قال تعالى اقرأ باسم ربك الذي خلق، هذه أول آية في أول سورة نزل بها جبريل"عليه السلام"على محمد"صلى الله عليه وسلم"، ولكن، مع الأسف، ليس هناك من يقرأ أو يهتم بالقراءة إلا القليل... وعندما نسأل هؤلاء الذين لا يقرؤون، يردون ليس لدينا وقت للقراءة! ومع الأسف أعذارنا أقبح من ذنوبنا... نتحجج بأن ليس لدينا الوقت الكافي للقراءة، ونحن نُضيّع وقت فراغنا بالجلوس أمام التلفاز، وفي الغوص في المواقع الاجتماعية، وكم أتمنى أن نخرج بفائدة تُرجى من ضياع وقتنا على هذه الإلكترونيات، وأقسم لكم أننا نشغل أنفسنا بأمور تافهة نجعلها من أولويات أمورنا، ونشعر أن يومنا لم يكتمل من دونها. سأذكر لكم مما قرأت... يقال في الستينات سُئل وزير الحرب الإسرائيلي موشي دايان، عندما أعلنت إسرائيل عن خطتها للسيطرة على العرب، قال له الصُحافي الهندي كارانجيا، أثناء زيارته لإسرائيل، ألا تخافون بأن يعلم العرب خطتكم ويأخذون احتياطاتهم؟ رد موشي دايان قائلاً:"العرب لا يقرؤون، وإذا قرؤوا لا يفهمون، وإذا فهموا لا يطبقون". ألم يحن الوقت لنغير نظرة العالم لنا، نغيرها للأفضل؟ نحن في زمن حرب ولكن ليست حرباً بالأسلحة والمتفجرات، ولكنها حربٌ بالعقول وبالعلم! صحيح أن الأجهزة الإلكترونية غزت منازلنا وأصبح الشخص لا يفارق"هاتفه الناقل"، أو"جهاز الكومبيوتر"، ولكن لا يوجد هناك مانع من أن تحمل بعض الكتب المفيدة على أجهزتك الإلكترونية. يجب أن تقرأ وتوسع مداركك العقلية، وأن تكون ملماً بكثير من المعلومات، وإياك أن تتحجج بأن ليس هناك وقت؟ إذا أحسنت تدبير أمورك، ونظمت جدولك اليومي فسوف تجد الكثير من وقت الفراغ، حاول أن تستغله في القراءة، اختر ما شئت من الكتب، اقرأ كتباً في مجال عملك وفي السيرة، أو كتباً في تطوير الذات، أبذل قصارى جهدك في تطوير نفسك، زد في اكتسابك للمعلومات، وتأكد أن القراءة هي سلاح العاقل وحجته. سوف أستبيحكم عذراً وأذكر لكم شيئاً مما قرأته عن الشيخ"علي الطنطاوي"، رحمه الله، يقول"إنه كان يقرأ بمعدل عشر ساعات يومياً، ويقول أيضاً لو جعلت لكل ساعة 20 صفحة أقرأ فيها من الكتب الدسمة نصفها والكتب السهلة نصفها، لكان في كل يوم 200 صفحة، أتنازل عن نصفها احتياطاً وهرباً من المبالغة وخوفاً من الكذب". ويقول أيضاً"احسبوا كم صفحة قرأت من يوم أن تعلمت النظر في الكتب وامتدت يدي إليها، 70 عاماً، 12 شهراً، وفي كل شهر 30 يوماً، وفي كل يوم 100 صفحة، فوصلت إلى"520000"... وأنت أيها القارئ الغالي صفحة واحدة تقرأ في اليوم؟ استغل هذه الإجازة بالقراءة، ابدأ في التخطيط، ماذا ستقرأ؟ وأي الكتب ستنهيها؟ وما الكتب التي ستنصح فيها من تحب؟ شجع أطفالك على القراءة، كافئهم عند انتهائهم من كتبهم المفضلة، قم بعمل مسابقة لهم، فأفضل طريقة للنجاح هي المنافسة، وأفضل طريقة للدعم المكافأة... شارك من حولك بمعلوماتك، اطرح عليهم معلومات أو كلمات يبحثون لك عن معانيها وكافئهم... حينها ستزرع في قلوبهم وعقولهم الكثير من المعلومات. يقول الحكيم الصيني:"قل وسوف أنسى، أرني ولعلي أتذكر، شاركني وسوف أتذكر"... إذاً شارك من حولك، ولا تبخل عليهم بما لديك من معلومات، وتذكر أن الرسول محمد"صلى الله عليه وسلم"قال:"من كتم علماً ألجمه الله لجاماً من نار يوم القيامة". [email protected]