طالب مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ الشبان والفتيات بأن ينظروا إلى قضية منع المرأة من قيادة السيارة بمنظار حماية المجتمع من الشر المترتب على تلك القضية، داعياً إلى عدم الانشغال بها. وحذر خلال محاضرته التي نظمتها جامعة طيبة صباح أمس، بعنوان"وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"من شر القنوات الإعلامية المغرضة التي تتقصد الدولة وما تقوم به من خدمة للإسلام والمسلمين، مشيراً إلى أن تلك المواقع تعد منبراً للفساد ونشر الشبهة والضلال. وقال إن المؤمن أهدافه تكمن في الدعوة إلى الله وإصلاح المجتمع، مشيراً إلى أن الإيمان والعمل الصالح شقيقان لا يمكن أن يفترقا أو ينفصل أحدهما عن الآخر، إذ إن الإيمان يكون مستقراً بالقلب والأعمال الصالحة هي ثمارها. وحث مفتي عام السعودية الطلاب والطالبات بالتزود بالعمل الصالح، مشيراً إلى أن العلم شرف لأهله ويجب على طلاب العلم والجامعات أن يكونوا يداً واحدة لحماية العقيدة والمجتمع، موصيهم في الوقت ذاته بالاستقامة على الهدى، مضيفاً:"الأمة الإسلامية تمرّ بزمن تضاربت فيه الآراء وعظمت فيه المصائب وانتهكت به الأعراض واختل الأمن والاستقرار بسبب الذنوب والمعاصي". وأكد لأساتذة الجامعات وطلابها ضرورة أن يوصوا أفراد الأمة في أمور دينهم ويدعونهم للتأمل في واقعها ليخلصوهم من الفتن والمصائب، موضحاً أنه في طاعة أولي الأمر والالتفاف حولهم تتحقق مصالح عظيمة وفوائد كثيرة من اجتماع الكلمة في حاضرها ومستقبلها، وأنه من واجب أفراد المجتمع السمع والطاعة لهم بالمعروف، وتحذير إخوانهم من التمرد على ولاة الأمر وعصيانهم، ومن كيد الأعداء الذين يحاولون شق عصا الطاعة وتشتيت الأمة وتفريق كلمتها والإعراض عن الإشاعات الباطلة التي تهدف إلى تفريق شمل الأمة والتي تنطلق من ألسنة حاقدة وهوى مُضِل ورأي أعمى يهدف إلى إشغال الأمة. من جهة أخرى، أوصى المؤتمر العالمي للرسول عليه الصلاة والسلام وحقوقه على البشرية الذي نظمته الجامعة الإسلامية أخيراً، بإنشاء مركز خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدراسات وأبحاث متعلقة بنصرة النبي صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى إنشاء كرسي ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز ليعنى بالسيرة النبوية ودراساتها. ودعا المؤتمر الحكومات الإسلامية إلى السعي لاستصدار قرار دولي يجرم الإساءة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وسائر الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وميثاق عالمي لحماية جناب الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام. وأكد المؤتمر في توصيته الأولى على عظم حقوق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ووجوب محبته وتوقيره، وتقديمه على النفس والوالد والولد، والصلاة عليه كلما ذكر، واتباعه والتمسك بسنته، ونشر دعوته والانتصار له، ومحبة آله وأزواجه وأصحابه والترضي عنهم، وعدم الغلو فيه، وأن ذلك من مقتضى الإيمان به وبرسالته صلى الله عليه وسلم. ويشيد المؤتمر بالجهود المبذولة من المنظمات والهيئات والمؤسسات التعليمية في مجال التعريف بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم ونصرته. ويرى المؤتمر في توصيته الثانية أن الموقف الصحيح تجاه الأفعال الآثمة التي تقترف بحق النبي محمد صلى الله عليه وسلم إنما يكون بالتوضيح الموثق، والمطالبة الجادة بتنفيذ الحكم الشرعي فيها، وأن ما يفعله بعض المسلمين من مظاهرات وإفساد وتخريب، لا يحله الشرع بل يُدينه، وهو يُعطي نتائج عكسية عن الإسلام وأهله، كما يرى المؤتمر أن يكون الخطاب حول ما يقع من إساءات للنبي صلى الله عليه وسلم هادئاً متعقلاً، والحوار منضبطاً بأخلاقيات الإسلام، متسماً بالصدق، الوضوح، والأمانة. وأوصى المؤتمر بالتوسع في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام، والتعريف به تعريفاً صحيحاً بكل الوسائل المرئية، المقروءة، والمسموعة الحديثة، وبجميع اللغات، معتقداً أن هذا الأمر بحاجة إلى جهد مشترك من الجامعات، وزارات الشؤون الإسلامية، وزارات الثقافة والإعلام، رابطة العالم الإسلامي، ومنظمة التعاون الإسلامي. ودعا المؤتمر إلى عقد ورشة عمل في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة يُدعى إليها علماء شرعيون وحقوقيون من مختلف أقطار العالم العربي والإسلامي لتكييف جريمة الإساءة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم على المستوى الدولي، ووضعها في إطار قانوني، ووضع تصور لميثاق إسلامي مُلزم لجميع الدول العربية والإسلامية لحماية الدين الإسلامي والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتصور لمشروع ميثاق عالمي لحماية جناب الأنبياء والرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام. ... ومطالبات بإنشاء معارض دائمة ومتنقلة للتعريف ب"الرسول" حث المشاركون في المؤتمر إلى إنشاء موسوعة تترجم إلى مختلف لغات العالم تعنى بكل ما يمكن أن تقدمه السيرة النبوية للبشرية من حُلول ومعالجات لما يمر به عالمنا المعاصر من إشكالات أخلاقية، اجتماعية، واقتصادية، واستقطاب علماء ومفكرين منصفين من مختلف أنحاء العالم، للمشاركة في تحرير موادها. ويرى المؤتمر أن تقيم وزارات الشؤون الإسلامية والثقافة والإعلام والجامعات معارض دائمة ومتنقلة للتعريف بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم العطرة والحقوق الواجبة له صلى الله عليه وسلم. وناشد المؤتمر الوزارات ذات الاختصاص في الدول الإسلامية توجيه السفارات والملحقيات الثقافية في مختلف دول العالم بالقيام بواجبها في التعريف برسالة الإسلام، وبالرسول محمد صلى الله عليه وسلم وحقوقه على البشرية. وشكر المؤتمر وزارة التربية والتعليم والجامعات التي خصصت مقررات للسيرة النبوية الشريفة ضمن مناهجها، داعياً بقية وزارات التربية والتعليم والجامعات في العالم الإسلامي بوضع مقرر للسيرة النبوية الشريفة، يدرس في مراحل التعليم العام المختلفة لغرس محبة النبي صلى الله عليه وسلم في قلوب الناشئة، ويتناول التعريف به صلى الله عليه وسلم ومآثره وهديه ومكانته العظيمة عند ربه وعند المسلمين.