجزته لهما السفارة البريطانية في طوكيو. وهكذا خرج أمر الخلاف بينهما إلى وسائل الإعلام. ففي بهو الفندق صدم باريل للمشهد الذي حصل أمامه وعلى مسمع منه، حينما كان تشارلز واقفاً بانتظار باقي أعضاء الوفد البريطاني استعداداً للمغادرة للمشاركة في احتفال رسمي، إذ وصلت ديانا مرتدية فستاناً جميلاً أحمر اللون ذو قبة مرفوعة ملفتة للنظر، فسمعها باريل وهي تسأل زوجها إن كان يعجبه لباسها، فإذا بتشارلز يقول لها قبل أن يستدير غاضباً: "إنك تشبهين مضيفة في شركة خطوط بريتيش كاليدونيان". ولم تكن هذه المرة الوحيدة التي يوجه فيها تشارلز الإهانة مباشرة لديانا، ففي العام ذاته وأثناء زيارة رسمية مشتركة لهما إلى تشيخيا أقام خلالها الزوجان في جناحين مختلفين، بل كل في طابق مختلف في الفندق ذاته، وفيما كان تشارلز ينتظر ديانا في البهو لمرافقتها إلى احتفال رسمي وصلت مرتدية طقماً أبيض وأسود جميلاً. لكنها لم تبادر هذه المرة لسؤال تشارلز عن رأيه بالطقم، بل بادرها هو قائلاً: "يبدو أنك أصبحت عضواً في المافيا". وفي التاسع من كانون الأول ديسمبر 1992 حضرت رئيسة ديوان الموظفين في قصر باكنغهام الكونتيسة جين أوف ستراتكلايد إلى هايغروف وجمعت العاملين فيه في المطبخ، ومن ضمنهم باريل وزوجته وأبلغتهم أن تشارلز وديانا قررا الانفصال، وتم فصل عدد من الخدم من العمل وأبلغ باريل وماريا بضرورة الانتقال من هايغروف إلى قصر كنزنجتون، الذي تقرر أن تبقى ديانا مقيمة فيه. وفي الثالثة من بعد ظهر ذلك اليوم وقف رئيس الوزراء البريطاني جون ميجر أمام أعضاء البرلمان وأبلغهم بالقرار رسمياً أمام عدسات التلفزيون. في خضم هذه المعركة بدأت أوساط هايغروف حملة لتجميل صورة كاميلا. فيما شنت ديانا حملة مضادة على تشارلز في وسائل الإعلام التي بدأت تغزوها وتستدرج رموزها من الصحافيين البارزين بدعوات خاصة إلى قصرها. وعندما سئلت عن رأيها بكاميلا قالت "انني أشعر بالأسف لوضعها" وهي عبارة قصدت منها تجريح تشارلز، الذي عندما سئلت عما إذا كان صالحاً ليصبح ملكاً خلفاً لأمه قالت "من الأفضل له أن يتقاعد في مقاطعة توسكاني" في إيطاليا. وعلى رغم انفصالها عن زوجها ظلت ديانا تعتبر أن كل تصرف منه يخصها شخصياً، نظراً لأنهما لم يوقعا بعد على وثيقة طلاق رسمية. وظل الزوجان يراقبان عن كثب تحركات بعضهما البعض. ويروي باريل أن ديانا لاحظت أن علاقة غريبة بدأت تنشأ بين تشارلز وسكرتيرته الشخصية تيغي ليغي بيرك توحي بعلاقة غرامية جديدة. وفي احتفال خاص للعاملين لدى العائلة المالكة توجهت ديانا إلى تيغي وقالت لها: "انني أشعر بالأسف لفقدانك الحمل"، فاهتزت تيغي وغادرت الحفلة مع تشارلز وأحد مساعديه، وتلقت ديانا في اليوم التالي تهديداً من محامي تيغي لأنها تشيع أخباراً كاذبة عن علاقة لا أساس لها من الصحة مع تشارلز. لكن ديانا أصرت على قصتها وقدمت لمكتب الملكة الذي تدخل في الموضوع، إثباتات عن عملية الإجهاض التي أجريت لتيغي. أما القصر فأبلغ ديانا لاحقا أنه بعد التدقيق والتقصي تبين أن تيغي لم تجر عملية إجهاض وأن علاقتها مع تشارلز لا تتعدى الجانب المهني. وطلب تشارلز من ديانا أن تقدم اعتذاراً