الشتاء يحل أرصادياً بعد 3 أيام    عامان للتجربة.. 8 شروط للتعيين في وظائف «معلم ممارس» و«مساعد معلم»    الأسهم الأوروبية تغلق على تراجع    السعودية وروسيا والعراق يناقشون الحفاظ على استقرار سوق البترول    وصول الطائرة الإغاثية ال24 إلى بيروت    التعاون والخالدية.. «صراع صدارة»    الملك يتلقى دعوة أمير الكويت لحضور القمة الخليجية    الهلال يتعادل إيجابياً مع السد ويتأهل لثمن نهائي "نخبة آسيا"    في دوري يلو .. تعادل نيوم والباطن سلبياً    أمير تبوك: نقلة حضارية تشهدها المنطقة من خلال مشاريع رؤية 2030    الفالح: المستثمرون الأجانب يتوافدون إلى «نيوم»    أمير الرياض يطلع على جهود "العناية بالمكتبات الخاصة"    خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء    «التعليم»: 7 % من الطلاب حققوا أداء عالياً في الاختبارات الوطنية    أربعة آلاف مستفيد من حملة «شريط الأمل»    «فقرة الساحر» تجمع الأصدقاء بينهم أسماء جلال    7 مفاتيح لعافيتك موجودة في فيتامين D.. استغلها    الزلفي في مواجهة أبها.. وأحد يلتقي العين.. والبكيرية أمام العربي    اكتشاف كوكب عملاق خارج النظام الشمسي    «شتاء المدينة».. رحلات ميدانية وتجارب ثقافية    مشاعر فياضة لقاصدي البيت العتيق    أنشيلوتي: الإصابات تمثل فرصة لنصبح أفضل    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    الرياض الجميلة الصديقة    كيف تتعاملين مع مخاوف طفلك من المدرسة؟    حدث تاريخي للمرة الأولى في المملكة…. جدة تستضيف مزاد الدوري الهندي للكريكيت    بايدن: إسرائيل ولبنان وافقتا على اتفاق وقف النار    قمة مجلس التعاون ال45 بالكويت.. تأكيد لوحدة الصَّف والكلمة    7 آلاف مجزرة إسرائيلية بحق العائلات في غزة    شركة ترفض تعيين موظفين بسبب أبراجهم الفلكية    الدفاع المدني: استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    كثفوا توعية المواطن بمميزاته وفرصه    «هاتف» للتخلص من إدمان مواقع التواصل    حوادث الطائرات    سيتي سكيب.. ميلاد هوية عمرانية    المملكة وتعزيز أمنها البحري    معاطف من حُب    الدكتور عصام خوقير.. العبارة الساخرة والنقد الممتع    جذوة من نار    لا فاز الأهلي أنتشي..!    مبدعون.. مبتكرون    هؤلاء هم المرجفون    ملتقى الميزانية.. الدروس المستفادة للمواطن والمسؤول !    اكتشاف علاج جديد للسمنة    السعودية رائدة فصل التوائم عالمياً    خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء الخميس المقبل    مناقشة معوقات مشروع الصرف الصحي وخطر الأودية في صبيا    «السلمان» يستقبل قائد العمليات المشتركة بدولة الإمارات    أهمية الدور المناط بالمحافظين في نقل الصورة التي يشعر بها المواطن    المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة يناقش تحديات إعادة ترميم الأعضاء وتغطية الجروح    مركز صحي سهل تنومة يُقيم فعالية "الأسبوع الخليجي للسكري"    "سلمان للإغاثة" يوقع مذكرة تفاهم مع مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية    حقوق المرأة في المملكة تؤكدها الشريعة الإسلامية ويحفظها النظام    استمرار انخفاض درجات الحرارة في 4 مناطق    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    نوافذ للحياة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكاديمية متخصصة في نظم المعلومات ترى أن مدونة الأحوال الشخصية تحتاج لقرار سياسي ومجددين في الفكر ! . عزيزة اليوسف : الاختلاط ليس مشكلة في الإسلام والدليل "عيادة رفيدة"
نشر في الحياة يوم 15 - 05 - 2012

{ عزيزة اليوسف، أستاذة جامعية متخصصة في نظم المعلومات، ترى أن روح العمل كفريق هي ما نفتقده في فتيات الجامعة، كما نفتقده في المجتمع ككل، تأمل أن تعطَى أقسام البنات في الجامعة مزيداً من الصلاحيات وبشكل متساوٍ مع أقسام الطلاب ولا تعامل على أنها تابع لها.
