وراء كل عظيم امرأة كل إنسان له دور في الحياة واجب عليه تأديته على أكمل وجه، طلباً لمرضاة الله سبحانه وتعالى وسعياً لتأدية الأمانة في الحياة، لكن أجمل وأهم دور للمرأة تستطيع أن تسهم به يمكن أن يتم عن طريق الزواج والأمومة، إضافة إلى الاشتراك في مظاهر النشاط الاجتماعي المنتج. إن نجاح المرأة في دورها كزوجة لا يقل أهمية عن دورها كأم، يقع على عاتقها تنشئة جيل صالح يُعتمد عليه مستقبلاً في البناء والإنتاج، جيل لديه الحنكة والحكمة لمواجهة شدائد الحياة في مجتمع قائم على التنافس. قال حافظ إبراهيم: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق إن حاجة المرأة إلى التعليم ليس بالضرورة لكي تصبح طبيبة أو محامية بل لتأدية الأمانة التي خلقها الله سبحانه وتعالى من أجلها ألا وهي الأمومة، فالأم تهز السرير بيمينها تهز العالم بيسارها، فحاجة المرأة للعلم والمعرفة والثقافة كحاجتها للهواء والماء ونجاحها كأم وزوجة صالحة يحتاج صفات كثيرة للحكمة والخبرة والديبلوماسية والمعرفة إلى جانب الذكاء والعطف الفياض المنبعث من القلب، لتستطيع القيام بتبعيات كثيرة تستلزمها الحياة الأسرية. لا يكفي المرأة أن تقول إنني أجاهد لأنني أم بل هي زوجة أولاً عليها واجبات تجاه الزوج تفوق أي واجبات أخرى خارج نطاق أسرتها. لقد لخص «فانغر» هذه الفلسفة في الكلمات الآتية: «لقد أرسلت النساء إلى هذا العالم لمساعدة عظماء الرجال ولتربية أفضل الأجيال»، غالبية النساء يؤمن بهذا الدور، وكثيرات منهن ينجحن في القيام به، ولكن من الطبيعي أن أسماء هؤلاء النساء لا تخرج عن دائرة أسرهن إلا إذا نال أزواجهن الشهرة، هؤلاء النساء هن سند الحضارة وعضدها، لا يمكن أن يصور هذا المعنى بخير مما صورته زوجة العالِم الكبير «باستير» التي عرضت نفسها للسخرية بسبب فرط وفائها لزوجها الكيماوي النابغ، إذ كان الناس لا يفهمونه، خصوصاً عندما تعرِّض وفاءها لزوجها ومساندته في عمله للاختيار، عندما مرض اثنان من أبنائها الثلاثة وماتا بحمى التيفود. لقد ظلت تقوم بأعباء المنزل وهي تداري آلامها وأحزانها، لأن في ذلك المنزل كانت نشاطات زوجها العلمية التي حقق فيها نجاحات كبيرة، فإيمانها بعقل زوجها القادر على إخراج كشف جديد لم يتبدد أبداً، فحالت بين عالمها وبين الشواغل والهواجس التي يمكن أن تجعله ينحرف عن هدفه وبحثه العلمي المنتج... فقد صدق من قال «وراء كل عظيم امرأة». شهر زاد عبدالله - جدة [email protected] زيادة سكانية عندما يتأمل الإنسان كلمة «الماضي» يستنتج بأنه فعلٌ قد ولى ورحل وأكل عليه الدهر وشرب، ولكن عندما يكون «الماضي» مجرد بضعة أعوام قليلة تعبر بسرعة لا يكاد يشعر بها الإنسان تبدأ هنا صراعات وخطط مستقبلية سريعة إن لم تكن خطة طارئة. اليوم نشهد وعلى مرأى الجميع ما يُسمى بالتعداد السكاني وازدياد عدد أفراد الشعب والمقيمين وحتى عابري السبيل، وحتى نكون في صورة واضحة وصادقة مع الذات في مغامرة نرجسية مع النفس، هل يجب علينا مراجعة بعض الحسابات؟ من البديهي والطبيعي أن يزداد تعدادنا بنسبة معقولة أو بنسبة تزيد بشكل بسيط ومحدد، ولكن عندما نتفوق على ما يمكن للعقل أن يتصوره، هنا فقط يجب علينا أن نقف وقفة جماعية وننظر إلى ماذا نريد الوصول إليه. بصدق نحن نعاني أساساً من مشكلة «العنوسة»، إضافة إلى هاجس التحاق خريجي الثانوية بالجامعات التي يكاد يتمكن الطالب العادي الالتحاق بها وإن لم أبالغ لا يدخل الجامعة سوى النخبة. كن منطقياً مع نفسك، كيف يستطيع طالب عادي أن يلتحق بجامعة وهنا 20 ألف طالب متقدم وفي النهاية تبدأ بإلقاء اللوم على الجامعة ولكن الحقيقة أنت من أخطأ بحق نفسه وحق أسرته. ما أريد قوله نحن أصبحنا ننجب أطفالاً بأعداد خيالية وفي النهاية يتكرر مسلسل «ما عندي فلوس، مو لازم مصروف، دبر نفسك، البنت نهايتها لبيت زوجها»، علماً بأنك أساساً غير مقتنع بكل هذه الأفكار ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها. يجب علينا أن نتدارك مسؤوليتنا ولا نؤجلها لمستقبل هو بيد الله وحده ولا نلعب لعبة الحظ «بالنرد»، يجب أن نفكر ونراجع أنفسنا في الإنجاب، لا أريد أن أضع أرقاماً أحدد بها تعداد الأبناء، ولكن أنظر لمقدرتك وفكر في مستقبل أبنائك وكيف ستأمنه بعد 20 عاماً من الآن، والتعداد يمشي والحسابة بتحسب. نايف المطلق - الطائف [email protected]