أما نحن السعوديين، فذهبنا إلى الدوحة من أجل الفوز بلقب كأس أمم آسيا، ولا شيء غير ذلك، وإن عدنا من دونه، فذلك يعني أننا ما زلنا نعاني من مشكلة، وعندها يجب أن نفتح الملفات القديمة، لنعرف كم مسافة تراجعنا؟ وأين نقف الآن؟ في آسيا هناك منتخبات من غير المقبول منها، أن تعلن أنها حضرت فقط للمشاركة، وأنها ليست جاهزة للمنافسة، وهذه المنتخبات هي: السعودية واليابان وكوريا الجنوبية والعراق وإيران، إضافة إلى أستراليا المنتخب الطامح للتربع على عرش القارة. لذلك تعجبت كثيراً من تصريحات مدرب المنتخب الياباني، الإيطالي البرتو زاكيروني، عندما صرّح في مؤتمره الصحافي، الذي سبق مباراة الأردن أمس:"أولوياتي في نهائيات كأس آسيا ليست الفوز بالكأس، ولكن تقديم كرة جميلة، ولو كان هدفي الرئيسي إحراز لقب كأس آسيا، لكنت جئت بمجموعة مختلفة تماماً من اللاعبين"! لكن من الطبيعي جداً أن يكون الفائز في نهاية البطولة منتخباً واحداً من بين 16 منتخباً، وإن كنت أشك كثيراً في أن البطولة الحالية ستكشف عن بطل جديد لم يسبق له أن توّج باللقب، مع قناعتي بأن زعماءها السابقين ليسوا في كامل عافيتهم. ومن المؤسف أن قطر التي جنّدت كل شيء من أجل إنجاح هذا العرس الآسيوي، لم تنجح في الفوز على أوزبكستان، ولم تفلح الكويت في تخطي الصين، على رغم أن هذه المجموعة هي الأسهل مقارنة بالمجموعات الثلاث الأخرى. أبدأ بقطر، ف"العنابي"ظهر ضعيفاً، متهالكاً، مسالماً، لم تبدُ على أدائه روح الفريق، وكان عليه أن يقدم نفسه على أنه فريق لن يسمح لكأس آسيا بأن تغادر الدوحة هذه المرة، بل على العكس تماماً، فقد سجل انطباعاً أولياً جعل الكثير من النقاد يستبعدونه من مرحلة التأهل إلى الدور الثاني، في ظل الرغبة الصينية، وكبرياء الكويت الساعي للتعويض. أما الأزرق الكويتي، فكان لفقدانه أحد أعمدة دفاعه اللاعب مساعد ندا في الشوط الأول أحد الأسباب، التي أعطت المنتخب الصيني شجاعة لم يكن يملكها في البداية، ثم جاء دور الحكم الأسترالي الذي حرم الكويت من ضربة جزاء مستحقة في الدقائق الأولى من المباراة، كان من الممكن أن تشكّل تحولاً في اللقاء على مستوى الأداء والنتيجة. لم يقف الأمر عند ذلك، بل زاد الحكم الأسترالي بنجامين ويلسون من تعاطفه مع الصينيين، وحرم المنتخب الكويتي من هدف صريح وواضح، لتخرج الكويت خاسرة هذا اللقاء على غير ما كان متوقعاً، ولكن هذا ما حدث للمنتخبين القطريوالكويتي، حيث البداية المخيبة، وما أصعب عثرات البداية. أعود بكم إلى نهائيات كأس العالم الأخيرة، التي جرت منافساتها في جنوب أفريقيا، وكلكم تتذكرون المباراة الافتتاحية لمنتخب اسبانيا أمام منتخب سويسرا وخسارته بهدف وحيد، لتنطلق اسبانيا من هذه الخسارة إلى الفوز بلقب كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها، وهي التي لم تحققه على أرضها عندما استضافت مونديال 1982. والسؤال الآن: هل تستطيع قطروالكويت أن تعودا إلى أجواء البطولة من جديد، وتجعلا من خسارتيهما في مباراتيهما الافتتاحيتين حافزاً للمنافسة على اللقب، وانطلاقة مختلفة، وبوجه مغاير عما شاهدناه أمام أوزبكستان والصين، لنشاهد اسبانيا في الدوحة؟ [email protected]