وترى أن الوطنية شعور لا تعززه مناهج التربية الوطنية وإنما يتحقق حين يشعر المواطن بأن حقوقه مكفولة، ترى أن المرأة والرجل يجب أن تكون بينهما علاقة تكامل لا تفاضل، فكل واحد يكمل الآخر، وتجد أن تقاعس المرأة وانتظارها الآخرين ليعطوها حقوقها أسهم في تأخير حصولها على حقوقها كما ينبغي، وتشيد بعلامات النضج الفكري والاهتمام بالأمور العامة التي أصبحت من سمات الشباب والأجيال الجديدة، وتجد أن الوسيط المذكر يجعل أمام المرأة مشواراً طويلاً للمطالبة بحقوقها، هناك فرق بين الدلال وسلب الحقوق التي تجعل المرأة تشعر أنها مواطن أقل درجة... فإلى تفاصيل الحوار:
من الدرعية إلى الدمام مروراً بفرجينيا وأوساكا وكاين فالرياض.. ما الأثر الذي تركته كل مدينة في ذاكرتك؟
- علمتني أن الحياة لا تتوقف عند محطة واحدة، وأن الاختلاط بالحضارات المختلفة ُيثري تجربة الإنسان ويرفع مستوى تقبله للآخرين، وبالتالي تكون القدرة على التعايش مرتفعة.
نظم المعلومات.. ماذا تعلمت من هذا التخصص؟
- تخزين وتوزيع المعلومات المتوافرة عن موضوع ما بشكل منهجي لدعم اتخاذ قرارات معينة في مواضيع معينة، واستغلال هذه المعلومات للوصول إلى قرارات أرجو أن تكون قريبة من الصواب.
التقنية.. هل تغير فلسفتنا ونظرتنا للأمور؟
- مما لا شك فيه أن للتقنية أهميتها في تطوير المجتمعات في شتى المجالات، وإذا لم نواكب العصر في التغيير ونتوجه إلى التسلح باستخدام تقنية المعلومات في جميع ميادين الحياة"العام منها والخاص، فإننا قد نخسر فرصتنا في التقدم والمنافسة، في عالم لم يعد فيه النفط المورد الوحيد لرفع الدخل وإنعاش الاقتصاد.
طالبات الجامعة
هل هناك روح تفتقدينها في فتيات الجامعة؟
- أظن أحياناً أنهن ينقصهن روح العمل كفريق، ولكنها خاصية ليست منفردة في طالبات الجامعة فقط، أظن أن مجتمعنا ككل يحتاج إلى تنمية روح العمل كفريق وفهم أن مصلحة الفرد مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمصلحة الجماعة أولاً وأخيراً الجامعة تمثل عينة من المجتمع، وما ينطبق على المجتمع سنجده مُنطبقاً بالتالي على طالبات الجامعة.
علاقة الطالبة الجامعية بالأستاذة.. هل تجدينها متوازنة.. أم أن"كلٌ يغني على ليلاه"؟
- أحياناً تكون"كلٌ يغني على ليلاه"، ولا يعني هذا أن التقصير من الطالبة وحدها، فالمسؤولية مشتركة.
جامعاتنا السعودية، هل تتفاعل كما يجب مع قضايا المجتمع المحلي؟
ليس بالمستوى المطلوب.. نحتاج اندماجاً أكثر في قضايا المجتمع.