شخصياً عن تصرفها تجاه تيغي، فرفضت. ولم يمض وقت طويل حتى فوجئت ديانا برسالة موقعة من الملكة تطلب منها الطلاق رسمياً من تشارلز وبأقصى سرعة. وفي اليوم التالي وردت رسالة ثانية من تشارلز نفسه يطلب هو شخصياً الطلاق حالاً. لكنها ردت على رسالة تشارلز بأنها ترفض التسرع في إعلان الطلاق وينبغي التروي في الأمر. وتسارعت التطورات ودعيت ديانا إلى لقاء خاص مع الملكة حيث تقرر في نهايته البدء في إجراءات الطلاق بسرعة لمصلحة العائلة والوطن، كما تقرر سحب لقب "السمو الملكي للأميرة" منها وإبقاء لقبها "ديانا أميرة ويلز". وفي 28 شباط فبراير 1996 أصدرت ديانا بياناً أعلنت فيه موافقتها على الطلاق من تشارلز نهائياً. وكشف باريل أن صفقة الطلاق بين تشارلز وديانا تضمنت دفع ولي العهد مبلغ 17 مليون جنيه عداً ونقداً لها، وفي المقابل استرد منها لوحتين مائيتين لأقارب ألمان بعيدين له، وكرسيين سيركا يعود تاريخ صنعهما إلى عام 1780، وأدوات المائدة الفضية التابعة للملك جورج الثالث التي كانت ديانا تستعملها في استقبالها للضيوف في قصر كنزينغتون. والأهم من ذلك حسب باريل إسقاط لقب السمو الملكي للأميرة، إذ تبين لديانا بعد الموافقة على الطلاق أنها وفقاً للقب الجديد، أميرة ويلز، ينبغي بها أن تنحي لأفراد الأسرة المالكة جميعاً كلما التقت بأحد منهم بما فيهم الأمير مايكل أوف كنت وزوجته الأميرة ودوق ودوقة غلوستر والأميرة ألكسندرا وجميعهم كانوا ينحنون لديانا حتى توقيع وثيقة الطلاق. وتأثرت ديانا جداً بالوضع الجديد الذي أثار حنق الأمير مايكل أوف كنت، وهو أبن عم الملكة إليزابيث الذي يقيم هو الآخر في جناح خاص مع زوجته في قصر كنزينغتون، فكتب لديانا رسالة عبّر فيها عن استيائه من هذا التحقير الذي نالها وأبلغها رفضه الوضع الجديد. وبعد ثلاثة أشهر في 30 أيار مايو أعلن رسمياً الطلاق بين دوق ودوقة يورك، وأسقط عن سارة أيضاً لقب السمو الملكي للأميرة. وفي اليوم ذاته حضرت إلى قصر كنزينغتون وأمضت النهار مع ديانا ترفيهاً عن نفسيهما كأختين حقيقيتين، وتوعدتا وفقاً لباريل بأنهما سيحاسبان العائلة المالكة حساباً عسيراً. اختفاء شريط مسجل ضمن رسائل ووثائق سرية تعود لديانا قصة أخرى مثيرة تضمنها كتاب باريل وتثير غضب العائلة المالكة لأنها تمس "نزاهة" ولي العهد والقصر الملكي، وتتعلق باختفاء محتويات صندوق سري لديانا ومن ضمنها شريط سجلته ديانا بنفسها عام 1996، فيما كانت تستمع لقصة أحد حراس قصر كنزينغتون الذي اشتكى لها أن موظفاً كبيراً لدى الأمير تشارلز استغل فرصة أن الحارس كان ثملاً، فاستدرجه واعتدى عليه جنسياً واغتصبه بالقوة. وبعد تسجيل الشريط اتصلت ديانا بتشارلز وطلبت منه أن يستمع إلى الشريط ويحقق في الأمر ويفصل الموظف الذي اعتدى على الحارس. لكن تشارلز لم يتخذ أي إجراء، وأنّب ديانا على "الإصغاء إلى قصص الموظفين التافهة"، فتأثر الحارس كثيراً وأصيب بانقباض نفسي. وفي وقت لاحق، لدى النظر في الحالة النفسية التي وصل إليها الحارس من جانب ديوان الموظفين الملكيين، تم إبلاغه بأن حاله لا علاقة لها بالاعتداء، إنما تعود لخدمته العسكرية في حرب الكويت وهي