أي سر فيك يا هلال إني لست أدري... كل ما فيك بالأسرار يغري، خزائنك مترعة بالدروع والكؤوس والميداليات ومع ذلك مازلت بين غاد ورائح تذرع الفضاء شرقاً وغرباً نحو المزيد من البطولات والأمجاد... مرة تحضرها عنوة من جدة وهي راغمة! ومرة تغازلها في الرياض، فتنسل من يد خصمك وترتمي في أحضانك منتشية مزهوة فخورة بفارسها الذي قدم لها البذل والتضحية واللعب الرجولي مهراً غالياً، عجز الكل عن تقديمه... ولمَ لا تأتيك وأنت في كل موسم تكتب لها قصائد العشق... كل موسم يا هلال وأنت تروي لأجيالك أكثر من قصة مجد يقرأ فيها أنصارك صفحات الفخر التي تسعدهم، وترفع هاماتهم عالياً... فيحلقوا في السماء ليروك وقد توسطت كبدها حتى لو أعلنت هيئة الرؤية الشرعية استحالة رؤياك... كم أنت عالٍ يا هلال وأنت لا تُرى إلا في السماء... ألم يقل فيك الشعراء قصائد العشق وهم يرون فيك وجه الحبيب فكيف لا يرددوها لك وأنت الحبيب... هذا الشموخ الهلالي وسّع الفرق بينك وبين خصومك وأصابهم بالإحباط من البَوْنِ الذي يتوسع مداه عاماً بعد عام، فأشغلوا أنفسهم بتتبعك لانتقاصك وما دروا أنهم بذلك ينتقصون أنفسهم التي عجزت عن اللحاق بك...!. وبقدر ما ترتقي منصات التتويج وتفيض خزائنك يزداد عشاقك هياماً... ولا يَلِدُون الا هلاليين جدداً يحبون بالفطرة ويعتادون الفخر من الصغر حيث"لا هم ولا غم فما دمت هلالياً لا تهتم"هكذا يقولون... وأكاد أجزم أن الجيل القادم أزرق الهوى، ولوسألتهم عن السبب، لقالوا لا ندري هو سر أودعه الله في قلوبنا منذ أن أبصرنا زرقة السماء ورأينا أمجاد الهلال تترى ملء السمع والبصر، وعندها عرفنا أن هلالنا كالمتنبي مالئ الدنيا وشاغل الناس...!. كأسك ياهلال وتشبّثت بها على رغم أن أنياب"الليث"كادت تخطفها... هل من جديد... لا جديد هي رقم يصعب مهمة من يمنّي نفسه إدراكك، فحتماً ستنقطع أنفاسه قبل بلوغ مرامه... آلاف التهاني لعشاقك..."وتستاهل الأمجاد مجد وراء مجد يا هلال". منيرة القحطاني [email protected]