لا أريد أن أكون"متشائماً"، ولا أريد أن أكون ممن قال عنهم الأمير خالد الفيصل،"مروجو ثقافة الإحباط". فأنا لست"متشائماً"ولا"محبطاً"... ولكنني أريد أن أكون"واقعياً"و"مجرداً"، كما أريد أن نواجه مشكلاتنا ب"شفافية"، وواقعنا ب"موضوعية". فعلماء الإدارة يؤكدون أن أول خطوة حقيقية لحل أي مشكلة هي تحديدها ب"صدق"ومن دون"مواربة". "نحو العالم الأول"... هذا هو الشعار الرائع الذي أطلقه"أمير مكة"عنواناً لخطة"عشرية"، تهدف إلى نقل"منطقة مكةالمكرمة"إلى مصاف العالم الأول في غضون 10 سنوات عبر مشاريع تنموية في"المكان"و"الإنسان"، وعبر العودة لتعاليم"الإسلام"الحقيقية التي دعا إليها قائد الأمة"الحبيب"محمد صلى الله عليه وسلم منذ 14 قرناً. هذا"الهدف"السامي، وهذه"الخطة"المميزة التي عمل عليها أكثر من"120"مفكراً وباحثاً من خيرة"عقول"السعودية عموماً، ومنطقة مكةالمكرمة خصوصاً، في رأيي المتواضع أنها ستواجه"تحديات"كبيرة وكثيرة... فالمهمة ليست"سهلة"، ولا نقول إنها"مستحيلة"... ولكن كيف لنا أن ننتقل كمجتمع وكمنطقة إلى العالم في ظل وجود مؤسسات"مجتمع مدني"متهالكة، ولا تقوم بدورها"التنموي"الحقيقي، ولا تشارك بأي حال من الأحوال في"تقدم"الإنسان والمكان في المنطقة. نظرة سريعة على أحوال مدينة مكةالمكرمة، على سبيل المثال، ستؤكد لنا"من دون شك"أن الأوضاع لا تسر أبداً، فواقع الحال يدل على أن التراجع قد أصاب معظم مؤسسات هذه المدينة"الطاهرة"، دعونا"نشخّص"مثلاً حال"الجامعة"و"الصحيفة"و"النادي الرياضي"و"المدينة الصناعية"و"الوضع الاستثماري"و"الوضع التعليمي"وبقية منظومة"المؤسسات"وحتى"الإدارات الحكومية"وما تحمله من"بيروقراطية"و"عدم مقدرة"على أداء العمل بشكل"متطور"يتناسب مع"القرن"الذي نعيش فيه. دعونا"نتساءل"بمنتهى"التجرد"، ما واقع الحال في مكةالمكرمة على المستويات كافة،"الثقافي"و"الأدبي"و"التجاري"و"الصناعي"و"الاجتماعي"... وغيرها؟ وما واقع"مشاركة"المرأة في هذا"الحراك"؟ إن سلّمنا أن هناك"حراكاً"على هذه المستويات... وما ينطبق على مدينة مكةالمكرمة، ربما ينطبق بشكل"أقل"على مدينة جدة، التي تعد أفضل حالاً"نوعاً ما"، على رغم معاناتها هي الأخرى من"المياه"و"الصرف"و"الحفر"و"العشوائيات"وقلة أماكن"التنزه"المتوافرة وغيرها... ولكن ينطبق بشكل"أكثر"على مدن أخرى مثل"الطائف"، التي لم نعد نسمع عن"وجود حقيقي"لهذه المدينة على خريطة"المصايف"السعودية، وخريطة"الحراك"المجتمعي. وطموح"الأمير"كبير، وقد وضع في الفترة الماضية يده على"المشكلات"التي تعاني منها"منطقة مكةالمكرمة"ومدنها الرئيسة"مكة، جدة، والطائف"وقراها، التي من أهمها:"العشوائية"و"الفساد المالي"و"المتخلفون"و"غياب التنظيم الإداري"و"تفشي ثقافة الرشوة"و"الالتفاف على النظام"و"ضعف مؤسسات المجتمع المدني"و"غياب التخطيط"و"عدم وضوح الرؤى والهدف"و"ضعف التعليم"وغيرها من المشكلات... كثير جداً. لقد اتضح من اطلاعي على الخطة التي شارك بها عدد كبير من الأكاديميين، أمثال وكيل الإمارة"د. عبدالعزيز الخضيري"، والخبير الإداري"د. إبراهيم شقدار"، أنها وضعت في الاعتبار وجود مشكلات كثيرة في المنطقة، وهي خطة طموحة وتمثل لنا، نحن أهالي المنطقة، أملاً كبيراً... ولكن المشكلة الكبرى"في اعتقادي"تكمن في مدى استيعاب"القطاع الخاص"و"مؤسسات المجتمع المدني"و"المواطنين"لدورهم في هذه الخطة التي نحلم بها جميعاً، ونتمنى أن تحقق واقعاً ملموساً. فمن دون تحسن الجامعات والأندية الأدبية والصحف والمدارس والإدارات الحكومية والأندية الرياضية والمجالس البلدية والجمعيات الخيرية والمؤسسات الأهلية، ومن دون مشاركة رجال المال والإعلام، ورجال الأمن والفكر، ومن دون مشاركة المواطن وكذلك المواطنة... لن يتحقق شيء ولن نتقدم... وكما هو معروف أن من"لا يتقدم"..."يتقادم"... و"يتراجع". [email protected]