نتيجة لأعراض حرب الخليج التي ما زالت غير مدروسة جيداً، ودُفع له مبلغ 40 ألف جنيه وتم تسريحه من العمل. ويقول باريل إنه كان يقف إلى جانب ديانا عندما تحدثت مع تشارلز هاتفياً حول الموضوع، وسمع تفاصيل القصة منها، لكنه لم يستمع إلى الشريط. وقال إنه كان يعرف أن ديانا وضعت الشريط في الصندوق السري وأن أحداً لم يفتح هذا الصندوق سوى أخت ديانا بعد وفاتها وبحضوره، حيث كان الشريط موجوداً داخل الصندوق مع رسائل ووثائق سرية أخرى عدة. لكن الشرطة تقول إن قفل الصندوق كسر وسرقت محتوياته ومن ضمنها الشريط. وأضافت أن لديها معلومات عن أن أغراض ومقتنيات خاصة بديانا يجري بيعها في السوق السوداء خارج بريطانيا، وتوجه أصابع الاتهام في ذلك إلى باريل. ووردت هذه التهمة ضمن قائمة التهم التي وجهت له في المحكمة التي أسقطت في العام الماضي. ويقول باريل إن اتهامه بسرقة الأغراض ومقتنيات ديانا هي محاولة من القوى الخفية التي أشارت الملكة إليها في حديثها معه خلال استقبالها له في قصر باكنغهام عام 1997. مؤكداً أن هناك من يتربص له وينوي الإيقاع به. تشاوشيسكو نام في قصر باكنغهام والمسدس تحت رأسه في قصر باكنغهام تعرف باريل على زوجته ماريا كوسغروف التي كانت المسؤولة عن الجناح البلجيكي في القصر، المخصص لاستضافة كبار الضيوف من رؤساء الدول، وروت له كيف أن الرئيس الروماني نيكولاي تشاوشيسكو الذي زار بريطانيا عام 1979 كان يضع مسدساً تحت وسادته عندما نام في هذا الجناح. ومن كبار الضيوف الأجانب الذين زاروا الملكة الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان الذي استضافته الملكة في قصر ويندزور عام 1982. ويقول باريل أن الملكة انزعجت من إجراءات الأمن المشددة التي أخضع لها القصر قبل وصول ريغان وخلال الزيارة، وأبلغت المسؤولين عن حماية الرئيس الأميركي أن إجراءات الأمن في قصرها ممتازة، وإذا كانت هذه صالحة لحماية الملكة فإنها صالحة أيضاً لحماية الرئيس. أما ريغان فأثار استغراب الخدم والموظفين في القصر الذين عندما حملوا إلى جناحه علب الشوكولاته الفاخرة وجدوه عازفاً عنها ومدمناً على نوع رخيص جداً من السكاكر الرخوة من النوع الذي يهواه الأطفال وحمل معه في حقائبه من الولاياتالمتحدة مخزوناً كافياً منها وضع في مرطبانات زجاجية وزعها في أركان مختلفة من جناحه الخاص في القصر. ومما أثار دهشة باريل اكتشافه أن الرئيس الأميركي رجل خجول جدا، إذ فيما كان واقفاً خلف ريغان ونانسي في حفل الاستقبال التي أقامتها الملكة للرئيس الأميركي سمعنانسي تحث زوجها على أن يخطو نحو الملكة ويحادثها، فتردد ريغان وظلت نانسي تحثه المرة تلو المرة إلى أن تجرأ واستجاب لها أخيراً. قناعة سادت بلاط سانت جيمس بأن ديانا كانت متجهة نحو الزواج من دودي الفايد في اللقاء الذي جرى في 19 كانون الأول ديسمبر 1997 بين الملكة وباريل أثيرت العلاقة بين دودي الفايد وديانا، حيث تبين أن الملكة كانت مقتنعة بأن العلاقة بينهما كانت عميقة وأنها ستنتهي إلى الزواج، فيما عارض كبير الخدم هذا الرأي وحاول إقناع الملكة بأن العلاقة حسب معرفته كانت سطحية وسرعان ما كانت ستنتهي لو ظلت ديانا