بأوراق مكشوفة يتواجه فريقا الشباب والهلال مساء اليوم على نهائي كأس ولي العهد، ويعي مدربا الناديين أنزو هكتور في الشباب وكوزمين في الهلال أن الفوز بكأس هذه البطولة سيزيح الكثير من الضغوطات النفسية والعصبية على لاعبيهم قبل التحول نحو البطولات المستحقة عليهما في الفترة المقبلة، التي بالكاد تحتاج للكثير من الدعم المعنوي والنفسي علاوة على وصول التركيز الذهني لمستوى مميز قبل الدخول في هذه المنافسات، خصوصاً الفريق الشبابي الذي ينتظره نهائي كأس الأمير فيصل أمام نادي النصر، والهلال سيدخل منعطفات الحسم نحو بطولة الدوري مع منافسه فريق الاتحاد، لذلك سيبحث كل مدرب في مباراة الليلة على العمل بكل جدية من أجل نيل لقبها، ولكن بطريقة متوازنة تضمن له ولفريقه عدم المبالغة والاندفاع الهجومي غير المبرر، الذي ربما يكلف الفريق الكثير من الصعوبات والمواجع لما بعد هذه المباراة. المفاجأة واردة الثبات العام في الناديين سواء في طريقة وأسلوب اللعب أو في ثبات العناصر المشاركة في التشكيل الرئيسي ربما نجد فيها بعض التبديلات بحسب الظروف المحيطة بالناديين، كما يحدث مع فريق الهلال والغياب"القسري"لمدافعه ماجد المرشدي جراء الإيقاف بالبطاقة الحمراء، لذلك سيكون أمام كوزمين خياران لا ثالث لهما في تعويض غياب المرشدي، إما بالاستعانة بفهد المفرج بجانب أسامة هوساوي، خصوصاً أنه يعي مدى الحاجة الماسة لرادوي في منطقة منتصف الملعب بجانب خالد عزيز نظراً للقوة المهارية والجماعية في الجانب الشبابي المتمثلة في عطيف أخوان مع كماتشو والبلوشي، أو ربما يبقي على رادوي في قلب الدفاع كما سارت معه مباراة النصر الماضية، وهو ما يعني الاستعانة بالخثران في محور الارتكاز، وان كان هذا الحل هو الصعب أمام كوزمين، وتبدو فرصة مشاركة العنبر بجانب القحطاني إحدى مفاجآت كوزمين أيضاً كحل ثالث، إلا أنه قد يكون مفاجأة كوزمين في هذه المباراة، أما الفريق الشبابي فتبدو مخططات هكتور شبه ثابتة حينما يبقي على الأسماء نفسها التي شاركت في المباريات الثلاث الماضية في تصفيات كأس ولي العهد، ولكن تبقى مفاجآت التشكيل والإحلال والتبديل في الشباب مفتوحة لحسابات معينة يهدف منها هكتور مفاجأة منافسه كوزمين في هذه المباراة. في الوسط لا مكان"للمتعة" أهمية مباراة اليوم تكتيكياً لن تترك الفرصة للاعبين أصحاب المهارة والموهبة أن يضعوا لهم بصمة كما تعودت الجماهير منهم، خصوصاً أن فرص التعويض صعبة للغاية في ظل تواجد أبرز لاعبي وسط الميدان في الملاعب السعودية كما هو في الهلال بتواجد الخماسي ويلهامسون والتايب وعزيز ورادوي وسيول، أو في الجانب الشبابي والمتمثل في الرباعي احمد وعبده عطيف وكماتشو والبلوشي، وستكون التعليمات صارمة لهذا الخط بأن يكون الأقوى والأشرس على الكرة طوال المباراة، لأن الغلبة والخطورة ستنطلقان من هذه المنطقة، فدقة التمرير موجودة مع التايب وويلهامسون وكماتشو وعبده عطيف وبراعة التوغل والمباغتة موجودة أيضاً في ويلهامسون