قال وزير الداخلية العراقي جواد البولاني ان رجال الأمن اصبحوا قادرين على تولي المسؤوليات الأمنية في عموم البلاد، في وقت شهدت بغداد وبعض المدن العراقية امس اعمال عنف واشتباكات مباشرة بين القوات الأمنية ومسلحين مجهولين كانت غائبة منذ شهور في مؤشر الى تغير استراتيجة تنظيم «القاعدة» الى المواجهة المباشرة. وحذرت قيادة عمليات بغداد من تصاعد وتيرة اعمال العنف خلال الأيام المقبلة لأن المسلحين يحاولون استغلال السجالات السياسية بين القوى الفائزة في الانتخابات وعجزها عن تشكيل الحكومة. وقال البولاني في احتفال اقامته الوزارة امس أن قوات الوزارة أصبحت قادرة على تولي المسؤوليات الأمنية على رغم ما يقال عن «وجود بعض الجيوب هنا وهناك». وأضاف ان «هناك رسالة يجب أن تصل الى العالم بأسره بأن العراق اصبح بلداً آمناً، وأن قواته قادرة على حماية امنه» مشيراً الى انه «على رغم وجود بعض الجيوب هنا وهناك، فإن قوات الأمن في كل المحافظات قادرة على تولي المسوؤليات كاملة». وجاءت تصريحات البولاني في وقت شهدت بغداد امس اعمال عنف متفرقة كان ابرزها اشتباكات مباشرة بين مسلحين وبين القوات الأمنية في منطقة السيدية (غرب بغداد) ادت الى مقتل اربعة من عناصر الشرطة ومهاجمة زعيم في قوات الصحوة شمال العاصمة. وأعلنت الشرطة امس ان اشتباكات اندلعت بين قوات الأمن العراقية ومسلحين مجهولين كانوا يختبئون في منزل يستخدم لصنع السيارات الملغومة وتخزين الأسلحة في حي السيدية جنوب بغداد ما أدى الى مقتل اربعة من رجال الشرطة وإصابة عشرة آخرين بجروح. وذكرت الشرطة أن مسلحين فتحوا النار على مركبة لشرطة المرور ما اسفر عن مقتل شرطي وإصابة ضابط شرطة في حي الحرية شمال غربي بغداد. وشهدت بغداد خلال الأيام القليلة الماضية استهدافاً مباشراً لقوات الأمن وعناصر شرطة المرور المنتشرين في نقاط التفتيش والشوارع بأسلحة كاتمه للصوت ما يؤشر الى تحول استراتيجة تنظيم «القاعدة» من المواجهة غير المباشرة بالسيارات الملغمة والعبوات الناسفة الى المواجهة المباشرة من خلال عليات الاغتيال التي تجرى بمسدسات كاتمه للصوت. ولوحظ قيام منتسبي شرطة المرور المنتشرين في مناطق الأعظمية والمنصور والسيدية السنية بحمل رشاشات (كلاشنيكوف) اضافة الى المسدس الذي يحمله المنتسب على خلفية المخاوف من تصاعد عمليات اغتيال ذات طابع سريع من خلال المسدسات الكاتمة للصوت ولا تحتاج الى جهد وتحضير كبيرين. وأبلغ الناطق بأسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا ل «الحياة» ان «تصاعد هجمات القاعدة كانت متوقعة في ظل الحوارات والمفاوضات السياسية التي اعقبت الانتخابات ما جعل المجاميع الإرهابية تستغل هذه الظروف وتقوم بعمليات نوعية غايتها جلب الانتباه». وتوقع عطا ان «تتصاعد اعمال العنف لزعزعة الأمن مع قرب الانسحاب الأميركي وبالتزامن مع التجاذبات بين القوى السياسية حول تشكيل الحكومة الجديدة». وأشار الى ان «قوات الأمن استطاعت إلقاء القبض على عدد من الإرهابين بعد تنفيذهم لأعمال عنف وملاحقتهم من قبل الأجهزة الأمنية بالاعتماد على الجهد الاستخباراتي وهو ما ادى الى اعتقال العشرات من المطلوبين خلال الأيام القليلة الماضية». وتصاعد مسلسل الاغتيالات والتفجيرات والهجوم المسلح في وضح النهار على نقاط التفتيش ومحال الصيرفة والمصوغات الذهبية من جديد بعدما زالت نسبياً خلال السنتين الماضيتين بفعل نشاط الأجهزة الأمنية. وبحسب احصاءات وزارة الصحة والدفاع والداخلية، فإن تموز(يوليو) الماضي يعد الأكثر دموية في العراق خلال العامين الماضيين، إذ سقط فيه 535 قتيلاً بينهم 396 مدنياً و139 من عناصر الأمن، اضافة الى جرح أكثر من الف شخص، الا أن الجيش الأميركي شكك في الإحصائية. الى ذلك اصدرت هيئة علماء المسلمين امس احصائية اعدها قسم حقوق الإنسان في الهيئة اشار فيها الى ان تموز المنصرم شهد 329 حملة نفذتها القوات الحكومية في 13 محافظة نتج منها اعتقال 1666 مواطناً بريئاً بينهم 20 امرأة . وأوضح بيان صدر عن الهيئة امس ان «محافظات بغداد وديالى ونينوى كان لها النصيب الأكبر من الاعتقالات التعسفية، وجاءت بغداد، التي تم فيها اعتقال 442 شخصاً في المرتبة الأولى، تلتها ديالى التي شهدت اعتقال 270، ثم محافظة نينوى 247، تليها محافظة صلاح الدين 202، ثم التأميم 142، فالبصرة 105، ثم بابل 90 معتقلاً، والأنبار 80، وميسان 64، فمحافظتي النجف وكربلاء سبعة معتقلين لكل منهما، فواسط ستة معتقلين، وأخيراً محافظة ذي قار اربعة معتقلين. وأكد البيان ان «هذا الإحصاء اقتصر على ما تضمنته البيانات التي اصدرتها وزارتيا الداخلية والدفاع الحاليتين فقط؛ ولم يشمل الاعتقالات التي تنفذها وزارة الأمن الوطني، ومكاتب مكافحة «الإرهاب»، أو القوات التابعة لمكتب رئيس الحكومة او الاعتقالات العشوائية التي تقوم بها ما تسمى بالصحوات، وما تعتقله الميليشيات والأجهزة الكردية بمسمياتها المختلفة في محافظات ديالى والتأميم وصلاح الدين ونينوى وأربيل ودهوك.