على قيد الحياة. ونفى باريل صحة الإشاعات التي راجت في حينه عن كون ديانا حاملاً، وقال ان هذه الإشاعات صادرة بالأساس من وسط أصدقاء دودي، بل ربما قال لأصدقائه بأنه كان عازما على عرض موضوع الزواج عليها، لكن الأميرة لم تكن في وارد الزواج إطلاقاً. ويروي باريل أنها عقب طلاقها من تشارلز أدركت أميرة ويلز أنها أصبحت حرة طليقة وأنها ما زالت امرأة مرغوبة، بخاصة وأن أعداداً لا تحصى من المشاهير والأثرياء بدأوا يتصلون بها والتودد إليها طامعين بالزواج منها أو إقامة علاقة صداقة معها أو فقط لمجرد الاقتراب منها. واستمزجت هي الأمر. لكن تكاثر الراكضين وراءها أزعجها بعض الشيء، فأوكلت مهمة التخلص من الذين لا ترغب بقربهم إلى باريل. وبذلك أصبح كبير خدمها مطلعاً على أدق تفاصيل علاقاتها الاجتماعية والغرامية على حد سواء. إلا أن أحداً لم يكن يعلم أن علاقة واحدة سطحية كانت لديانا في لندن هي التي ستقرر مصيرها إلى الأبد، هي العلاقة مع محمد الفايد، الثري المصري صاحب محلات هارودز. فديانا كانت تزور المتجر بشكل دائم، حيث كان الفايد يتعمد الظهور إلى جانبها في كل زيارة ومساعدتها على شراء الحاجيات أو الهدايا التي ترغبها. وبمناسبة الأعياد كان يغدق عليها وعلى الأولاد الهدايا الفاخرة، ويبعث لها الرسالة تلو الأخرى بواسطة الزوجة الثانية لوالدها الليدي رينيه سبنسر بأنه لن يتوانى عن تقديم المساعدة لها إكراما لذكرى والدها صديقه إيرل سبنسر، ويدعوها لزيارته في قصوره في بريطانيا أو باريس أو جنوبفرنسا. لكن ديانا رفضت دعواته جميعا وظلت تحافظ على مسافة بينها وبينه، إلى أن جاءتها تلك الدعوة بمناسبة عيد ميلادها السادس والثلاثين في مطلع تموز يوليو عام 1997 لقضاء إجازة في فيللا فاخرة له على شاطئ الأزور في جنوبفرنسا تملك جميع وسائل الأمن والراحة، بالإضافة إلى اليخت جونيكال الراسي بشكل دائم أمام الفيللا وهو نسخة حديثة عن اليخت الملكي بريتانيا، من دون أن تعلم ديانا أن اليخت لم يصبح ملكاً للفايد إلا بعد أن وافقت هي على قبول الدعوة، حيث دفع ثمنه 15 مليون جنيه نقداً. كما أنها لم تكن تعلم أن الفايد استدعى حالاً نجله دودي من الولاياتالمتحدة الذي تعرفت ديانا عليه فقط قبل أقل من شهرين في لقاء عابر في لندن من غير أن يترك هذا التعارف أي أثر عليها. بل كانت ديانا ترتبط بعلاقة عاطفية مع شخص معين لم يذكره باريل، لكن جميع أفراد العائلة المالكة يعرفونه جيداً. وتبين أن مصورين صحفيين تمكنا من التقاط صور لديانا ووليام وهاري وغيرهم من الموجودين في فيللا الفايد على البحر المتوسط بما في ذلك دودي. لم تدم الإجازة طويلاً وقررت ديانا العودة إلى لندن، حيث تلقت بعد يومين مكالمة هاتفية من دودي ووجه لها دعوة لتناول طعام العشاء معه. فوافقت وسألته متى، فقال غداً وأبلغها أن اللقاء سيكون في باريس. وأرسل لها طائرة هليكوبتر حملتها من قصر كنزنغتون إلى باريس. وهناك زارت معه قصر آل وندسور الذي اشتراه والده بعد وفاة الليدي سمبسون أرملة الملك إدوارد الثامن، الذي تنازل عن العرش للملك جورج الخامس والد الملكة إليزابث الثانية عام 1938. وتناولا العشاء في مطعم