بات قائد منتخب مصر لكرة القدم أحمد حسن 36 عاماً ثاني لاعب مصري يحقق لقب عميد لاعبي العالم، إذ تمكن حسن المشهور بلقب"الصقر"من مشاركة الحارس السعودي المعتزل محمد الدعيع في اللقب الدولي الكبير بعدما شارك في لقاء منتخب بلاده الودي أمام البرازيل الاثنين الماضي ليرفع رصيده إلى 178 مباراة دولية، علماً أن مواطنه حسام حسن توّج باللقب ذاته في أيار مايو 2001 عندما خاض مباراته ال 157 وكانت ضد السنغال في القاهرة ضمن تصفيات كأس العالم 2002، وحظي بتكريم من رئيس الاتحاد الدولي الفيفا السويسري جوزيف بلاتر. وخاض حسن مباراته الدولية الأولى ضد غانا في 29 كانون الأول ديسمبر 1995، وتوزعت مبارياته ال 178 على 83 ودية و95 مباراة رسمية 36 مباراة في تصفيات كأس العالم و32 في نهائيات كأس أمم أفريقيا و21 في التصفيات و6 في كأس القارات. و"الصقر"من مواليد 2 - 5 - 1975 بمدينة مغاغة في محافظة المنياجنوب مصر، وبدأ مسيرته الكروية مع مركز شباب مغاغة، وفي موسم 1994 انتقل إلى نادي أسوان، ثم انضم للمنتخب الأولمبي المصري في موسم 1995 في عهد الروماني ستايكو، ولكنه لم ينل فرصته الحقيقية إلا عندما تولى الهولندي رود كرول مهمة تدريب المنتخب الأولمبي المصري، ثم انتقل في الموسم التالي إلى الإسماعيلي. وفي أولى مباريات اللاعب مع"الدراويش"أسهم في فوز غالٍ على الترجي عام 1995 بإستاد المنزه بهدف مجدي الصياد، وكان يتولى تدريب الفريق وقتها أسامة خليل ليصل الإسماعيلي إلى نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا، كما أسهم بعد ذلك مع الإسماعيلي في حصول الفريق على كأس مصر عام 1997 تحت قيادة علي أبوجريشة. لن ينسى الجمهور المصري المبارة التاريخية ل"الفراعنة"مع منتخب جنوب أفريقيا في نهائي كأس الأمم الأفريقية ببوركينا فاسو 1998، التي لعب فيها حسن دوراً رئيسياً في فوز المنتخب المصري ورجوعه إلى القاهرة بكأس أفريقيا للمرة الرابعة، إذ أحرز الهدف الأول في هذه المباراة بعد بدايتها بثلاث دقائق، وكان هذا الهدف هو الأهم في تاريخ حسن مع المنتخب المصري، كما أثار هذا الهدف الكثير من الجدل بسبب حركة الكرة الغريبة بعد تسديدها. وبعد 7 سنين أراد حسن تأكيد أن هذا الهدف ماركة مسجلة له فأحرز هدفاً بالطريقة ذاتها في مباراة ليبيا التي انتهت بفوز كبير لمصر 4-1 ولعب حسن دوراً كبيراً في تحقيق الفوز. وبعد فوز المنتخب المصري بكأس الأمم الأفريقية 1998 انتقل حسن إلى نادي كوكالي سبور التركي حتى عام 2000، وفي موسم 2001 انتقل إلى نادي دينيزل سبور، وفي عام 2001 انتقل إلى نادي غنسلربرليجي التركي، ولعب معه حتى عام 2003، ثم انتقل إلى نادي بشكتاش التركي، ولعب معه حتى عام 2006، ثم انتقل للعب مع نادي أندرلخت البلجيكي بعد فوزه مع منتخب مصر بكأس الأمم الأفريقية 2006. وعاد من رحلة احترافه والتحق بصفوف الأهلي المصري منذ بداية 2009، وبعد صدام مع المدير الفني للأهلي البرتغالي مانويل جوزيه انتقل إلى الزمالك في 2011 وحفزه تولي مدربه لسنوات في المنتخب المصري حسن شحاتة مسؤولية تدريب الفريق"الأبيض". وعن مشاركته الحارس السعودي محمد الدعيع في لقب عميد لاعبي العالم يقول أحمد حسن:"العادات والتقاليد التي تربيت عليها خلقت لدي التحدي لتحقيق هدفي، والفوز بلقب عميد لاعبي العالم أحد الطموحات التي كنت أتمنى تحقيقها من بداية مشواري". مشيراً إلى أمنياته في استكمال مشواره مع المنتخب المصري لتحقيق حلم ملايين المصريين ببلوغ مونديال البرازيل 2014. يقول عنه المدير الفني الحالي للزمالك والسابق لمنتخب مصر حسن شحاتة:"أحمد حسن يستحق كل ما وصل إليه من إنجازات لأنه يتمتع بالتحدي، ما يجبر المديرين الفنيين للمنتخب المصري على إشراكه دائماً، وحصوله على لقب عميد لاعبي العالم تتويج لرحلة عطائه الطويلة الزاخرة بألقاب محلية وقارية تؤكد أنه نجم مميز ومن الصعب تكراره في الملاعب العربية وليس المصرية فحسب". كما أثنى نائب رئيس الأهلي أحد أبرز نجوم الكرة المصرية على مدار تاريخها محمود الخطيب على عطاء أحمد حسن الدولي وقال:"لاعب مخلص ويستحق كل ما وصل إليه من ألقاب وإنجازات". ووصفه المدرب الإيطالي الكبير مارشيلو ليبي بأنه أفضل لاعب أفريقي لكثرة تحركاته وقوة التحاماته وإصراره على الفوز دائماً، إضافة إلى نشاطه غير العادي داخل أرض الملعب. وأوحى ليبي للاتحاد الأفريقي من خلال وصفه لأحمد حسن بأن يختاروه أفضل لاعب ببطولة أمم أفريقيا 2006. وبالفعل فاز حسن بجائزة أفضل لاعب بالبطولة، بفضل صناعته أكثر من هدف مهم بهذه البطولة التي فاز بها"الفراعنة"بالقاهرة، إضافة إلى إحرازه 3 أهداف رائعة قاد بها المنتخب المصري لأكثر من انتصار، ثم لعب الدور ذاته في بطولتي 2008 و2010. يذكر أن حسن من أبرز اللاعبين المصريين في الأنشطة الخيرية، إذ له أكثر من إسهام في هذا المجال، فضلاً عن إعلانه أكثر من مرة عن رغبته في خوض انتخابات البرلمان المصري عن دائرة مغاغة مسقط رأسه، كما يعد حسن من أبرز اللاعبين المصريين الذين نالوا تقديراً دولياً من أكثر من جهة، من أبرزها اختياره قبل سنوات ليكون سفيراً عن أفريقيا لملف بلجيكا لتنظيم مونديال 2018، تقديراً لدوره الكبير مع أندرلخت البلجيكي وكونه واحداً من أبرز اللاعبين الذين احترفوا في الدوري البلجيكي، فضلاً عن أنه واحد من أبرز وأشهر لاعبي القارة الأفريقية على مدار السنوات الماضية، إذ يكفيه فخراً رفع كأس أمم أفريقيا مرتين على التوالي. وعن رأيه في احتراف اللاعبين المصريين بالخارج قال أحمد حسن:"اللاعب المصري يمكنه تحقيق الكثير في عالم الاحتراف، وهو لا يقل إطلاقاً عن أي لاعب آخر، فقط يحتاج إلى التركيز والالتزام، وإذا تمكن من تحقيقهما فسيصل الى أبعد مدى احترافياً".