ما الذي يجري في الأهلي؟ سؤال كبير، يتجاوز خسارة مباراة في الدوري، أو خروجاً من إحدى بطولات الكؤوس، أو غياب عن بطولة الدوري المحلي لثلاثة عقود إلا قليلاً! إنه سؤال كل موسم، ومع ذلك عجز الجميع عن حله، تذهب إدارة، وتأتي إدارة أخرى، والمشكلات بفريق كرة القدم في النادي الأهلي بقيت غامضة! ففي خلال عام ونصف العام أحضر الأهلي أربعة مدربين، بدأهم بالأرجنتيني ألفارو ثم البرازيلي فارياس ثم البلغاري سوليد، ومع بداية هذا الموسم تعاقد مع الصربي ميلوفان. لكم أن تتخيلوا أن كل هؤلاء الأربعة لم يكملوا عقودهم مع الفريق، والغريب أنهم كلهم اتفقوا على وجود ظروف خاصة تمنعهم من الاستمرار! لذلك لا يمكن اتهام هؤلاء المدربين الأربعة بأنهم لم يستطيعوا أن يتكيفوا مع الحياة في جدة، ولكن ربما أنهم لم يستطيعوا أن يتكيفوا مع الأهلي، وهذا التحليل في ظني هو الأقرب إلى الحقيقة! لو عدنا إلى شريط النادي الأهلي القديم، لوجدنا أن المدرب البرازيلي الكبير ديدي زميل بيليه في السبعينيات قضى مع الأهلي سنوات طوال، وجاء تيلي سانتانا هذا الاسم الكبير في عالم التدريب ثم لازاروني، ثم فيليب لويس سكولاري. هذه الأسماء الكبيرة لم تهرب ولم تكبر على الأهلي، هل عرفتم لماذا؟ لأن هناك إدارة تكونت من مجموعة من المتخصصين وعلى رأسهم رئيس النادي، وهو رجل يملك الخبرة وملماً بتفاصيل العمل الدقيقة! إذا استثنينا ديدي لوفاته وسانتانا لكونه أصبح عجوزاً، فإن لازاروني وسكولاري ما زالا يرتبطان بعلاقة وثيقة مع النادي الأهلي، وتحديداً مع الأمير خالد بن عبدالله، بينما توترت العلاقة مع المدربين كافة الذين حضروا في ما بعد! إن لنا في كرة القدم الانكليزية ما يمكن أن نعتبره النموذج الأمثل لعمل المدربين، ولا سيما في الناديين الكبيرين، المان يونايتد والأرسنال، حيث أمضى السير ألكس فيرغسون أكثر من 23 عاماً مع الشياطين الحمر، وما يقارب ال 15 عاماً للفرنسي فينغر مع المدفعجية. ليس معنى ذلك أنني أطالب أنديتنا، أو النادي الأهلي على وجه الخصوص بالتعاقد مع مدرب يستمر كل هذا الوقت، فذلك غير ممكن في عالمنا العربي كله، ولكن أليس من الممكن أن يستمر المدرب في الأهلي لموسمين؟ هل أصبح ذلك مستحيلاً؟ إذا كان الوضع كذلك فمن حق الأهلي على كل من ائتمنوا عليه أن يكشفوا لنا الأسباب، فقد تعدت ظاهرة خروج اللاعبين وتفريقهم على الأندية، إلى ظاهرة أكبر وهي رحيل المدربين، وفي هذا إساءة كبيرة لهذا النادي الكبير! وعلى يقين تام بأن ما يحدث في الأهلي، وللأهلي لا يرضي الأمير المحب والعاشق وصاحب الأيادي البيضاء، الأمير خالد بن عبدالله، الذي عليه أن يفتح الملفات الأخيرة، ليعيد للأهلي هيبته ومكانته وسمعته، ويعيد له تلك الصورة القديمة التي كان فيها عضو مجلس الإدارة لا يقل عن رئيس النادي ثقافة وحضوراً! والسؤال الأخير: لماذا كل الذين يرحلون من الأهلي هم لاعبون ومدربون، لماذا لا يرحل الإداريون أيضاً، فربما كانوا هم صلب المشكلات، ومن المؤسف أن أستجدي بقاء المدرب إلى ما بعد مباراة الدربي؟! [email protected]