قضى مئات الطلاب في العاصمة الرياض أول أيام الدراسة من العام الجديد خارج جدران مدارسهم، بعد أن فوجئوا وأولياء أمورهم بأبواب مدارسهم «موصدة»، تحت حجة «عدم انتهاء أعمال الصيانة والترميم» فيها هذه المدارس. يأتي ذلك في وقت بقي فيه آلاف الطلاب من سعوديين ومقيمين بعيدين عن مقاعد الدراسة، بسبب تسجيلهم في قوائم الانتظار للقبول في مدارس عدة حول الرياض، بحسب مصادر داخل الوزارة. وطالب أولياء أمور طلبة بمعاقبة المسؤولين عن ذلك، سواء كانت من يخصه الأمر في وزارة التربية والتعليم أم المقاولين المتعثرين في استكمال مشاريع الترميم والصيانة، وتطبيق عقوبات بحقهم، ولا سيما أن أعمال الترميم بدأت قبل نهاية العام الدراسي الماضي. وقال والد الطالب محمد في المرحلة المتوسطة (تحتفظ «الحياة» باسمها): «مع أن أعمال الصيانة والترميم بدأت قبل الانتهاء من العام الماضي إلا أنها لا تزال مستمرة، ولم تنته». في حين أكد والد أحد الطالبات بمدرسة قرطبة الابتدائية أنه تم وعدنا بأن يتم إلحاق الطالبات بداية العام الجديد، إلا أن أعمال الترميم لم تنته حتى الآن، وعلمنا أن المعلمات والمراقبات يباشرن عملهن في مركز الإشراف». في حين رأى ولي أمر طالب أن المشكلة لا تكمن فقط في التأخر في إنهاء أعمال الصيانة والترميم «فهناك مدارس حولت دوامها مساءً»، متسائلاً: «ما هو ذنب الطالب إذا كان الخلل من إدارة المدرسة؟ ولماذا لا يكون هناك نظام رادع، لأننا تعبنا من الحديث والوعود، ونتمنى أن نلمس شيئاً على أرض الواقع. وحاولت «الحياة» الاتصال بالمدير العام لتعليم الرياض الدكتور إبراهيم المسند للرد على الاستفسارات، ولكن لم يتم الرد. يذكر أن عدد المدارس المستأجرة التابعة لوزارة التربية والتعليم بلغ أكثر من 4 آلاف مدرسة لجميع المراحل التعليمية الثلاث من الجنسين، ولا تزال الوزارة تقوم باستئجار المباني لتخفيف الضغط في بعض المدارس. ويبلغ عدد المدارس في المملكة الحكومية والمستأجرة أكثر من 33 ألف مدرسة، بينما يبلغ عدد المدارس الأهلية في المملكة أكثر من 6 آلاف مدرسة للمراحل التعليمية الثلاث. وفي منطقة الرياض يوجد أكثر من 300 مدرسة بنين وبنات مستأجرة، في وقت تؤكد فيه مصادر أن إدارة التربية والتعليم في منطقة الرياض لا تزال تبحث عن مبانٍ بديلة لاستئجارها، إذ أبرمت الإدارة عقوداً لمبانٍ مستأجره للعام الدراسي الحالي لأكثر من 35 مدرسة بنين وبنات في أحياء عدة، خصوصاً تلك التي تعاني من كثافة سكانية، في ظل وجود آلاف الطلاب والطالبات في قائمة الانتظار للحصول على مقاعد دراسية. وتحاول إدارة التربية والتعليم في منطقة الرياض حل مشكلة «قوائم الانتظار» في الطالبات في القائمة من خلال تحويل بعض المدارس التابعة إليها إلى الدراسة المسائية، لتخفيف الضغط الحاصل عليها، في حين وصل عدد المدارس التابعة لتعليم منطقة الرياض بنين وبنات أكثر من 3500 مدرسة، فيما يبلغ عدد الطلاب والطالبات في المراحل التعليمية الثلاث أكثر من مليون طالب وطالبة، بينما يتجاوز عدد المعلمين والمعلمات في جميع المراحل التعليمية الثلاث أكثر من 80 ألفاً.