في وقت استنفرت أجهزة الأمن العراقية في مختلف المحافظات لتأمين الزوار الشيعة الذين يحيون مناسبة مرور أربعين يوماً على ذكرى مقتل الإمام الحسين في كربلاء، أعلن مسؤول أمني رفيع المستوى القبض على اثنين من عناصر «الصحوات» يُشتبه بتورطهما في تفجيرات كربلاء التي أوقعت عشرات الجرحى والقتلى أول من أمس. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن قائد «قوة التدخل السريع» اللواء نعمان داخل أن «قواتنا تمكنت وفقاً لمعلومات استخباراتية دقيقة من القبض على اثنين من المتورطين بتفجيرات كربلاء في عملية أمنية فجراً في منطقة جرف الصخر (60 كلم جنوب بغداد)». وأضاف أن «أحدهما قائد الصحوة في منطقة الحامية والآخر مساعده، وهما ينتميان إلى الجيش الإسلامي... هذا الشخص مجرم يتأرجح بين الدولة والإرهاب». ولم يكشف مزيداً من التفاصيل، لكنه أشار إلى وجود «أهداف أخرى مشاركة ستنفذ عمليات لاعتقالها». وتأسس «الجيش الإسلامي» في شباط (فبراير) 2004 وتواجد بقوة في مناطق غرب ووسط وشمال العراق كما أن جميع عناصره عراقيون. واندلعت اشتباكات بين «دولة العراق الإسلامية» بزعامة «القاعدة» العام 2007 و «الجيش الإسلامي» في العامرية في غرب بغداد، اثر انضمام عدد كبير من قادة الأخير إلى «الصحوات» المناوئة ل «القاعدة». وكان هجومان انتحاريان بسيارتين مفخختين استهدفا مواكب زوار شيعة جنوب كربلاء وشمالها أول من أمس، ما أدى إلى سقوط 50 قتيلاً و150 جريحاً. وبدأ ملايين الشيعة في جميع أنحاء العراق التوجه سيراً إلى كربلاء للمشاركة في ذكرى أربعين الإمام الحسين التي تصادف الثلثاء المقبل. وشهد عدد من المحافظات أمس انتشاراً أمنياً كثيفاً على الطرق المؤدية إلى كربلاء، ففي بغداد انتشرت الأجهزة الأمنية بكثافة في مناطق اللطيفية والمحمودية ومنعت بعض نقاط التفتيش الزوار من الاستمرار في المسير ونقلتهم بسيارات خاصة تجتاز مناطق «مثلث الموت»، وصولاً الى قضاء المسيب حيث استأنف الزوار سيرهم نحو كربلاء، بعد رحلة دامت أكثر من ساعة في مواكب المرافقة الأمنية. وفي بابل، شددت الأجهزة الأمنية إجراءاتها. وقال مدير شرطة بابل فاضل رداد لوسائل الإعلام أمس إن قواته كثفت إجراءاتها للحيلولة دون استهداف الزوار المارين بالمحافظة، مشيراً إلى تعزيز القوات المنتشرة على طول الطرق الرابطة بين بابل والمحافظات المجاورة، فضلاً عن نشر العديد من العناصر الاستخباراتية. وشهدت الطريق الرابطة بين مدينتي كربلاء والنجف حضوراً مكثفاً لدوريات الشرطة ونقاط التفتيش للحؤول دون وقوع هجمات أخرى على الزوار. وزادت الحكومة المحلية في النجف (160 كلم جنوب بغداد) من خططها الاستباقية لتفادي وقوع أعمال مسلحة تستهدف الزائرين، فيما منعت كربلاء دخول الدراجات. وقال محافظ النجف بالوكالة رزاق شريف خلال مؤتمر صحافي إن «المحافظة وقواها الأمنية اتخذت إجراءات أمنية احترازية إضافية، خشية التعرض لعملية مماثلة للعملية التي حدثت في كربلاء».