أعلنت السلطات العراقية أمس اعتقال 306 أشخاص، في اطار حملة دهم منتصف ليل الاربعاء-الخميس في مناطق متفرقة في محافظة بابل، على خلفية تفجيرات في بغداد أودت بحياة 23 شخصاً. وقال قائد شرطة بابل اللواء فاضل رداد: «نفّذنا حملة دهم وتفتيش على خلفية تفجيرات بغداد، وألقينا القبض على 306 مطلوبين للعدالة ومتهمين بتنفيذ عمليات إرهابية وإجرامية ضد الأجهزة الأمنية والمواطنين» . وأكد «العثور على كميات من الأعتدة والأسلحة ومواد شديدة الانفجار خلال عمليات التفتيش». وأضاف ان «الحملة ستستمر أسبوعاً لتجفيف منابع الارهاب». وسجلت بغداد امس يوماً هادئاً امنياً بعد سلسلة تفجيرات ضربت عدداً من مخافر الشرطة وخلفت عشرات الجرحى والقتلى، واعتبرتها قيادة العمليات في بغداد محاولة من تنظيم «القاعدة» لإثبات وجوده، فيما أكد قادة أمنيون، أن التفجيرات كشفت المشاكل التي تعانيها الاجهزة الامنية. وقال الناطق باسم قيادة العمليات اللواء قاسم عطا امس، إن تفخيخ السيارات التي استهدفت مراكز الشرطة تمّت في أماكن قريبة من تلك المراكز، «وهدفها هو اثبات القاعدة قدرتها على تنفيذ عمليات انتحارية». وكان عطا يتحدث خلال مؤتمر صحافي عرض فيه تسجيلاً لاعترافات شخصين قال إنهما أميران في تنظيم «القاعدة»، مؤكداً ان «قوة تمكنت الأحد الماضي من اعتقال أمير منطقة الخمس دوانم طه حسين عباس العيثاوي ومساعده صلاح حامد حسين وأمير منطقة هور رجب في الدورة (جنوب بغداد)،وممول التنظيم فراس محمود خضير». وانتقد عطا اتهام السياسيين للأجهزة الأمنية بالتقصير والتقليل من إمكاناتها. الى ذلك، قال ضابط رفيع المستوى في وزارة الداخلية فضَّل عدم ذكر اسمه، في تصريح إلى «الحياة»، إن «هجمات الاربعاء الدموية بقدر ما كانت اهدافها سياسية وأمنية، فإنها أبرزت لنا الخاصرات الرخوة والثغرات في الامن، ونحن على ابواب سحب الاميركيين كل قواتهم من البلاد نهاية العام الجاري». وأشار المصدر الى ان «أهم أهداف الإرهاب في هذه العمليات هو إرباك الوضع الامني، مستغلاًّ التجاذبات بين الفرقاء في العملية السياسية، وعرقلة خطط الحكومة، كما ان استهداف وزارة الداخلية المسؤولة عن الامن ومراكز الشرطة كان بسبب جذب الأنظار». وعن جاهزية قوات الامن لتسلم الملف الامني بشكل كامل، أوضح المصدر «ان المؤسسة الأمنية ضعيفة في الجانب الاستخباراتي، ما أدى الى الجهل حتى بالمناطق المحيطة بالمعسكرات ومراكز الشرطة وحواجز التفتيش، وهذا أتاح للإرهابيين عنصر المفاجأة». وأكد «عجز الاجهزة الامنية عن السيطرة استخباراتياً على تحركات الخلايا النائمة في احياء داخل العاصمة، مثل الخضراء والعامرية والشرطة والعدل والسيدية والدورة ومناطق محيطة كانت الى وقت قريب من حواضن تنظيم القاعدة في التاجي وابو غريب وناحية الكرمة، جنوب الفلوجة». وكان اللواء هادي رزيج كسار، قائد الشرطة في الانبار، قال في تصريح سابق الى»الحياة»، إن «عناصر التنظيمات المسلحة في المحافظة عملوا على إيجاد أوكار تؤويهم من مطاردة الاجهزة الامنية يفرون اليها، مثل ابو غريب والتاجي والكرمة وأحياء الخضراء والعامرية والشرطة في بغداد، إضافة الى تلال البعاج التابعة لمحافظة نينوى». وقلَّل المصدر من أهمية قرار مكتب القائد العام للقوات المسلحة تشكيل لجنة للتحقيق في هجمات الاربعاء، كون «الخلل يبدأ من قمة الهرم في القيادة المدنية قبل العسكرية، متمثلة برئيس الوزراء». وأضاف: «من أهم معوِّقات بناء منظومة استخبارات ناجحة، عدم وجود تمويل خاص لشبكة المصادر المفترض بناؤها لرفد الاستخبارات بالمعلومات». واتهم المصدر القوات الاميركية بأنها «لم تكن جادة في مشاركتنا المعلومات التي تصلها عن نشاطات خلايا الإرهاب».