توقّع مدير إدارة الثروة العالمية في"ميريل لينش"غاري دوغن استمرار تذبذب أسعار النفط خلال العام الحالي وأن تدور حول 35 دولاراً للبرميل، وعلى أقل تقدير خلال الربعين الأول والثاني، لافتاً إلى أنه مع استمرار انخفاض النفط سيشهد العالم تراجعاً في التنقيب والبحث عن النفط لضعف عوائده. ولفت خلال مؤتمر حول وضع الاقتصاد العالمي في الرياض أمس إلى أن العامين المقبلين سيشهدان انخفاضاً في الطلب على النفط بشكل كبير، وتوقع ان ينخفض استهلاك النفط خلال الربع الأول من العام بنسبة 16 في المئة، وسيقوم منتجو النفط بخفض المعروض كثيراً في حال انخفض سعره عن 30 دولاراً. وأوضح أن منتجي النفط حققوا خلال الأعوام الستة الماضية عوائد مالية كبيرة، انعكست في السعودية في التوسع في البنية التحتية. وأكد دوغن أن الأزمة المالية ستسهم بشكل كبير في توجه بعض الدول الخليجية لفك ربط عملتها بالدولار، وربط عملاتها بسلة عملات، مشيراً إلى أن فرض قيود على عرض النفط سيسهم في ارتفاع سعر البرميل إلى 70 دولاراً. وأكد أن البنوك السعودية أقوى من نظيرتها الأميركية والأوروبية، جراء عدم مواجهتها للأزمة العالمية مباشرة، وأوصى المستثمرين بضرورة تحملهم لمخاطر على المدى المتوسط، مشيراً إلى أنهم سيحققون من وراء ذلك أرباحاً كبيرة. وحذّر المستثمرين من صناديق التحوط التي انخفضت خلال الشهر الماضي فقط بنسبة تصل إلى 75 في المئة، من 3 تريليونات دولار إلى تريليون دولار، ورجّح أن تستمر في الانخفاض بشكل كبير خلال العام الحالي. وتطرق دوغن إلى العقارات، ورجح ان تشهد انخفاضاً كبيراً خلال الأشهر المقبلة، خصوصاً في أميركا وبريطانيا، كما حذّر من الاستثمار في الأسواق الناشئة والجديدة، متوقعاً نمواً بالسالب للأسهم خلال العام الحالي لمختلف بورصات الأسهم العالمية، إلا أنه لن يكون عاماً كارثياً مثل العام الماضي. وأوضح أن الديون ستتراكم على غالبية دول العالم بشكل كبير خلال العام الحالي بسبب الأزمة العالمية، غير انه أشار إلى وجود إيجابيات للأزمة منها تراجع معدل الفائدة، وهبوط التضخم، واصفاً العام الحالي بأنه عام التعديل الاقتصادي العالمي. وحذّر البنوك العالمية من خفض التمويل والإقراض، موضحاً ان الدراسات توضح استمرار التعديل في الاقتصاد لأربعة أعوام أخرى، ما سينعكس على الناتج القومي الوطني لجميع دول العالم، مشيراً إلى أن نمو الاقتصاد العالمي بلغ عام 2007 نحو 4.8 في المئة، فيما كان العام الماضي 3.4 في المئة، أما العام الحالي فسينخفض النمو إلى 0,6 في المئة، قبل أن يتحسن العام المقبل إلى 3.1 في المئة. وحذّر مدير إدارة الثروة العالمية في"ميريل لانش"من أن العالم سيعيش انكماشاً اقتصادياً كبيراً لمدة تتراوح بين 10 و 15 عاماً، مؤكداً أن الأسعار ستشهد انخفاضاً كبيراً، كما ستتراجع أرباح الشركات بنسبة تصل إلى 16 في المئة، داعياً إلى استغلال هذا الانخفاض في الاستحواذ على سندات وأسهم طويلة الأجل، والتي وصلت إلى أسعار لم تصل إليها سابقاً. وحث على الاستثمار في مجال الذهب الذي قال إنه سيشهد نمواً كبيراً، إذ إن سعر الأونصة للربع الأول من العالم الحالي سيرتفع إلى 1100 دولار، وسترتفع خلال الربع الثاني إلى 1150 دولاراً، ما يدل على ارتفاع الطلب، ومن المحتمل انخفاض سعر الدولار أيضاً.