كادت طفلة، لم تتجاوز عامها الثاني بعد، ان تعيش بقية حياتها بتسعة أصابع، بسبب «خطأ» في التشخيص، وقع فيه طبيب في مستشفى أهلي، بيد ان زميله في مجمع الدمام الطبي (حكومي)، أنقذ الطفلة من بتر أصبعها، وأعاده إلى موضعه. ويقول محمد أحمد، والد الطفلة «إيلان» (عام وتسعة أشهر) ل«الحياة»: «تعرضت ابنتي مساء الثلثاء الماضي إلى حادثة انغلاق باب المنزل على يدها اليمنى، ما تسبب في بتر عقلة بنصرها، فذهبت بها إلى مستشفى أهلي قريب من منزلنا، وعاينها الطبيب المناوب في قسم الإسعاف، وأكد ضرورة بتر كامل الأصبع، بعد أن أبدى، خشيته، من أن يُصاب حال الإبقاء عليه، ب «الغرغرينا»، مرجحاً، أن تسري، إلى بقية الجسد». وشعر والد الطفلة بالاستياء، حين «رفض المستشفى الأهلي، تقديم أي إسعافات إلى الطفلة، التي كانت تنزف، قبل أن يتم فتح ملف لها ب40 ريالاً، وأن يجرى لها أشعة اكس ب160 ريالاً، ولأن المبلغ لم يكن في حوزتي حينها، إذ خرجت من المنزل مفزوعاً لما أصاب ابنتي، فيما رفض المستشفى سحب المبلغ بواسطة بطاقة الصراف الآلي، بحجة تعطل جهازهم. ما اضطرني إلى الخروج من المستشفى، بحثاً عن صراف». وزاد استياء الأب لأنه «حين توفر المبلغ المطلوب، صعقني إلحاح الطبيب على ضرورة عدم التأخر في إجراء عملية القطع، وعندما تساءلت: ألا يوجد حل أفضل من هذا؟»، رد الطبيب ساخراً: «نعم، اذهب بها إلى أميركا!». لكن أحمد، الذي أشفق على طفلته، من المصير الذي ينتظرها، لو سلمها إلى مبضع الجراح، لم يتردد في الانصراف من المستشفى الأهلي، بعد مضي نحو ساعة من الأحاديث «العقيمة»، وتوجه بطفلته، ليس إلى أميركا، كما أشار عليه الطبيب، ساخراً، بل إلى مكان لم يستغرق مسافة الطريق إليه بالسيارة، أكثر من 20 دقيقة، إذ توجه بالطفلة إلى إسعاف برج الدمام الطبي، الذي «نجح في إعادة البسمة إلينا جميعاً، بعدما أكد الطبيب المناوب فيه عدم حاجة إصبع الطفلة إلى القطع، وقام في وقت وجيز بعملية خياطة بسيطة له، لم تتجاوز الغرزتين». ولفت أحمد إلى نيته في «رفع شكوى إلى وزارة الصحة، ضد المستشفى الأهلي»، الذي تحتفظ «الحياة» باسمه.