هل تتوقعين أن ضم جميع أقسام الطالبات في الجامعات المختلفة في جامعة خاصة بالفتيات سيكون مجدياً أكثر؟
- لا أظن، ولكن الأجدى إعطاء أقسام الطالبات صلاحيات أكثر والتعامل معها ومع الوكيلات كأقسام مساوية لأقسام الطلبة وليست تابعة، وتكون مستقلة بموازناتها وقراراتها. لأن فصلهم سيحرم الكليات من فرصة الاستفادة من الخبرات والطاقات الرجالية المتوافرة في الجامعة.
عدم الثقة بالطالبة فيما يتعلق بمسألة الخروج والدخول للجامعة متى تنتهي؟
- متى وثق المجتمع بنسائه واعتبرهن نساء راشدات قادرات على تحمل المسؤولية أما إذا استمرت نظرة المجتمع إلى المرأة على أنها ناقصة الأهلية فلا أمل في التغير.
يجب أن نُربي البنت والولد منذ نعومة أصابعهما على أن الرقابة ذاتية، وأن قوة الرقابة الذاتية والاستعداد الموجود أصلاً في النفس البشرية نحو تقبل الأعمال الصالحة أو ما يُسمى بالفطرة السليمة ووفق توجيه مسبق يحصل الإنسان من خلاله على تنمية قدراته النفسية والفكرية الإيمانية، ما يؤدي إلى تطوير نظام مراقبة قوي صعب أن يُخترق، أما إذا كانت الرقابة خارجية فمن أسهل الأمور كسر هذه الرقابة والتحايل عليها.
ما تقويمك للطالبات المبتعثات، وهل تتوقعين قيادتهن التغيير في المجتمع؟
- أنا أملي في الشابات سواء المبتعثات أو اللاتي في الداخل كبير. إن علامات النضج الفكري والاهتمام بالأمور العامة أصبحت أوضح في الأجيال الجديدة. من خلال عملي في الجامعة ومن خلال نشاطي الاجتماعي قابلت شخصيات أحيت في نفسي الأمل وأن شابات وشباب هذا الوطن لا يقلون نضجاً عن شباب العالم.
دراسة السعوديات للإعلام والقانون هل تشكل انفتاحاً لعقل المجتمع؟
- أكيد أي علم هو انفتاح للعقل، ولكن يجب تفعيل هذا العلم على أرض الواقع بتوفير مجالات العمل المناسبة لهذه التخصصات.
هل ترين أن المرأة في مجتمعنا هي الأكثر تضرراً بمفهوم المجتمع المحافظ؟
- المرأة في مجتمعنا أكيد متضررة من أمور كثيرة.. أولاً من الخلط الكبير بين العادات والدين، وثانياً من عدم فهمها حقوقها، وأنا أعتقد أن الظلم من مفاهيم كثيرة.
قضايا المرأة المصيرية
قضايا المرأة المصيرية يتباحث فيها الرجال فقط، هل التقصير من النساء؟
- أكيد المرأة يجب أن تؤدي دورها في فهم قضاياها، ولا يلام الرجل إذا كانت المرأة هي التي فضلت العزلة، فالحقوق تُؤخذ ولا تُعطى. يجب على المرأة أن تبدأ في خوض مجالات مثل الفقه والقضاء لفهم ما لها وما عليها.
تتصدى بعض الجهات للعنف الجسدي ضد المرأة ولو كان الأمر نسبياً، ولكن من يتصدى للعنف الرمزي والثقافي ضدها؟
- تعريف العنف الرمزي لعالم الاجتماع الفرنسي"بيار بورديو"هو"عنف هادئ لا مرئي لا محسوس حتى بالنسبة إلى ضحاياه"، ويتمثل في أن تشترك الضحية وجلادها في التصورات نفسها عن العالم والمقولات التصنيفية نفسها، وأن يعتبرا معاً أن الهيمنة من المسلمات والثوابت، من هنا نرى أن النساء هنّ أول من يجب أن يتصدى لهذا العنف ثم نناشد المجتمع ككل أن يحمي المرأة من هذا العنف وغيره، ويسعى إلى تنميتها لتتم تنمية المجتمع ككل.
"المواطنة"هل تتلمس السعوديات هذا المفهوم؟
- المواطنة هي حال الانتماء إلى مجتمع واحد يضمه بشكل عام رابط اجتماعي وسياسي وثقافي موحد.. أحياناً أشعر أن الروابط غير مفهومة بوضوح لدى البعض سواء رجالٌ أو نساء.