وأحمد عطيف، وصرامة المراقبة تبقى في عزيز والبلوشي... إذاً من لديه القوة على امتلاك هذه المنطقة سيكون الأخطر والأقرب لكسب هذه المباراة. أسلوب اللعب"مغاير" على رغم النوايا الهجومية التي يلعب فيها الهلال والشباب دوماً إلا أنها تختلف في التنفيذ، فالشباب يعتمد على طريقة 4/4/2 والهلال 4/5/1، وعلى رغم هذا الاختلاف إلا أن الأهداف متشابهة من خلال سرعة الانتشار والتحول من الشق الدفاعي للهجومي، علاوة على الأدوار المهمة التي تنطلق من أطراف الملعب، فالهلال يعتمد على ويلهامسون يميناً وسول يساراً والشباب على ظهيري الجنب شهيل يساراً ومعاذ يميناً، لذلك من المتوقع أن تشهد أطراف الملعب تصادم في الرغبات الهجومية تبدأ من منتصف الملعب، وتبدو فرص بناء الهجمات من أطراف الملعب ضئيلة نتيجة للقوى المتواجهة في الفريقين، لذلك من المتوقع أن تتحول صناعة اللعب نحو منطقة العمق التي يبرز فيها التايب من الهلال وكماتشو أو عبده عطيف من الشباب، إلا أن وجود مهاجمين في الفريق الشبابي قد يجبر قلبي الدفاع وأحد محوري الارتكاز في الهلال على التراجع، ما يعني فتح ثغرة لكماتشو أو عطيف للتوغل واستغلال المساحة في التسديد أو التمرير. "الثابتة"وخطورتها على الفريقين ستكون حسابات الكرة الثابتة في مباراة اليوم حاضرة وبقوة أيضاً لمصلحة الفريقين أو ضدهما، خصوصاً في ظل مشاركة العناصر التي تجيد استغلال مثل هذه الكرات فالفريق الهلالي يجيد الاستفادة من الكرات الثابتة من أطراف الملعب، التي ترسل داخل منطقة الجزاء على رأس هوساوي وويلهامسون وسول والقحطاني، إضافة إلى المفرج والعنبر حال مشاركتهما، والفريق الشبابي يجيد التعامل مع الكرات الثابتة المواجهة لمرمى الدعيع في ظل وجود البرازيلي كماتشو بتصويباته الدقيقة خلف حائط الصد، أو في تسديدات حسن معاذ القوية ومن مسافات بعيدة. حسابات الشوطين الإضافيين من الأمور الفنية التي يحرص كل مدرب في الفريقين الاستحواذ عليها هو المخزون اللياقي، خصوصاً مع مباراة نهائية لا تقبل القسمة على اثنين، ويجيد فريق الهلال المحافظة على مخزونه اللياقي لآخر وقت من زمن المباراة إثر التكتيك الذي يرسمه كوزمين بتقارب الصفوف أثناء المباراة، إضافة إلى المخزون اللياقي المثالي عند لاعبي خط الوسط من دون استثناء، وهذا يختلف عما يقدمه لاعبو الشباب الذي يعتمدون كثيراً على الانطلاقات والجري بكرة ومن دونها، وربما هذا النهج يكلف الفريق منح منافسهم مساحات قد تحرج دفاعات الفريق مع كرات مرتدة من الجانب الهلالي. التشكيل المتوقع للقاء الليلة الهلال قد يزج بالدعيع وأمامه رباعي الدفاعي: نامي وهوساوي والمفرج والزوري وأمامه خماسي في الوسط يتكون من عزيز ورادوي وويلهامسون وسول والتايب، وفي المقدمة ياسر القحطاني وحيداً. وفي الشباب تبدو العناصر شبه ثابتة بوجود وليد عبدالله في المرمى وأمامه رباعي الدفاع معاذ والقاضي وصديق وشهيل، ويتكون رباعي الوسط من الأخوين عطيف وكماتشو والبلوشي، وفي المقدمة الشمراني وعجب.