حاجتنا لبعضنا لا تعني ضعفنا، ودموعنا لاتعني عجزنا وحتى خسارتنا لأعز واغلى ما نملك فهي ليست نهاية العالم، بل كل ذلك هو البداية الحقيقية لتعرف من نحن في قلوب من نحب وماذا يمكن ان نقدمه لهم وبشكل افضل. وكيف يمكن ان تتواصل عطاءاتنا وتتوهج مشاعرنا لنكون في سعادة حقيقية، سعادة نحن من يوجدها بداخله وليس غيرنا ومستشارك الاجتماعي ماهو الا انت، فلا تخجل منه ولا تردد في سؤاله وسوف تجد فيه ما يشعرك بأنك اكبر مما كنت تظن. لا بأس عليك.. المشكلة: اشكرك د. فهد على تواصلك معنا عبر هذه الصفحة الرائعة التي تنبض بالحب وتقدم كل ما هو مفيد لنا. وصدقني لم اكن لأسألك هذا السؤال لولا معرفتي انك متهم بالفئات الخاصة وتتعامل مع المرضى المصابين بالامراض المستعصية ومع مرافقيهم من الناحية الاجتماعية وآخرها استضافة حملة الامير سلطان للتثقيف الصحي حول هذا الموضوع. لا اطيل عليك يا دكتور، ولكنني متزوج حديثا ومنذ سنة تقريبا الا ان سعادتي لم تكتمل حيث مرضت زوجتي وادخلت المستشفى وتم اكتشاف مرض السرطان لديها. طبعا لا افضل يا د. فهد الصدمة التي تعرضت لها من اول الامر خاصة وهي لم تعرف الخبر الا بعد فترة وبعد الزيارات المتكررة للمستشفى. اعذرني للدخول في تفاصيل حساسة ولكنني الان اشعر بأنني لا اعرف كيف اتصرف مع زوجتي فانا لا انكر انني مازلت احبها ولكني بالفعل لا اعرف كيف اقدم لها المساعدة الممكنة لانها اصبحت حساسة لدرجة اصبحت اتهرب من الجلوس والحديث معها. حياتي يا دكتور فهد اصبحت معاناة في معاناة فماذا افعل؟ @ اخوك خالد الرد: اولا: اشكرك على مشاعرك الطيبة يا اخي خالد ولا املك سوى ان ادعو لزوجتك بالشفاء ولك بقوة الصبر والتحمل، ما احب ان اقوله لك يا اخي خالد ان الانسان مبتلى في هذه الدنيا وشيء ان شاء الله اهون من شيء وانت انسان مؤمن وقوي وهذا ما يجب ان تستمر عليه لان ايماننا القوى بالله هو الذي يقوينا على مواصلة الطريق ومواجهة الصعاب والتعايش مع المعاناة بشكل افضل. انا لا اشك لحظة واحدة في حبك لزوجتك وخوفك عليها خاصة انك مازلت عريسا ولم تهنأ بعد واقدر مدى الخوف الكبير الذي تشعر به من المستقبل وماذا يخبأ ذلك لك في ثناياه ولكن دعني اخبرك بشيء ومهما كانت حالة اليأس التي تنتابنا ومهما كان شعورنا باننا ضعفاء لا نستطيع تقديم المساعدة لاقرب الناس الى قلوبنا فانه ومع ذلك تظل هناك اشياء مهمة يجب على كل مرافق لمريض السرطان او اي مرض مستعص عملها مع المريض مهما كانت تلك الاشياء بسيطة في نظرك. ان مشكلتك على ما يبدو وكما فهمتها تكمن في انك تريد تقديم المساعدة ولكن تجهل كيف وبماذا تبدأ؟ اولا واليك بعض النقاط العملية التي تعددت ان ادرب عليها المرافقين لذويهم للتمكن منها وتطبيقها مع مرضاهم استمع الي جيدا وخذها على محمل الجد. 1 عليك اولا ان تكتشف ما اذا كان المريض (زوجتك) تريد مساعدتك ام لا، واذا ما كان هناك اشخاص اخرون مشتركون في الدعم غيرك ثم قدم عرضك للمريض او مبادرتك بالمساعدة له. 2 كن على دراية واطلاع، فاذا كنت تريد ان تكون ذا فائدة لزوجتك المريضة فانك سوف تحتاج لبعض المعلومات عن ماهية المرض الوضع الصحي والطبي لها ولتكن معلومات كافية لعمل خطة معقولة او واعية ولست في حاجة لمعلومات تخصصية كثيرة فانت لست بحاجة لتكون خبيرا. 3 حدد احتياجات زوجتك ثم بقية افراد اسرتك صحيح ان التنبؤ بالمستقبل امر صعب ولكن حاول ان تفكر برؤية حول احتياجاتها مثل من سوف يتابعها اليوم، من سوف يأخذها من سوف يحضر لها الدواء او يحضر لها الوجبة.. الخ. 4 قرر ماذا باستطاعتك ان تعمله وماذا تريد ان نعمله المقصود هو: ما الشيء الذي تجيده هل انت متواجد حول المنزل اثناء الحاجة اليك وماذا يمكن عمله لها. 5 ابدأ دائما بالاشياء الصغيرة والعملية التي بامكانك عملها وابدأ بعرض بعض منها على المريضة ولا تعرضها عليها دفعة واحدة فعمل اشياء صغيرة تقابل اهدافك افضل من تقديم مساعدة كبيرة ثم تفشل فيها لعدم قدرتك عليها. 6 تجنب المبالغة فالهدايا الكبيرة تجعل المريض في وضع محرج فتعامل مع حساسيته بشكل جيد. 7 استمع الى المريض وتأكد يا خالد ان الوقت هو الهدية التي بامكانك ان تقدمها دائما للمريض فحاول ان تقضي مع زوجتك وقتا عاديا ولكن وقت تستطيع الالتزام به ولو قليلا. 8 حاول اشراك الناس الآخرين. كن عادلا مع نفسك وكن على وعي بمحدودية قدراتك فكل مرافق او داعم يريد ان يعمل كل ما بوسعه لمساعدة المريض فسهل لهم مثل هذه المهمة وخفف على نفسك وهذه الامور كما ترى ليست سهلة ولكنها مهمة جدا فالاستماع الجيد منك للمريض يريحه جدا ويقربك منه اكثر واكثر ومن مهارات الاستماع التي يفترض ان تلم بها: * حاول ان تجلس في الوضع الصحيح امام المريضة. * تأكد مما اذا كانت المريضة تريد التحدث ام لا. * اصغي لها واشعرها بانك تصغي. * شجعها على الحديث. * لا تخف من وصف مشاعرك الخاصة امامها ولها. * تأكد من انك لم تسء الفهم. * لا تغير الموضوع اذا ارادت ان تتحدث عن موضوع بعينه. * شجع المريضة على استحضار الذكريات واللحظات السعيدة. * استجب من حين لآخر لروح الدعابة ولطف الاجواء. انا لا احب ان اطيل عليك ولكن ربما سألت عن موضوع هو هاجسي اليومي الذي نحاول من خلال مد يد المساعدة لمن هو في حاجة اليها. مرة اخرى اعانك الله وآجرك على مصيبتك واسعدك في دنياك وآخرتك ولأ بأس عليك ولا تنسانا في دعائك.