احتج عدد من أولياء الأمور في حي عتيقة على نقل أبنائهم من الدوام الصباحي إلى المسائي، الذي ما زال مستمراً منذ ثلاثة أعوام بحجة ترميم مدرستهم، مهددين بمنع أبنائهم من الذهاب إلى المدرسة إن استمرت هذه الحال، ولم يجدوا آذاناً صاغية في وزارة التربية. وأكد بندر الخالدي ولي أمر طالب الذي تحدث بالنيابة عن 30 شخصاً من أولياء أمور الطلاب الذين تقدموا بشكواهم إلى"الحياة"أنهم منذ ثلاثة أعوام ينتظرون إعادة أبنائهم إلى الدوام الصباحي، من دون جدوى، ما أضرّ بالحال النفسية لأبنائهم. وذكر أن ذلك تسبّب في تدني مستواهم التعليمي بسبب الضغوط النفسية التي يمرون بها، فابنه مثلاً لم يعد يرغب في الدراسة نهائياً، ما تسبب في تدني مستواه التعليمي. وأشار إلى بعض المشكلات التي تواجه أطفالهم، كتساؤلهم الدائم عن سبب نقلهم من الدوام الصباحي إلى المسائي، ودخولهم المدرسة أثناء خروج الطلاب الآخرين، ما يؤدي إلى حدوث مشاجرات بين الطلبة، خصوصاً أن بعض طلاب الفترة الصباحية يصفون طلاب الفترة المسائية ب"غير المسلمين". يقول الخالدي إن بعض أولياء الأمور صدموا عند سؤال أبنائهم لهم:"هل نحن مسلمون أم لا؟"وعند الاستفسار عن سبب السؤال، أجابوهم بأن طلبة الدوام الصباحي ينادونهم بغير المسلمين، كونهم يدرسون في المساء، الأمر الذي أثّر في نفسيات الطلاب وجعلهم يطلبون من أولياء أمورهم عدم الذهاب إلى المدرسة. وهدد الخالدي باسم أولياء أمور طلبة مدرسة البحتري في حي عتيقة بمنع أولادهم من الذهاب إلى المدرسة في ظل هذه الظروف"السيئة"، مطالباً وزير التربية بحل المشكلة في أسرع وقت. وأوضح أن إدارة المدرسة أرسلت تعميماً لأولياء الأمور قبل أيام بضرورة تأخير دوام أبنائهم إلى الساعة 12,45 ظهراً بدلاً من الساعة 12 ظهراً، تحاشياً لاصطدام الطلاب ببعضهم بعضاً، الذي بات يحدث بشكل يومي،"ناهيك عن وجود يومي لسيارات بعض المستهترين الذين لا هم لهم سوى"التفحيط"أمام المدرسة ما قد يحدث ما لا تحمد عقباه". وتساءل الخالدي عن جدوى إغلاق مدرسة البحتري الابتدائية في حي عتيقة ونقل الطلاب إلى مدرسة أم القرى منذ ثلاثة أعوام من دون إيجاد حل مناسب للمشكلة من وزارة التربية، مشيراً إلى أنهم ما زالوا يتلقون وعوداً من إدارة المدرسة منذ أعوام بنقل أبنائهم إلى الدوام الصباحي، وحتى اليوم لم يتم نقلهم. وذكر أن ترميم مدرسة في وزارة التربية يستغرق ثلاثة أعوام، بينما يتم بناء مدارس كاملة في المنطقة ذاتها خلال فترة وجيزة لا تتعدى عاماً واحداً، مشيراً إلى أن حجة المدرسة تكمن دائماً في المقاول الذي يتحججون به حتى اليوم. من جانب آخر، نفى المدير العام للتربية والتعليم في منطقة الرياضبنين الدكتور عبدالعزيز الدبيان أن توجد مدرسة تم تحويلها إلى الدراسة المسائية، مؤكداً في الوقت ذاته عدم وجود أي مدرسة ضمن مدارس المنطقة طلابها يدرسون خلال الفترة المسائية من دون أن يتم الانتهاء منها حتى الآن. وشدد أنه إذا كانت هناك أي ملاحظات أو استفسارات من أولياء أمور الطلاب فباب الإدارة مفتوح، مضيفاً أن جميع المدارس التابعة للمنطقة تم الانتهاء من ترميمها خلال فترة الصيف. وأشار الدبيان إلى أنه في بداية العام الدراسي وبسبب عدم اكتمال عمل المقاول الذي تعهد بإنجاز ترميمات المدارس، تم تحويل بعض المدارس من الدوام الصباحي إلى المسائي ولفترة أسبوعين إلى ثلاثة فقط، ومن ثم تم نقلهم مرة أخرى إلى الدوام الصباحي في مدارسهم الأصلية. يذكر أن عدد المدارس في منطقة الرياض التعليمية يبلغ 1767 مدرسة في مراحلها الثلاث، يدرس فيها أكثر من 400 ألف طالب، وعدد المعلمين 35 ألف معلم في جميع التخصصات التربوية.