بذكريات حجته الثانية في عام 1997، وحريق المخيمات الذي أودى بحياة قرابة 343 حاجاً، أتى الأميركي سليمان تمبوبا 29 عاماً إلى الأراضي المقدسة في رمضان الماضي ترافقه أمه وزوجته وطفله الصغير"محمد"ذو ال20 شهراً ليؤدي تمبوبا مناسك الحج للمرة الثالثة والحجة الأولى بالنسبة لزوجته. الشاب الأميركي الذي يقف على بعد عام واحد من مشارف الثلاثينات من عمره، ولد في المدينةالمنورة من عائلة أميركية مسلمة، إذ درس والده في الجامعة الإسلامية في عام 1983م، وعاش وترعرع فيها حتى بلغ عمره 15 عاماً، ليعود بعد ذلك إلى الولاياتالمتحدة الأميركية ومكث فيها 13 عاماً قبل أن يأتي ليؤدي حجته الثالثة. ويقول تمبوبا:"هذه الحجة هي الثالثة لي، وحجتي الأولى كانت مع والدي عندما كنت صغيراً، وأما الحجة الثانية لطالما رسخت في ذاكرتي بحسب الأحداث التي حدثت فيها آنذاك وحريقها المشهور في العام 1997". ويشير"تمبوبا"إلى أن حجته الثالثة هذه تشهد تغييرات كثيرة، فتنظيم الخيام مذهل، والجهود التي يقوم بها رجال الأمن في تنظيم مسارات الحجيج وحفظ سلامتهم، إضافة إلى التغيير الملموس في نظافة المشاعر، كلها مؤشرات أعطتني انطباعاً عن الحج. "تمبوبا"الذي تولى مهمة الإرشاد الديني والسياحي لعائلته المرافقة له منذ رمضان الماضي، إذ أدوا مناسك العمرة قبل أن ينتقلوا إلى المدينةالمنورة للسلام على الرسول الكريم ثم يعودوا إلى مكة مرة أخرى لإتمام مناسك الركن الخامس من الإسلام، يقول:"زوجتي كانت تظن أن الحج تجربة شاقة ستخوض غمارها، إلا أنها اكتشفت أن حجها كان أسهل مما توقعت، فالإرشادات الموضوعة وتعاون الحملة معنا سهل لها كل شيء". من جهتها، أوضحت زوجة تمبوبا أن"المشي في المشاعر ورمي الجمرات كان له طعم مختلف وشعور في غاية الروعة، على رغم وجود مختلف أشكال التكنولوجيا من حولنا في المشاعر وتوافر القطار". ويعزو سليمان تمبوبا السبب وراء اصطحاب ابنه الصغير ذي ال20 شهراً للحج، والذي بدا مرتدياً لبس الإحرام في أول يوم من أيام عرفة، إلى مرض والدة زوجته الذي أجبره على اصطحابه للحج.