قضية الأمن الاجتماعي لماذا هي مغيبة من أجندتنا؟
- غياب نظام المؤسسات والمراقبة الصارمة من أهم أسباب تغييب قضية الأمن الاجتماعي، يجب أن يكون هناك نظام صارم يتساوى فيه الجميع من دون استثناء، ويعرف المجتمع بجميع فئاته ما له وما عليه.
حصول المرأة على حقها في المشاركة بالشأن العام، هل سيجعلها ترسم خريطة طريق جديدة؟
- نرجو ذلك، ولكن أظن أن المشوار ما زال طويلاً، لأن المشاركة ما زالت محدودة، ونتمنى أن نرى في المستقبل القريب مشاركة أكثر فعالية.
لماذا تتصدر الفتوى كل ما يتعلق بالمرأة؟ ولماذا تناقش قضاياها دائماً باعتبارها قاصراً؟
- قد يكون لانسحاب المرأة من ساحة الفقه دور كبير، واعتمادها على غيرها في قضاياها قلل من فهم الإسلام على حقيقته، وما يُمارس ضد المرأة لا يمت إلى الإسلام إنما هي سلطة مجتمع ذكوري.
هل تحمل مناهجنا صورة مشوشة ومشوهة للمرأة؟
- ليس دائماً، ولكن نظرة فئات من المجتمع ونظرة المرأة لذاتها أسهمت في تشويه هذه الصورة. المرأة أولاً وأخيراً هي من تربي البنت والولد فإذا حرصت على محاربة الأفكار التي تشوه صورة المرأة وغرست في النشء احترام المرأة والفهم الصحيح لدورها في المجتمع بالتالي سيكون عندنا مجتمع متوازن.
ما الذي يحول بين معرفة المرأة ودرايتها بحقوقها الشرعية والإنسانية؟
- تقاعس المرأة وانتظارها الآخرين ليعطوها حقوقها، وسيطرة المجتمع الذكوري ونبذه أي فكرة من شأنها توعية المرأة بدعوى الخوف عليها من التيارات التي قد تبعدها عن دينها، ولكن لو فهم الجميع أن المرأة التي تتمتع بحقوق حقيقية، وليست وهمية هي من أقرب البشر إلى ربها ودينها لأنها تطبق الدين باقتناع وليس مفروضاً عليها.
هل نحن حال انفصال عن الواقع.. نصور المرأة بالجوهرة المكنونة، وفي الوقت نفسه نحرمها من هويتها والاعتراف بحقوقها؟
- المرأة إنسان لها حقوق الإنسان وواجبات الإنسان، أما المجوهرات فلها حقوق مختلفة مثل وضعها في خزائن خاصة، وتلميعها وليست عليها واجبات تجاه أحد.
هذه النظرة يجب أن تتغير.. فالمرأة ذات الهوية المتكاملة متصالحة مع نفسها ومع مجتمعها وقادرة على حماية نفسها في أصعب الظروف.. أما الإنسانة التي تنتظر الحماية من الآخرين فهي شخصية هشة قد تكون قابلة للانكسار، إذا قابلتها تحديات الحياة.
كرامة المرأة"الأم والزوجة والمطلقة والأرملة من المسؤول عن المحافظة عليها؟
- الدولة بالدرجة الأولى من خلال أنظمة وقوانين صارمة ومؤسسات فعالة تحفظ لها حقوقها وكرامتها ولا تسمح لكائن من كان بالمساس بكرامتها ثم المجتمع عندما يحرص في تربيته على احترام المرأة ككائن مستقل وليس تابعاً.
الاتفاقات الدولية
كيف نردم الهوة بين الاتفاقات الدولية التي صادقت عليها الدولة والأنظمة المحلية؟
- بالإصرار على المطالبة بالحقوق والعمل على تفعيل هذه الاتفاقات والتوعية بها. وعدم الخلط بين المفاهيم بحجة أن هذا يناسبنا وذاك لا يناسبنا.
