في لقاءات الحسم والتحدي هناك عينة من اللاعبين تجيد لغة قيادة الفريق على أرض الميدان لتحقيق الانتصارات وحصد البطولات والإنجازات سواءً المحلية منها أم الخارجية. وتتجه الأنظار اليوم في مواجهة الاتحاد والأهلي إلى أسطورة الاتحاد وقائد"النمور"محمد نور، أحد النماذج الكروية اللامعة التي لن تنساها القارة الآسيوية لأمد بعيد، إذ يشكل القائد الأسمر ذو ال"35 عاماً"العلامة الفارقة في كتيبة العميد في السنوات الأخيرة بفعل ما يملكه من ترسانة رهيبة من الإمكانات الفنية العالية والقدرات البدنية الهائلة، فهو القلب النابض الذي تعشق جماهير الكرة السعودية والعربية والآسيوية أداءه. ويعتبر الكثيرون محمد نور لاعباً غير عادي يصاحب أداؤه اللافت امتاعاً لا حدود له وحماسة وإصرار تصنع المستحيل داخل المستطيل الأخضر. يجمع نور بين حس القيادة الرفيع وصناعة اللعب الفريدة والتميز في التهديف إذ طالما ما أحرز أجمل وأصعب الأهداف في لقاءات فريقه. وشق معشوق الجماهير الاتحادية نور المولود في يوم 26 شباط فبراير 1978 طريقه إلى عالم الأضواء والنجومية من حارة"يمن"في شارع المنصور في مكةالمكرمة التي ركل فيها الساحرة المستديرة للمرة الأولى في"زقاق"الحارة الضيق الذي لا يتجاوز عرضة أربعة أمتار، ولعب في فريق الحي الشهير"الأفراح"، ثم ذهب لنادي الوحدة للتسجيل رسمياً في كشوفاته، ولكنه صُدم بالواقع المرير في النادي المكي إذ تم إبعاده بحجة ضعف إمكاناته الفنية، ليحزم نور حقائبه ويتجه إلى نادي الاتحاد في جدة بمساعدة شقيقة ادم نور الذي كان يحمي الشباك الاتحادية في ذلك الوقت، وهناك كتب شهادة ميلاده الحقيقية في عالم الكرة، وبدأ مسيرته الفعلية من خلال القطاعات السنية حتى وصل إلى شهرته الحالية كنجم اتحادي أول من دون منازع. حصل نور على بعض الألقاب الشخصية طيلة مشواره الرياضي وأبرزها نيله لقب أفضل لاعب عربي عام 2003، ونيله جائزة اللاعب الحريف 2008، وترشحه لجائزة بوشكاش لأفضل هدف في العالم بعد هدفه الخامس في فريق ناغويا الياباني قبل عامين، وحصوله على جائزة المفتاحة التي تقدم سنوياً للرواد في مجالات مختلفة، وأخيراً فوزه بلقب أفضل لاعب وسط في جائزة القناة الرياضية قبل عامين، وتكريمه الأسبوع الماضي من شركة هاتريك في الكويت كأحد أبرز وأميز النجوم في الساحة الكروية، ويلقب نور ببعض الألقاب الرنانة في مشواره الرياضي وأبرزها الأواكس، مفتاح جدة، الفيتو، فارس الملعب، القوة العاشرة، ولكنه يفضل دائماً لقب ابن مكة.