أن يتحدى استشاري طب نفسي في مجمع الأمل الطبي للصحة النفسية بالرياض أن يدخل أي من المسؤولين عن القرار في المجمع أحد أبنائهم أو أقاربهم إلى المجمع في حال استدعت حالته لذلك، وأن يقول بصريح العبارة «الداخل إلى المجمع مفقود ، والخارج مولود» . وأن يضيف طبيب آخر في المجمع يعمل في قسم الإسعاف والطوارئ ، أنه لم يتبق من كادر الأطباء في المجمع سوى 23 طبيبا من أصل 40 طبيبا سعوديا ومقيما خلال عشرة أعوام، وأن يعزو ذلك لتسرب فلسفة «إن لم تكن معي فأنت ضدي» ، أو هكذا قال لجريدة «الحياة» الأسبوع الماضي. تصبح قصص مروجي المخدرات في مجمعات الأمل أقرب للصحة منها للإشاعة، تصبح كل القصص التي سمعتها عن مجمع الأمل في جدة التي كنت أظنها إشاعات أو مبالغات أو صراعات بين مسؤولين، لإزاحة مسؤول مقابل آخر، أقرب للصحة أو الحقيقة منها للمبالغات. فأن يتحدى استشاري يعمل في مجمع تابع لوزارة، هي في المدينة نفسها، هذا يعني أن كل مجمعات الأمل خارج العاصمة، بلا أمل، وأن الصحة تهدر مليارات دون أن يسترجع المجتمع مواطنا واحدا من عالم المخدرات.. الحق يقال: لا أعرف ما الذي يمكن كتابته أمام هذه القضية التي لا يمكن اختصارها بفساد شخص إداريا أو ماليا، ولا بفساد أشخاص يروجون ويبيعون المخدرات في مجمعات الأمل، إنه تجليات الفساد، وأين ؟ في مجمع الأمل الطبي للصحة النفسية بالرياض، التابع لوزارة الصحة التي تقطن في الرياض أيضا، فإن لم تراقب مجمعا يبعد عنها كيلو مترات قليلة، فكيف نتوقع مراقبتها لعمل المجمعات خارج العاصمة؟. أعتقد أنه لابد من صدور قرارات سريعة بفصل كل المتسببين في هذا الفساد.