أوفى قائد فريق الاتحاد البارع ونجمه اللامع محمد نور (33 عاماً) بوعده، الذي قطعه على نفسه أمام وسائل الإعلام الرياضية كافة من إكرام فريق الهلال في دوري أبطال آسيا، من خلال لقاء دور ال 16 الذي أقيم الثلثاء الماضي بين الفريقين على إستاد الأمير عبدالله الفيصل في جدة، إذ قدم «نور الاتحاد» وليمة كروية دسمة لإدارة نادي الهلال وأعضاء الشرف والجهازين الفني والإداري واللاعبين والجماهير التي وجدت في المدرجات، وأفرط نور في لغة الكرم لدرجة كبيرة أذاقت الهلاليين الحسرة والألم وهم يشاهدون قائد «النمور» يهيئ الكرات ويصنع الهجمات ويجهّز الأهداف بدلاً من موائد الطعام، إذ كانت ليلة لن ينساها الهلاليون لأمد بعيد تجلى فيها أسطورة «عميد الأندية» في زمانه، وسطع فيها نوراً في سماء آسيا. فمحمد نور قائد فذ يمتلك كتلة كبيرة من الإمكانات الفنية العالية والقدرات البدنية العالية، فهو لاعب غير عادي تعشق أداءه الساحر جماهير الكرة في السعودية والقارة الآسيوية، حيث إبداع وإمتاع لا حدود له بحماسة وعزيمة وإصرار تصنع المستحيل داخل المستطيل الأخضر، كما انه قائد بارع بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وصانع ألعاب لامع فريد من نوعه، وهداف مميز يجيد التحدث بلغة الشباك في لقاءات فريقه. وشق معشوق الجماهير الاتحادية وقلب «العميد النابض» محمد نور المولود في ال 26 من شباط (فبراير) عام 1978 طريقه إلى عالم الأضواء والنجومية من حارة «يمن» المجاورة ل«شارع المنصور» الشهير في مكةالمكرمة، والتي مارس فيها الفتى الأسمر المستديرة للمرة الأولى في «أزقة» الحارة، ولعب في فريق الحي الشهير ب«الأفراح»، ثم ذهب لنادي الوحدة للتسجيل رسمياً في كشوفاته، ولكنه صُدم بالواقع المرير في النادي «المكي»، إذ تم إبعاده بحجة ضعف إمكاناته الفنية، ليحزم نور حقائبه ويتجه إلى نادي الاتحاد في جدة بمساعدة شقيقه آدم نور الذي كان يحمي الشباك الاتحادية سابقاً كحارس مرمى، وهناك كتب شهادة ميلاده الحقيقية في عالم الكرة، وبدأ مسيرته الفعلية، من خلال القطاعات السنية حتى وصل إلى شهرته الحالية، وأصبح النجم الاتحادي الأول من دون منازع، كما أنه القائد الذي يجلب الفرح لجماهير ناديه العاشقة في كل مكان. وذاق «نور الاتحاد الساطع» حلاوة البطولات والإنجازات مع فريقه كثيراً، إذ حصد الكثير من الألقاب الشخصية، ونال مع فريقه بطولات عدة منها (دوري كأس خادم الحرمين الشريفين في أعوام 1997 و1999 و2000 و2001 و2003 و2008 و2009)، وأيضاً درع الدوري السعودي للمحترفين، وثلاث بطولات لكأس ولي العهد في أعوام 1997 و2001 و2004، كما حصد مع فريقه بطولتين لكأس الاتحاد (كأس الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله) عامي 1997 و1999، وكأس أندية الخليج أبطال الدوري مرة واحدة عام 1999، وبطولة كأس أندية آسيا أبطال الكأس مرة واحدة عام 1999، وبطولة كأس دوري أبطال آسيا عامي 2005 و2006، ودوري أبطال العرب 2006، وبطولة السوبر السعودي المصري عامي 2001 و2003. أما مع المنتخب السعودي، فحقق نور ثلاث بطولات هي كأس بطولة الخليج للمنتخبات 2003 في الكويت، وقبلها كأس العرب للمنتخبات عام 2002 في الكويت، كما شارك اللاعب محمد نور مع المنتخب في مونديال كأس العالم مرتين، الأولى في مونديال كوريا واليابان عام 2002، والثانية في مونديال ألمانيا عام 2006. وحصل نور على بعض الألقاب الشخصية، أبرزها نيله لقب أفضل لاعب عربي عام 2003، وحصوله على جائزة اللاعب «الحريف» عام 2008، وترشحه لجائزة بوشكاش لأفضل هدف في العالم بعد هدفه الخامس في فريق ناغويا الياباني في العام قبل الماضي، وحصوله على جائزة «المفتاحة» التي تقدم سنوياً للروَاد في مجالات مختلفة، بينما يلقب اللاعب محمد نور بألقاب «الأواكس ومفتاح جدة والفيتو وفارس الملعب والقوة العاشرة وابن مكة».