فندق ريتز وأقامت ديانا في احد أجنحته تلك الليلة. وعادت في اليوم التالي حاملة هدية ثمينة جداً من دودي عبارة عن ساعة ذهبية مرصعة بالألماس. وبعد بضعة أيام سافرت ديانا إلى جنوبفرنسا في 31 تموز يوليو تلبية لدعوة من دودي، حيث أبحرت معه على ظهر جونيكل في البحر المتوسط متنقلة بين جزيرتي كورسيكا وسردينيا حتى الرابع من آب أغسطس. وعادت إلى لندن مع وعد من دودي بإعداد مفاجأة خاصة بها. ويقول باريل أن شعوراً ساد في الوسط المحيط بديانا بأن دودي ليس الشخص المناسب لها، بل انه تحدث في الموضوع مع صديقتها مونكتون واتفقا على أن تبادر لمفاتحتها بالموضوع. وقال باريل الذي كان يتحدث مع ديانا هاتفيا كل يوم انها شعرت بالضيق عندما كانت مع دودي ولم تكن مرتاحة في رحلتها، على رغم أن دودي أغدق عليها الهدايا. وقالت له انها تلقت من دودي هدية "حلوة ورومانسية"، عبارة عن إطار فضي لتثبيت الصور نقشت عليه أبيات من الشعر ذات "معان عميقة"، بالإضافة إلى عقد وقرطين ثمينين جداً، وقالت ضاحكة "يبدو أنه وقع في الحب بشكل شديد". وأضاف أنه على رغم معرفتها بأن دودي يحبها وقال لها ذلك صراحة أثناء تناولهما العشاء سوية على ظهر اليخت، فهي لم تبادله العواطف، وعندما قدم لها الهديا اكتفت بالقول "شكراً"، على حد قولها. وقال ان ديانا كانت قلقة جداً وعبّرت عن ضيقها من وضع مضيفها وقالت له ان دودي يتردد كثيراً على الحمام ويغلق الباب وراءه ويتنشق من دون أو يوضح ماذا بشكل متواصل، ثم يبدي تذمره من جهاز التهوية. وعبّرت لباريل عن رغبتها بقطع إجازتها مع دودي قبل موعدها بيومين والعودة مباشرة إلى لندن لاشتياقها إلى ابنيها، فأجرى باريل الترتيبات اللازمة لها، لكنها فاجأته في وقت متأخر من 29 آب أغسطس بقولها تنوي التوقف في باريس، إذ كان دودي أقنعها بمرافقته لارتباطه بلقاء عمل في العاصمة الفرنسية. كانت تلك آخر مكالمة بينهما، إذ قتلت في حادث سير في اليوم التالي. تهديد مبطن من الملكة وقوى خفية تتنصت وتراقب من أشد القصص التي أوردها بول باريل في مذكراته إثارة وإحراجا للعائلة المالكة، أن الملكة إليزابيث الثانية وافقت على استقباله في 19 كانون الأول ديسمبر 1997 بعد أكثر من ثلاثة أشهر على وفاة ديانا. وأهم ما جرى في هذا اللقاء، وفقاً لباريل ان الملكة وجهت له تحذيراً شديد اللهجة وطلبت منه أن "ينتبه إلى نفسه". وقالت: "أحد لم يكن قريباً لأي من أفراد أسرتي مثلك". وأضافت: "في هذا البلد توجد قوى فاعلة لا أحد يعرف عنها شيئاً". ثم بحرته بعينيها وقالت: "هل تفهم ما أقول؟". وقال إن هذه الكلمات ما زالت ترّن في أذنيه، وربط بينها وبين ما كانت تقوله له ديانا التي كانت دائماً تحذره من وجود أجهزة تنصت في قصر كنزينغتون وأن خطوط الهاتف مراقبة. وأضاف ان ديانا كلما أرادت أن تقول له شيئاً سرياً كانت تكتب ذلك بخط يدها لئلا يسمع أحد ما تريد قوله. وقال أنه ما زال يحتفظ بين أوراقه بالكثير من الرسائل والقصاصات بخط يد ديانا. ومثال على هذه الرسائل أورد أجزاء من رسالة كتبتها ديانا له قبل وفاتها بعشرة أشهر، أعربت فيها عن خوفها من أن تقتل بحادث سيارة. وتنبع أهمية هذه القصة من