أوصى "المؤتمر العالمي للرسول (صلى الله عليه وسلم) وحقوقه على البشرية"، الذي نظمته الجامعة الإسلامية، بالمدينةالمنورة، بالسعي لاستصدار قرار دولي يجرم الإساءة للرسول (صلى الله عليه وسلم)، وسائر الرسل والأنبياء الكرام (عليهم الصلاة والسلام)، واستصدار ميثاق عالمي لحماية جناب الأنبياء والرسل (عليهم الصلاة والسلام). كما أوصى "المؤتمر"، في ختام جلساته، اليوم الأربعاء، بإنشاء مركز خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لدراسات وأبحاث متعلقة بنصرة النبي (صلى الله عليه وسلم)، وإنشاء كرسي ولي العهد، الأمير سلمان بن عبدالعزيز، بالجامعة الإسلامية؛ ليعني بالسيرة النبوية ودراساتها.
واستمر "المؤتمر" على مدار خمس جلسات علمية، دارت فيها حوارات ونقاشات، وترأس الجلسة الختامية منه مدير الجامعة الإسلامية، عبد الرحمن بن عبد الله السند.
وخرج "المؤتمر" ب18 توصية كان أبرزها: التأكيد على عظم حقوق الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، وتقديمه على النفس، والوالد، والولد، والصلاة عليه كلما ذكر، واتباعه، والتمسك بسنته، ونشر دعوته، والانتصار له، ومحبة آله، وأزواجه، وأصحابه، والترضي عنهم، وعدم الغلو فيه.
وطالب "المؤتمر" بالتوضيح الموثق للأفعال الآثمة، التي تقترف بحق النبي (صلى الله عليه وسلم)، والمطالبة الجادة بتنفيذ الحكم الشرعي فيها، وأن ما يفعله بعض المسلمين من مظاهرات، وإفساد، وتخريب، لا يحله الشرع، بل يُدينه، وهو يُعطي نتائج عكسية عن الإسلام وأهله.
كما يرى "المؤتمر" أن يكون الخطاب عما يقع من إساءات للنبي (صلى الله عليه وسلم) هادئاً متعقلاً، والحوار منضبطاً بأخلاقيات الإسلام.
كما طالب - أيضاً - بالتوسع في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام، والتعريف به تعريفاً صحيحاً بكل الوسائل المرئية والمقروءة والمسموعة الحديثة، وبجميع اللغات، ويرى "المؤتمر": أن هذا الأمر يحتاج إلى جهد مشترك من الجامعات، ووزارات الشؤون الإسلامية، ووزارات الثقافة والإعلام، ورابطة العالم الإسلامي، ومنظمة التعاون الإسلامي.
وأوصي "المؤتمر" بأن تُقام ورشة عمل في "الجامعة الإسلامية"، يُدعى إليها علماء شرعيون وحقوقيون، من مختلف أقطار العالم العربي والإسلامي؛ لتكييف جريمة الإساءة إلى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) على المستوى الدولي، ووضعها في إطار قانوني، ووضع تصور لميثاق إسلامي مُلزم لجميع الدول العربية والإسلامية لحماية الدين الإسلامي، والنبي محمد (صلى الله عليه وسلم).
ودعا "المؤتمر" المنظمات، والمؤسسات، والجمعيات الإسلامية، والجامعات إلى تنفيذ برامج، وعقد مؤتمرات، ولقاءات، وطباعة البحوث العلمية، والرسائل الجامعية، عن سيرة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، وبيان قدره، ومكانته، وحقوقه على المسلمين وغيرهم.
ويدعو "المؤتمر" المشاركين إلى إنشاء "موسوعة" تترجم إلى مختلف لغات العالم، تعنى بكل ما يمكن أن تقدمه السيرة النبوية للبشرية من حُلول ومعالجات، لما يمر به عالمنا المعاصر من إشكالات أخلاقية، واجتماعية، واقتصادية، واستقطاب علماء ومفكرين منصفين، من مختلف أنحاء العالم، للمشاركة في تحرير موادها.
وناشد "المؤتمر": أن تقيم وزارات الشؤون الإسلامية، والثقافة والإعلام، والجامعات، معارض دائمة، ومتنقلة للتعريف بسيرة النبي محمد العطرة، والحقوق الواجبة له (صلى الله عليه وسلم).
وطالب "المؤتمر" الوزارات ذات الاختصاص في الدول الإسلامية بتوجيه السفارات، والملحقيات الثقافية، في مختلف دول العالم، بالقيام بواجبها في التعريف برسالة الإسلام، وبالرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) وحقوقه على البشرية.
ودعا "المؤتمر" وزارات التربية والتعليم، والجامعات، في العالم الإسلامي، بوضع مقرر للسيرة النبوية الشريفة، يدرس في مراحل التعليم العام المختلفة لغرس محبة النبي (صلى الله عليه وسلم) في قلوب الناشئة، ويتناول التعريف به (صلى الله عليه وسلم) ومآثره، وهديه، ومكانته العظيمة عند ربه وعند المسلمين.
وناشد "المؤتمر" الدول الإسلامية، دعم القنوات الفضائية، والإذاعات، والمواقع الإلكترونية الإسلامية "علمياً ومادياً"؛ لتقوم بدورها في التعريف بالإسلام وبرسوله (صلى الله عليه وسلم) وحقوقه على البشرية بلغات العالم المختلفة.
ودعا "المؤتمر" إلى إنشاء "قناة فضائية عالمية متخصصة" بالتعريف بالرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) وحقوقه بمختلف اللغات.
وناشد "المؤتمر" شركات الاتصالات في الدول الإسلامية، بنشر رسائل وخدمات تعريفية مجانية، وتطبيقات للهواتف الذكية في التعريف بالإسلام وبرسوله (صلى الله عليه وسلم)، وحقوقه بمختلف اللغات، كما دعا رجال الأعمال إلى دعم ذلك - مادياً - لنشره عالمياً.
وأعرب المشاركون في "المؤتمر" عن تطلعهم إلى إنشاء جائزة عالمية باسم خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود، تمنح للجهود والأبحاث والدراسات المتميزة، في مجالات نصرة النبي (صلى الله عليه وسلم) وسنته، وأن تكون "الجامعة الإسلامية" بالمدينةالمنورة مقراً لأمانة الجائزة.
وأوصي المشاركون في "المؤتمر" برفع برقية شكر لخادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود (حفظه الله ورعاه)؛ لموافقته على عقد هذا "المؤتمر" في رحاب "الجامعة الإسلامية" بالمدينةالمنورة.