ساعدت الإمكانات الكبيرة في صناعة الأغنية العربية على إظهار تعاون فني كبير بين الفنانين العرب بين الفينة والأخرى تمثل في أغنيات مشتركة بين الفنانين العرب من أقطار مختلفة وذلك منذ ستينيات القرن الماضي، وكان للفنان والشاعر السعودي النصيب الأوفر في إحداث تعاونات فنية رائعة بين الفنانين العرب جاءت كلون غنائي عربي مختلف، إذ تجد مثلا أن النص سعودي واللحن كذلك والصوت لبناني أو مصري أو غير ذلك من الأصوات، الأمر الذي دعم مسيرة تقديم أغنية عربية الملامح بشكل فيه الكثير من ملامح الوحدة الثقافية والفنية، وربما يتذكر البعض تلك الأغنيات الهجين الأكثر روعة والتي بدأت بأغنية «ياريم وادي ثقيف» من أشعار سمو الأمير الراحل عبدالله الفيصل وألحان عميدنا أعطاه الله الصحة والعافية طارق عبدالحكيم وغناء النجمة اللبنانية يومها نجاح سلام، ومن هنا كان الانطلاق للأغنية المهجنة التي سجل بعضها نجاحا فنيا وجماهيريا كبيرا وجاءت مرحلة التعامل مع هيام يونس ودخولها عالم الغناء السعودي مع جميل محمود والراحلين طلال مداح ولطفي زيني التي نتج عنها الكثير من الأغنيات الشهيرة «سعودية لبنانية» والتي تبعها الكثير من الأغنيات المصرية والكويتية والمغربية المرتبطة مع الأغنية والموسيقى والكلمة السعودية، الأمر الذي جاء بأغنيات مهجنة ومشتركة عديدة أصبحت علامات فارقة في الغناء منها أغنيات لشريفة فاضل وكارم محمود ومحمد قنديل وفايزة أحمد ووردة الجزائرية وغيرهم وكان لي بعض المشاركات في الأغنية الهجين مع عدد من الأصوات العربية كان منها أغنية «قد الحروف» بصوت أصالة من أشعار الأمير عبدالرحمن بن مساعد وأخيرا «خلاص مافيني» بصوت التونسية منيرة حمدي من أشعار ضياء خوجة وكثيرة هي الأعمال من هذا اللون وربما أشهرها على الإطلاق ما قدمه طلال مداح من ألحان موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب «ماذا أقول» من كلمات فتى الشاطئ وكذلك أغنية عبدالوهاب من كلمات الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز «ولئن طال عمري».