كونها تروى من جانب أحد المقربين للعائلة المالكة الذي قضى ما يزيد على 21 عاماً في خدمتها. بدأ باريل عمله في قصر باكنغهام في خدمة الملكة عام 1976 كخادم بسيط، لكن سرعان ما صعد في السلم الوظيفي وأصبح كبير خدم الملكة عام 1978. وفوجئ في يومه الأول في القصر بأن المسؤولين حاولوا انتقاء ملابس تناسب مقاسه، ليكتشف أن جميعها مستعملة وبعضها مهترئ جراء لبس الموظفين الآخرين لها، وقال إنه لاحقاً وجد أن الملابس المستعملة تنتقل بين أفراد العائلة المالكة أنفسهم، إذ أن الأمير إدوارد كان يلبس الملابس التي لبسها قبله شقيقه أندرو وقبلهما الأمير تشارلز. وكانت مهمة باريل الاعتناء بكلاب الكورغي التسعة التي تحبها الملكة حباً جماً، على عكس زوجها الأمير فيليب، دوق إدنبره. وكان عليه أن يعتني بالكلاب وجميعها إناث عدا ذكر واحد ويخرجها للمشي في الحديقة بضع مرات كل يوم ابتداء من السابعة صباحاً، ويطعمها ويهتم بنظافتها وصحتها ويستدعي لها الطبيب البيطري عند الحاجة، حيث تنتظر الملكة يومياً إدخال الكلاب إلى غرفة نومها في الثامنة صباحاً وتبقيها على مقربة منها طوال النهار. وفي الليل تنام الكلاب في الممر القريب من غرفة نوم الملكة. من خلال هذا المنصب أصبح باريل مقربا من الملكة وأخذ بالتعرف عليها عن قرب والإصغاء إلى حديثها مع أفراد العائلة أو مع الخدم أو موظفي القصر، والاطلاع على أدق الأمور في حياتها اليومية. فجاءت مذكراته متضمنة للمرة الأولى وصفاً دقيقاً لمشاهداته، بما في ذلك لقطات مما يسمى عادة "الغسيل القذر" في القصر. ومن ضمن هذه الملاحظات أن لدى الملكة نمطاً معيناً ثابتًا في الحديث إلى الآخرين في القصر، إذ تبادر محادثها إلى القول هل تعلم؟ شيء غير عادي جداً حصل معي اليوم. أو إذا التقت شخصاً ما وتود أن تحدّث أحدا عنه بادرت إلى القول، هل تعرف من رأيت أمس؟ أو إذا كان الأمر مضحكاً، تقول، لا شيء مضحك أكثر مما حصل معي اليوم. وإذا فاز حصانها في السباق قالت، هل تعلم أن حصاني فاز اليوم؟ وهكذا طوال اليوم. ويروي أن الملكة تقرأ الصحف الرئيسية التي تصدر في لندن بانتظام، وهي مولعة بحل المربعات في صحيفة "دايلي تلغراف" إلى درجة أنها إذا كانت يوماً ما مشغولة، يحتفظ الخدم لها بعدد ذلك اليوم من الجريدة لتحل المربعات في مناسبة أخرى. وبالنسبة للطعام والشراب روى أنها تشرب كأساً من الجن مع ديبونية يومياً قبل الغداء وثار غضبها في أحد الأيام لأن باريل أخذ كأسها قبل أن تنتهي من شربه، فوصفته بأنه "وحش". وبعد وجبة العشاء تحتسي الويسكي الاسكتلندي الفاخر، فيما يشرب زوجها كأساً من البيرة. وقال إنها لم تأكل أبداً من كعكة الفاكهة التي كان يعدها خصيصاً لها طباخ القصر الماهر روبرت باين، بل كانت تفتتها وتطعمها يومياً للكلاب التسعة، على رغم ما يتضمن هذا الأمر من إساءة لباين. وكشف أن الملكة إليزابيث الأم التي كانت تتمتع بشعبية عالية لدى البريطانيين وفي العالم أيضاً لم تكن دقيقة في مواعيدها، فإذا دعيت إلى المائدة وصلت متأخرة نصف ساعة، وإذا ذهبوا إلى الكنيسة في احتفال عائلي كانت الصلاة تتأخر حتى وصولها، فيما كانت ابنتها الملكة وباقي أفراد