ما الذي ننتظره لنطلق مدونة للأحوال الشخصية والأسرية.. أليست لدينا كفاءات علمية وشرعية كافية؟
- نحتاج قراراً سياسياً ولجنة مكونة من مفكرين ومجددين ينظرون إلى قضايا المرأة بمنظور يناسب العصر وتحدياته.
تجاهل بعض القضايا المحورية في مجتمعنا.. هل يغيبها عن الرؤية أم تبقى شرارة تحت الرماد؟
- ليس من مصلحة المجتمع تجاهل أي قضية محورية لأن الأمور لا تحل نفسها بنفسها، وإن لم نواجهها الآن فإنها ستنفجر في وجوهنا لاحقاً.
هل مجتمعنا مغلق جداً.. لا يفتحه سوى القرار السياسي؟
- لا، ليس مغلقاً، ولكننا مجتمع يغلب عليه الطابع الديني وطاعة ولي الأمر واجبة فينخرط الجميع تحت راية القرار السياسي حتى ولو كان يخالف بعض معتقداتهم.
تاريخنا مع الحوار والوطني ولقاء الحضارات.. هل قلل من أحادية التفكير وعدم قبول الآخر المختلف؟
- لا أعتقد ذلك، بل على العكس ألاحظ أن شريحة كبيرة من المجتمع ليست لديها قابلية لتقبل الآخر الآن أكثر مما كان في السبعينات والثمانينات،
وأعتقد أن العمل يجب أن يُكثف في هذا المجال لأن عدم تقبل الاختلاف والرأي الآخر يتصاعد في المجتمع بطريقة مخيفة يجب أن ينظر في وسائل متطورة للوصول إلى شرائح المجتمع المختلفة، لا يكفي أن يُدار الحوار في صالات مغلقة لفئات مختارة خلف أبواب مُغلقة.
هل كشفت وسائل التواصل الاجتماعي الحدود الدنيا للتفكير، خصوصاً من الأكاديميين وبعض الرموز الثقافية والشرعية؟
- إذا كان المقصود أن وسائل الاتصال الاجتماعي كشفت عن محدودية تفكير بعض الرموز الثقافية والشرعية فنعم هي كشفت مستوى تفكير الجميع سواء سياسي أو أدبي أو شرعي وهذه ميزة هذه الوسائل ولكنها في الوقت نفسه كشفت عن مثقفين ومفكرين كانوا مُحاربين في وسائل الإعلام التقليدي، واتضح أن الثقافة والعلوم الشرعية ليست حكراً على من استحوذوا على شاشات الفضائيات.
لماذا نتباهى بخصوصية؟
- كل مجتمع بشري له خصوصية يتمتع بها وخصائص تميزه عن غيره، ولكننا أخذنا هذا المعنى وتنطعنا به وكونّا منه سوراً وهمياً نحاول أن نوهم به أنفسنا أننا نختلف عن الجميع بل وأفضل منهم. وهذا المفهوم أدى إلى أن نخسر كثيراً في مجالات شتى سواء حقوقية أو تقدم علمي أو مشاركة سياسية وهذا ينطبق على الرجل والمرأة على السواء.
الكفاءات النسائية من السعوديات في الخارج.. لماذا يتباهى بها المجتمع بينما يتم تهميشها في الداخل؟
- أنا أظن أن التهميش عام على جميع النساء في الداخل وفي الخارج.
ما النظرية الاجتماعية التي تنشدينها؟
- أنا أؤمن بنظرية المواطنة والعدالة الاجتماعية، وأن كل شخص في المجتمع عليه واجبات وله حقوق متساوية بغض النظر عن جنسه أو طائفته.
هل هناك نظرية نسوية تبشرين بها مجتمعنا؟
- أنا لا أؤمن بأن هناك نظرية نسوية، وأخرى رجالية بل أؤمن بالحقوق التي لا تتعارض مع تعاليم ديننا السمح بشرط أن تكون هذه التعاليم مبنية على فهم واضح وتحليل فقهي سليم.
