يساق في ممرات طويلة داخل مجمع الأمل الطبي، لا يعلم إلى أين؟ يخرج من المستشفى بحافلة، يصل إلى مكان آخر لا يعرفه، يدخل إلى غرفة ممتلئة بطلاب الطب والأطباء لإجراء بعض الاختبارات، يتوسطهم، ثم يجلس على مقعد لمدة 50 دقيقة، يطلب منه خلالها الإجابة عن جميع الأسئلة من دون مقاطعة، ينظر ذات اليمين وذات الشمال ليس بحثاً عن المساعدة في إجابة ما، بل ليستوعب ما يحدث، فذاك يخمن وآخر يخالف، وسط همهمات جماعية. يحاول فهم ما يحدث بتمييز ردات الفعل أو لغة الإشارة، أن يرفض أو يقبل"لا يهم، فهناك حالات أخرى بانتظار دورها. أجساد وعقول تستغل بشكل قانوني في تجارب بحسب أطباء ومرضى وذويهم داخل مجمع الأمل الطبي. قصص وحكايات لا تنتهي في مجمع الأمل الطبي في الرياض."الحياة"التقت أصحابها والمعنيين، تحدث بعضهم بحسرة، وآخرون تحدثوا على استحياء، ورفض معظمهم الكشف عن هوياتهم، خوفاً أو حرجاً. في السياق ذاته، يتحدى استشاري طب النفسي في مجمع الأمل الطبي للصحة النفسية أن يُدخل أيٌّ من المسؤولين عن القرار في المجمع أحد أبنائهم وأقاربهم إلى المجمع في حال استدعت حاله ذلك. ووصف عاملون في المجمع الوضع الراهن فيه ب"غير المناسب"لاستقبال الحالات ومعالجتها من الناحيتين الطبية والنفسية. تبدأ المشكلة من زعم أطباء من أقسام عدة باصطناع الإدارة أزمة أسرّة، وتمتد إلى النقص الحاد في الأدوية، على رغم الإمكانات الكبيرة والموازنات الضخمة التي تخصص للمجمع وليس انتهاء بضبط مخدرات من حين الى آخر.