إن ما يميزنا ويجعلنا دائماً في الصدارة ليس أمراً بسيطاً وليس بالأمر المعقد فقط"خداع الذات"، لذلك قررت ولله الحمد أن أبدأ مشوار حياتي وأعترف بأني سأقول عن نفسي ما لا يقال، ولعله"لكل مقام مقال"، هكذا تعلمنا جميعنا. سأعترف بأني في البارحة لم أستمع لصديقي ولم أهده أذني خمس دقائق، أستمع له حتى يشعر بالارتياح، كم أنا ظالم يا"ابن بطوطة". سأعترف بأني أيضاً وفي البارحة كنت أنظر لعامل النظافة بأنه جاء لوطني حتى يسلب وينهب ويقتل ويبيع الخمور بكل أصنافها، نعم أنا"تشارلك هولز". سأعترف بكل صدق وصفاء نية بأني غضبت من جندي المرور الذي منحني مخالفة، لأني لم أربط"حزام الأمان"، يا له من شخص متعجرف، صحيح أنت مثال الطالب المجتهد. بصراحة أخذت نفساً عميقاً امتد لأربع ثوانٍ وبدأت أفكر ماذا صنعت بهذه الاعترافات التي أعرفها بداخلي وأنكر الاعتراف بها؟ أيعقل أن محاسبة النفس والنزول إلى مستواها الحقيقي أمر جميل. أعزائي نحن لا نحتاج في يومنا سوى أربع ثوانٍ نفكر بها في ماذا صنعنا هذا اليوم؟ ويجب علينا أن نكون مؤمنين بكل صدق بأن المثالية هي أعلى سمات الغرور، وإن كنت مثالياً كن شخصاً مليئاً بالأخطاء حتى لا ترى المثالية بعين المعترف. نحن نتعلم دائماً كيف نصرخ بوجه الضعيف الذي يعمل من أجل أن يحصل على لقمة العيش... فعلاً نحن جميعنا ضعفاء، لا نحتاج لتوعية أبداً، نحن نحتاج لأمر بسيط لا أكثر، ألا وهو"أن نعترف". نايف المطلق - الطائف [email protected]