ألا تشعرين أن كثرة النظريات تجعلنا نتأخر عن التطبيق؟
- لا نحتاج إلى نظريات كما قلت في جوابي السابق، كل ما نحتاجه فهم صحيح لديننا، والبعد عن الغلو والتنطع في الدين والتخلص من الوصاية والتأكيد أنه لا كهنوت في الإسلام.
هل ترين فلسفة واضحة يسير عليها مجتمعنا؟
- لا، أرى أن المجتمع يتخبط بين تطرف ديني وتطرف ليبرالي وإذا أردنا أن نتقدم يجب أن يتصالح الفريقان ويصلا إلى منطقة وسطية، ويعملون جنباً إلى جنب لتطوير هذا الوطن والمحافظة عليه من أي أيدٍ تعبث به سواء داخلية أو خارجية.
لماذا يسير التغير بطيئاً في مجتمعنا؟
- لأننا كلما تقدمنا خطوة جاء من يسحبنا إلى الوراء خطوات.
يظل مجتمعنا لا يحترم التعددية كما يجب وينزع للرأي الواحد والصوت الأعلى، ما رأيك؟
- هذه ظاهره خطِرة، وهي من أهم أسباب سقوط المجتمعات وتمزق الأوطان، ويجب على الجميع أن يحاول الوصول إلى مجتمع يقبل التعددية، وأظن أن هذا هو السبب الذي من أجله دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مبدأ الحوار الوطني.
الجمعيات الخيرية
هل ترين أن الجمعيات الخيرية عندنا قادرة على أن تكون نواة لمؤسسات مجتمع مدني؟
- لا أظن، لأنهم ينقصهم فهم المفهوم الرئيسي لمؤسسات المجتمع المدني الذي يمكن تلخيصه في أن طبيعة عمل مؤسسات المجتمع المدني هي الرديف الحقيقي للسلطة في أي دولة، ذلك أن أحد أهم أعمال هذه المؤسسات هو الرقابة والتقويم، المحاسبة والمساءلة، والمتابعة والتطوير.
والأهم الإسهام الفاعل في تطوير المجتمع وتنميته من خلال نشر مفاهيم الحياة المدنية، والذي يتمثل في مراقبة المؤسسات الرسمية وتوعية المجتمع والدولة بالتقصير الصادر من المؤسسات الرسمية، فهل هناك جمعية خيرية على الساحة يمكن أن نقول إنها تمارس ولو بشكل بسيط مثل هذا الدور؟
كثيرة هي الجمعيات في بلادنا.. وكثير هو الدعم المقدم لها.. ومع ذلك تتفاقم المشكلات الاجتماعية في بلادنا.. ما السبب؟
- قد يكون الشق أكبر من الرقعة.. الفقر تفاقم والطلاق ارتفع بمعدلات مُخيفة والعنف الأسري الذي لم يعرفه مجتمعنا في السابق أصبح يتزايد بنسب عالية، ومع ذلك ما زلنا نجد صعوبة في مواجهة هذه الحقائق وإيجاد حلول لها ليس من الجمعيات الخيرية فقط بل من مؤسسات الدولة الرسمية.
هل تشعرين أن مخرجات مؤسسات الدور الاجتماعية قادرة على الانصهار في المجتمع؟
- أتمنى ذلك، ولكن أظنهم يحتاجون إلى دعم إضافي من فئات المجتمع ككل ومن مؤسسات الدولة الأخرى.
شكوى النساء
لماذا تشتكي النساء كثيراً من عدم مراعاة القضاء والقضاة ظروفهن؟!
- بعض القضاة تسيطر عليه النظرة الذكورية التي ترى أن المرأة ناقصة الأهلية وأنها غير قادرة على إدارة أمورها، وينظر لخصمها الرجل على أنه أدرى بمصلحتها وللأسف ينظر إليها نظرة دونية تؤثر في حكمه عليها.
قضايا المرأة وهمومها.. لماذا هي معلقة وتنتظر قرار رجل؟
- لأن المرأة لا تستطيع أن تتعامل مع الدولة في الغالبية الساحقة من شؤونها إلا عن طريق وسيط ذكر، ولأن أمام المرأة مشواراً طويلاً للمطالبة بحقوقها.