الأسرة والضيوف الكبار ورجال الدين يقفون داخل الكنيسة في الانتظار. أما علاقة الملكة مع كنتها الجديدة فظلت رسمية إلى وقت طويل وفقط بعد زواج تشارلز وديانا أصدرت الملكة تعليماتها إلى أميرة ويلز بأن تخاطبها "ماما" بدلاً من "يا جلالة الملكة" و"بابا" بدلاً من "سمو الأمير" لفيليب دوق إدنبره. زيارة أخيرة لقبر أميرة موناكو ووفاة مشابهة يروي باريل أن من الشخصيات التي تركت أثرا كبيرا في نفس ديانا كانت الأميرة غريس كيلي زوجة رينيه أمير موناكو التي كانت ممثلة ناجحة قبل زواجها وتمتعت بقدر كبير من الجمال والأناقة. وحضرت غريس حفل زواج ديانا وتشارلز عام 1981 بين كبار الضيوف المدعوين. وعندما تقدمت غريس لمصافحة ديانا وتهنئتها بالزواج بادرت العروس وسألت أميرة موناكو عمّا إذا كانت في جعبتها أي نصائح لها من تجربتها في زواجها الملكي لزعيم آل غاريمالدي، فردت غريس قائلة "ستتعودين على كل شيء يا عزيزتي، فالأمور تسير عادة إلى الأسوأ، لكنك ستتعلمين كيف يمكن التأقلمِ مع الوضع الجديد". كان لهذه الكلمات وقع غير اعتيادي على أميرة ويلز يختلف عن كل ما سمعته من المدعوين الآخرين وشغل تفكيرها على مدى السنين المتبقية من حياتها. ولم يكن مضى وقت طويل على زواج ديانا، حينما فجعت في أيلول سبتمبر 1982 بنبأ وفاة أميرة موناكو إثر تعرضها لحادث سيارة أودى بحياتها. وكانت تطورت بين الأميرتين علاقة صداقة متينة خلال تلك الفترة القصيرة، فألغت ديانا كل التزاماتها وسافرت إلى موناكو لوحدها في أول رحلة رسمية لها خارج بريطانيا ممثلة لبلادها في مراسم التشييع الرسمية لجثمان غريس. ويقول داريل إن ديانا في آخر ليلة لها في موناكو قبل انتقالها مع دودي الفايد إلى باريس في اليوم السابق لوفاتها اتصلت به هاتفيا وأبلغته أنها في عصر ذلك اليوم كانت عازمة على زيارة قبر غريس، وهي أول زيارة لها لهذا القبر منذ مشاركتها في تشييع جثمان أميرة موناكو عام 1982، من دون أن تعلم أن أجلها دنا وبحادث سير أيضا. التاريخ البريطاني وعظام رقبة الملك تشارلز الأول يروي باريل أن الملكة قصت عليه في أحد الأيام قصة حدثت معها تتعلق بالملك تشارلز الأول الذي أعدمه أوليفر كرومويل إبان الحرب الأهلية في بريطانيا عام 1649. وقالت أن عملية الإعدام تمت في وايت هول حيث مقر رئاسة الحكومة ومعظم الوزارات على مقربة من البرلمان. واحتشد جمهور كبير لمشاهدة العملية، حيث كان الإعدام عادة بقطع الرأس بالبلطة. وهوى الجلاد ببلطته على رقبة الملك، لكنه لم يفلح بقطعها من الضربة الأولى فراح يضرب بقوة، فطارت شظية من عظم الرقبة باتجاه الجمهور فالتقطها أحد الموطنين المحتشدين واحتفظ بها ذخراً لعائلته. وتناقلت العائلة هذه الشظية أباً عن جد وجيلاً بعد جيل إلى وقت قريب، حين اتصل أحد الرعايا الانكليز بالملكة وأبلغها أنه ورث العظمة عن أبيه ويود أن يعيدها إلى القصر، فأكبرت به هذا الموقف وأمرت برد قطعة العظم لصاحبها في قبره. وعندما سألها باريل كيف تم ذلك، قالت إنهم لدى فتح القبر وجدوا الجثة المحنطة للملك تشارلز الأول وقد أعاد الأطباء لصق الرأس بالجسد بالخيط والإبرة، فأمرت أن يتركوا الجثة على حالها.