كعادته في كل عام، ما أن يهل هلال رمضان حتى تفرش السجادة الحمراء وتظهر الحاوية السوداء، في حين تطل بجانبه لوحة غطت زجاج سيارة تعرّف المارة أنه يبيع النوع الشهير من مشروب السوبيا الذي يستورده من مكةالمكرمة. أبو طلال الموظف في الفترة المسائية في أحد قطاعات الأمن والخدمات يبيع السوبيا منذ 20 عاماً في شهر رمضان فقط، بدأ في مكةالمكرمة ثم انتقل إلى الرياض. وشراب"السوبيا"لمن لا يعرفه، ذو أصول حجازية، يصنع عادة في البيوت، وفي بعض المعامل بكميات محدودة. وتصنع"السوبيا"من الشعير أو الخبز الجاف والماء وتصفى ثم يضاف إليها الهيل والقرفة لإكسابها نكهة، وربما تكتسب اللون الأحمر بعد إضافة صبغة، أو تبقى كما هي بلون الشعير الأبيض. وتحفظ السوبيا في حاويات مملوءة بالثلج، خوفاً من فساد الخميرة، فبعض صناع هذا المشروب يستخدمون الخميرة لتسريع إنتاجه، كما يؤكد أبو مرام الذي يشير إلى أن السوبيا لا تبقى أكثر من يومين ثم تفسد، موضحاً أنها تعد علاجاً طبيعياً لأمراض الكلى والمسالك البولية، كما أنها مدرة للبول. ولا يصنع أبو مرام ما يبيع،"نشتري السوبيا من موزعين ثقات، لم نواجه معهم أي مشكلات أو شكاوى من الزبائن". وعن مدى جودة مبيعاتهم في رمضان، يقول البائع أبو طلال:"الأمر يتوقف على عدد البسطات التي تبيع النوع نفسه، مشيراً إلى أن مبيعاته تراوح بين 50 و 80 لتراً يومياً. في السياق ذاته، يقتطع سائق الأجرة عبدالعزيز من وقته في رمضان سويعات لبيع عصير التوت الطبيعي... يستمر خلالها في ترديد"قرب قرب، التوت الطبيعي يا ولد". يقول:"نشتري التوت الطبيعي الذي يصلنا من الطائف مصفى ومعبئاً في قوارير صغيرة بتركيز التوت ونقوم بإضافة الماء عليه وتعبئته في جوالين، مشيراً إلى أن البيع اليومي بالنسبة إليه يقدر ب03 جالوناً، مشيراً إلى أن زبائنه يفضلون منتجه على سواه من المنتجات لكونه طبيعياً، وخالياً من الأصباغ.