هل ترين أن الفصل بين الرجل والمرأة عامل صحي متكامل؟
- بالتأكيد لا، ومن درس الحديث بمنظور تاريخي سيجد أن هناك أحاديث كثيرة تفيد أنه في مواقف معينة مثل العلم وبعض مجالات العمل، ولقد ترك المسلمون الأوائل مهنة الطب والتمريض للنساء، وقد اشتهرت فيها نساء كثيرات، في مقدمهن رفيدة الأنصارية - رضي الله عنها - التي جعلت لها خيمة في مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - سميت عيادة رفيدة. وكانت تداوي النساء والرجال معاً في زمن الحرب والسلم. وأمينة بنت قيس الغفارية وكعيبة بنت سعد وأم سنان الأسلمية والربيع بنت معوذ الأنصارية رضي الله عنهن، فهل كانت هؤلاء النسوة تقوم بهذا العمل من دون اختلاط؟ الخلوة هي المرفوضة في ديننا الحنيف.
كيف نتفادى المخاطر في ظل الغياب والجهل بالآخر عند حضور الجنسين معاً في المجالات التي تستدعي التقاءهم؟
- لا أظن أن المجتمع الآن جاهز للاختلاط، المسألة يجب أن تكون تدريجية وبتوعية النشء منذ نعومة أظافره أنه يوجد هناك اختلاط نظيف في مجال العلم أو العمل، ويجب أن يكون في بيئة نظيفة وبضوابط شرعية صارمة.
وتيرة التغيير
وتيرة التغيير في المجتمع الخليجي.. هل تشبه حقبة الستينات أم أنها اتخذت لها مساراً آخر؟
- لا أظن.. فكل فترة ولها وتيرتها الخاصة، أظن أن التغيير الآن يتسم بأدوات لم تكن متوافرة في الستينات مثل قنوات التواصل الاجتماعي التي وفرت لكل مجتمع متابعة التغيير في المجتمع الآخر والاستفادة من تجربته، ويمكن أحياناً تلافي أخطائه.
الانفتاح الإعلامي جعل البعض يكره الحرية والديموقراطية، ويشعر بوبالاتها عليه.. أين يكمن الخطأ هنا؟
- إنه يكمن في الفهم الخاطئ للديموقراطية، وتصويرها على أنها ضد الإسلام، بينما مصطلح الديموقراطية أحياناً يطلق بمعنى ضيق لوصف نظام الحكم في دولة ديموقراطية أو بمعنى أوسع لوصف ثقافة مجتمع، والديموقراطية بهذا المعنى الأوسع هي نظام اجتماعي مميز يؤمن به ويسير عليه المجتمع، ويشير إلى ثقافةٍ سياسية وأخلاقية معينة تتجلى فيها مفاهيم تتعلق بضرورة تداول السلطة سلمياً وبصورة دورية، وحفظ الحقوق لجميع فئات المجتمع على مبدأ العدالة الاجتماعية، وهذه المبادئ تتفق مع ديننا الحنيف ولا تتعارض معه.
سيرة ذاتية...
عزيزة محمد عبدالعزيز اليوسف.
من مواليد الدرعية في المملكة العربية السعودية.
متزوجة ولديها أربعة أبناء وبنت.
المؤهلات العلمية
درست الثانوية في مدرسة المجمع في الدمام.
البكالوريوس: في علوم الحاسب عام 1987.
الماجستير: جامعة الملك سعود في الرياض عام 1002 تخصص نظم المعلومات.
منذ عام 1988 إلى الآن محاضر في جامعة الملك سعود قسم تقنية المعلومات.
المهارات والخبرات
تجيد اللغتين العربية والإنكليزية بطلاقة وإجادة الفرنسية.
أقامت في مدينة أوساكا اليابانية لمدة عام 1978- 1979.
أقامت في مدينة كاين الفرنسية لمدة عام 1980 - 1981.
مهتمة بالمرأة والطفل وبما يحقق رخاء وأمن هذا الوطن الغالي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.