أقال مجلس محافظة الانبار امس قائد شرطة المحافظة اللواء هادي رزيج على خلفية حادثة اعدام 26 من عناصر الشرطة بينهم ثلاثة ضباط من قبل مسلحين فجر الاثنين، ليكون ثاني مسوؤل كبير تتم اقالته بعد اقالة قائد عمليات المحافظة اللواء عبدالعزيز جاسم اول من امس، في حين اعلنت وزارة الداخلية اعتقال اربعة من مرتكبي الهجوم. وكان قضاء حديثة، شمال المحافظة، شهد فجر اول من امس هجوماً نفذه مسلحون يرتدون زياً عسكرياً على عدد من مراكز الشرطة ومنازل كبار القادة الامنيين في القضاء، ما اسفر عن مقتل أكثر من عشرين من افراد الشرطة بينهم ثلاثة من كبار الضباط. وقال عضو مجلس المحافظة مزهر الملا ل «الحياة» ان مجلس المحافظة عقد امس جلسة استثنائية لمناقشة الحادث وصوت على اقالة اللواء رزيج وتكليف نائبه مهماته الى حين اختيار بديل. وأوضح الملا ان «مجلس المحافظة سيتابع بشكل مباشر التحقيقات الجارية في الحادث والعمل على اتخاذ اجراءات جديدة لحفظ الامن في المحافظة التي تتعرض بين الحين والآخر لهجمات مسلحين وعناصر في تنظيم القاعدة». وأشار الى ان «مجلس المحافظة يطالب بصلاحيات اوسع في ادارة الملف الامني». وجاء قرار اقالة قائد الشرطة بعد يوم من اقالة قائد عمليات المحافظة اللواء عبدالعزيز جاسم بموافقة رئيس الوزراء نوري المالكي. وفيما تناط صلاحية اقالة وترشيح قائد الشرطة في المحافظات بمجالسها فإن اقالة قادة العمليات وترشيحهم تعود الى رئيس الوزراء الذي يعتبر القائد العام للقوات المسلحة. واعتبر عضو مجلس المحافظة فيصل العيساوي ان «منفذي جريمة حديثة أصحاب أجندات خاصة هدفهم تخويف أهالي الانبار وردعهم عن اتخاذ اي خطوة باتجاه اعلان الإقليم». وقال في بيان امس أن «أهالي الانبار سيجتهدون بقوة ومعهم مجلس المحافظة لرسم سياسية أمنية تمنع وقوع خروقات أمنية كالتي حصلت في حديثة». وأضاف: «ما حصل كنا نخشاه، من طريق السماح لكل من يأتي من خارج المحافظة بصفة رسمية أمنية بالدخول إليها». ولفت الى ان مجلس المحافظة «لن يسمح بدخول أي قوة أمنية مهماً كانت صفتها إلى أرض المحافظة من دون موافقة المحافظ». وقال النائب عن تحالف «الوسط» المنضوي في ائتلاف «العراقية» سليم الجبوري ان «تكرار الخروقات الامنية في الانبار يؤكد احقيتها بتوسيع صلاحياتها الامنية والادارية». وأضاف في بيان ان «مسلسل الاحداث الامنية والخدمية في المحافظات الوسطى يؤكد صواب الرأي الذي يطالب بتوسيع صلاحيات المحافظات الادارية لمعالجة تلك المشاكل وتحمل مسؤولياتها تجاه التحديات التي تعاني منها كل محافظة على حدة». وأوضح الجبوري انه «في الوقت الذي تشهد فيه العملية السياسية منعطفاً خطيراً في تاريخ العراق الحديث، يُستهدف منتسبو الاجهزة الامنية من أبناء الانبار وصلاح الدين وباقي المحافظات لتوجيه رسالة تخويف لاهاليها تخدم بطبيعة الحال اطرافاً خارجية ترغب في عدم استقرار العراق». واعلنت وزارة الداخلية امس القبض على اربعة من منفذي هجوم حديثة، وافادت في بيان نشر على موقعها الالكتروني ان «قوات شرطة محافظة صلاح الدين شرعت في دهم اماكن تواجد العصابة الاجرامية التي نفذت جريمة اغتيال بعض عناصر فوج الطوارئ في محافظة الانبار». واضاف البيان ان «المداهمات اسفرت عن اعتقال اربعة متهمين بعد تفجير أحد الارهابيين نفسه بحزام ناسف عند محاصرتهم». واشار الى «اعتراف المتهمين صراحة بالاعتداء» موضحاَ ان «التحقيق لا زال مستمرا للقبض على بقية افراد العصابة». بدوره، كشف قائمقام بيجي (200 كلم شمال بغداد) في صلاح الدين عبد عوض ان «المعتقلين عراقيون وهم من المسلحين الذي نفذوا هجمات ضد قوات الشرطة في مدينة حديثة». من جهة ثانية، اعلن مصدر في وزارة الداخلية اعتقال «امير تنظيم القاعدة» في محافظة كركوك، شمال بغداد. واوضح ان الاعتقال «جرى بناء على معلومات استخباراتية دقيقة في قضاء المدائن» جنوب بغداد، لكنه لم يذكر اسم المعتقل ولا جنسيته. وكان تنظيم «القاعدة» تبنى امس المسؤولية عن 43 عملية اغتيال وتفجير في بغداد خلال شهر واحد أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات غالبيتهم من عناصر الأجهزة الأمنية، واعتبر تلك العمليات «ثأراً لمعتقلي أهل السنّة» ورداً على حملة الإعدامات بحقهم. وقال التنظيم في بيان نشر امس على مواقع جهادية إن «المفارز الأمنية بدولة العراق الإسلامية نفذت عمليات نوعية ثأراً لأسرى أهل السنة، ورداً على حملة الإعدامات بحقهم»، وأوضح أنه «تم تفجير عبوة ناسفة مموهة على تجمع لجيش المهدي قرب حسينية الزهراء في منطقة الغزالية مما أدى لمقتل وإصابة 12 عنصراً». وأضاف التنظيم أن من بين عملياته «تفجير عبوة ناسفة كبيرة على موكب عضو القائمة العراقية قيس الشذر في منطقة الرستمية مما أدى إلى مقتل ثلاثة من حمايته وإصابة آخرين»، وأكد «استهداف وتصفية مديرة سجن النساء في منطقة الكاظمية ساجدة صالح حسن الدليمي فضلاً عن استهداف احد المسؤولين في الحزب الإسلامي في منطقة الشعلة مما أدى إلى إصابته بجروح خطرة». ولفت التنظيم إلى أن عملياته «توزعت أيضاً بين تفجير عبوات ناسفة استهدفت دوريات للشرطة وضباطاً في مناطق السيدية والزعفرانية والمغرب وفلسطين والإعلام والحرية والشرطة الرابعة والجهاد وأبو دشير والغزالية والدورة إضافة إلى البياع، أسفرت عن مقتل وإصابة عناصرها». وأشار الى «تفجير سيارات مفخخة على تجمعات جيش المهدي في مناطق الصدر والشعلة والزعفرانية استهدفت إحداها موكب تشييع محمد مهنا المالكي ومجموعته وأدى التفجير الى مقتل 41 عنصراً وإصابة أكثر من 60 آخرين».