تخشى الطفلة"ريناد"البالغة من العمر خمسة أعوام، أن تبزغ شمس يوم 25 محرم الجاري، فلا تستطيع رؤية بقية ساقها، التي حدد الأطباء بتر الجزء العلوي منها، وذلك بسبب"الغرغرينة"التي رافقتها منذ زفراتها الأولى حينما أبصرت عيناها النور. تحكي والدة ريناد ل"الحياة"القصة قائلة:"بدأت معاناة طفلتي ريناد منذ حملت بها، حينما تم تعييني معلمة في احد القرى، إذ كنت أذهب يومياً إلى المدرسة، وأتحمل مشقة الطريق وعناءه وأنا حامل، حتى تعرضت وجنيني إلى ولادة مبكرة، فاضطررت إلى المكوث في المستشفى شهراً كاملاً بأمر الأطباء في مستشفى الولادة في المدينةالمنورة، ما تسبب لي في فقدان ماء الرحم، فأصيبت الطفلة بتسمم أدى إلى إصابتها بالغرغرينة في إحدى قدميها"، مؤكدة أن الأطباء أمروا على الفور ببترها بعد الولادة بساعتين. وتابعت ريناد معاناتها سنة تلو الأخرى، وهي تنمو بثلاثة أطراف، حتى تقدمت والدتها إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ببرقية تحتفظ"الحياة"بنسخة من الموافقة لها على السفر واستكمال العلاج في الخارج، قبل أن يتم بتر الجزء العلوي من القدم نفسها. وبالفعل جاءت الموافقة السامية وصرف العلاج لها، وتسلمت نفقة السفر للعلاج، الذي يقضي بزرع ساق في ألمانيا. وتضيف والدة ريناد:"بعد أن شعرت طفلتي بالتحسن بعد عامين من العلاج، أوقفوا العلاج عن طفلتي، وحوّلت إلى مستشفى التخصصي في الرياض، وهناك قرر الأطباء بتر بقية القدم، لأنه الحل الأخير لديهم، لعدم توافر زرع الأعضاء في السعودية". لافتة إلى إن التقارير الطبية الصادرة عن ألمانيا تؤكد استجابة ريناد للعلاج، وضرورة متابعة علاجها هناك، تحتفظ"الحياة"بنسخة من تلك التقارير، مستطردة:"ولكن ها هي الآن تنتظر تقرير مصيرها ببتر بقية الساق، ولا أعلم هل سيكون مصيرها أن تكون طوال حياتها معرضة لبتر أجزاء جسمها الصغير"! ولا تخفي والدة الطفلة أن مصاريف العلاج أرهقتها،"أسكن حالياً في سطح أحد المنازل من دون عائل، فزوجي هجرني ولم يعد يسأل عني ولا عن أبنائه الثلاثة الذين خلفهم وراءه"، مشيرة إلى أن الآثار السلبية لمرض ابنتها طاولت شقيقيها. وتسدد أم ريناد أقساطاً مختلفة كانت اقترضتها لعلاج ابنتها، إذ لا تجد أحياناً ما تسد به رمقها ورمق أطفالها، بعد أن صدت كل الأبواب في وجهها، خصوصاً أبواب الجمعيات الخيرية، لأنها غير مطلقة ولا أرملة. ولا تزال الطفلة"ريناد"تحت وطأة المصير المجهول، تكبر وهي معاقة تترقب بصيص أمل وهي تنتظر مصيرها الذي سيقرره الأطباء حتما ب"البتر".