توقع الجميع أن تكون البداية حذرة من الفريقين، لكن شوهد بدلا من ذلك تغيير في تكتيك الشباب؛ حيث لعب بنفس طريقة الهلال (4-5-1)، خاصة أن هيكتور كان يلعب في المباريات الماضية بطريقة (4-4-2)؛ نظرا إلى وجود صالح صديق ونايف القاضي والشهيل وحسن معاذ وطلال البلوشي في الوسط، مع عبدالملك الخيبري وعبده عطيف وأحمد عطيف وكماتشو كصانعي لعب، وناصر الشمراني في الهجوم. الحصة الأولى وانحصرت الكرة في أغلب أوقاتها بوسط الملعب الهلالي الذي سيطر على معظم فتراتها وضغط كثيرا على الشبابيين في ملعبهم، واستغل بعض الكرات المقطوعة عن طريق خالد عزيز ورادوي. وشكّل ويلي على الطرف الأيمن خطورة كبيرة وعطّل انطلاقات عبدالله شهيل، وكذلك حد وجود التايب على الطرف الأيسر من خطورة حسن معاذ في الطرف الأيمن الشبابي. الأفضلية في الطرف الأيسر كانت من نصيب الهلال بوجود عبدالله الزوري والتايب، وشاهدنا مشاركة ياسر في الكرات العرضية الطويلة المرسلة له، في ظل وجود نايف القاضي وصديق. وشاهدنا تهديدا شبابيا على المرمى الهلالي في آخر ثلث ساعة من الحصة الأولى، وكاد كماتشو أن يسجل الهدف الأول لفريقه من تسديدته التي مرت بجوار القائم الأيسر للدعيع. وعلى الجانب الهلالي كاد ياسر القحطاني أن يخطف الهدف الأول من عرضية ويلي، ولم يقدم عبده عطيف من الشباب وأحمد الفريدي من الهلال أي شيء في الحصة الأولى، فيما حاول التايب الهروب من المراقبة ولعب الكرة بشكل أسرع. عموما كانت الكفة متساوية في الهجمات والمستوى بالحصة الأولى، رغم امتلاك الهلال للكرة، ولم يُختبر الحارسان بكرات خطيرة غير كرة كماتشو وياسر. واستطاع المدرب كوزمين قراءة الفريق الشبابي بشكل جيد، وأيضا هيكتور الذي دخل بتشكيل وطريقة جيدة. ووُفّق المدربان في الحصة تكتيكيا وفنيا، في ظل سرعة وانحصار الكرة في وسط الملعب وقلة الفرص. وكان من المغامرة إدخال فهد المفرج منذ بداية الحصة الأولى رغم غيابه عن المباريات فترة طويلة، لكن كوزمين كان ذكيا في اختياره، وذلك عطفا على وجود مهاجم شبابي واحد في ظل امتلاكه لمحورين قويين كخالد عزيز ورادوي الذي يؤدي أداء جيدا في وسط الملعب أكثر من الدفاع، وبإمكانه القيام بأدوار هجومية ودفاعية في الوقت نفسه. والحل الوحيد للفريقين هو اللعب بالأطراف، وتغيير اللعب من اليسار إلى اليمين وفتح مجال للمهاجمين للتحرك والتسجيل. وبرز من الهلال ويلي في الحصة الأولى، وأحمد عطيف من الشباب. الحصة الثانية بدأت بنفس أسلوب وطريقة الأولى، وتواصل انحصار اللعب في وسط الملعب، وحاول هيكتور تغيير طريقة لعب الشبابيين بعد الإصابة التي تعرض لها ناصر الشمراني ودخل بديلا عنه البرازيلي فلافيو، ولعب في الوسط بالطريقة نفسها؛ خوفا من فقدان النتيجة، أما كوزمين فاستطاع السيطرة على وسط الملعب. وخشى هيكتور خسارة المباراة فعاد إلى طريقة الحصة الأولى، وانحصر اللعب في وسط الملعب. وكانت عرضية ويلي على رأس القحطاني أخطر فرصة في الحصة التي قلت فيها الفرص، وكان إخراج الفريدي عقلانيا؛ لحصوله على بطاقة صفراء وقلة عطائه، لكن كوزمين لم يوفق في اختيار البديل؛ بسبب بُعد سيول عن أجواء المباراة، وبالتالي لم يقم بأدواره المطلوبة في الدقائق العشر التي شارك فيها. التايب تواجد في الحصة بشكل قوي، ومرر مجموعة من الكرات بدقة عكس الحصة الأولى، في حين قل عطاء ويلي. وكان هناك نشاط واضح في وسط الفريق الشبابي؛ بسبب اللياقة العالية التي ساعدتهم على الاستمرار بالمستوى نفسه، واستطاعوا المشاركة في السيطرة على بعض مجريات الحصة. ومول أحمد عطيف وكماتشو ناصر الشمراني وأحمد عجب بالكثير من الكرات، وسدد حسن معاذ كرة خطيرة تصدى لها الدعيع. وقوة اللقاء وضحت في وسط الميدان لوجود أميز اللاعبين في خط وسط الفريقين، وتواصل الحذر في الحصتين الإضافيتين سيدفع المباراة إلى ركلات الترجيح، رغم وجود بعض الحلول الهجومية لدى المدربين على دكة الاحتياط، إلا أن تأثير المواجهة بصفتها نهائيا جعلت المدربين يعتمدان الحذر في الهجوم، واتجها بالتالي إلى تكثيف منطقة الوسط؛ للوصول إلى بر الأمان. الحصتان الإضافيتان من الطبيعي أن تنتهي المباراة 1/0؛ وذلك للتحفظ الذي كان عليه المدربان، وكانت هناك محاولات من الشباب لتسجيل هدف في الحصتين الإضافيتين؛ ما أتاح للهجوم الهلالي مساحات استغلها الزوري الذي لعب كرة عرضية على رأس المفرج استطاع منها إحراز هدف الفوز للهلال، وكان حسن معاذ قريبا من تسجيل التعادل لولا وجود الدعيع الذي كان يقظا طوال المباراة، وكان هناك اقتناع من المدربين بطريقة اللعب، واللعب على أخطاء الفريق الآخر، واستطاع الهلال أن يحافظ على طريقته واستغل خطأ وسجل هدفا كان هو الكفيل بإعطائه البطولة، وبذلك قدم الفريقان مباراة جميلة تليق بالنهائي رغم قلة الأهداف.