أفطرت نهار رمضان بقصد التدخين والأكل، فواقعت زوجتي على أنه لم يحصل الإيلاج. فقط كان الوقوع سطحياً عذراً للإفطار. وكان ذلك خمسة أيام فما الواجب علي فعله. - إذا كان قد أولج في الأيام الخمسة، فإنه يجب عليه خمس كفارات المذكورات في الحديث وهي لكل جماع عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً. وإذا لم يولج وإنما أمنى في غير الفرج، ولم يلتق الختانان، ولم يتحقق الجماع فعليه قضاء الأيام التي أفطر فيها. وهو آثم وعليه أن يتوب إلى الله. عبدالمجيد الريمي الهتاري مدرس في مركز الدعوة العلمي في صنعاء في شهر رمضان الماضي جامعت زوجتي بعد أذان الفجر، جاهلاً بدخول الفجر مع الإهمال بعدم التحري واتخاذ الأسباب، وكنت أثناء المعاشرة أحدث نفسي هل أذن أم لم يؤذن، ومع ذلك أكملت المعاشرة، وعند الانتهاء تأكد لي دخول الفجر أثناء الجماع، لأنني اغتسلت وأدركت صلاة الفجر مع جماعة المسلمين. أفتوني وجزاكم الله خيراً. - فإن كنت حال مواقعتك لزوجتك شاكًّا في دخول وقت الفجر، أي لا تدري هل دخل الوقت أم لا فصيامك صحيح، لما تقرر شرعاً بأن اليقين لا يزول بالشك، اذ إنك استصحبت اليقين، وهو بقاء الليل، فلا يزول هذا اليقين بالشك في دخول وقت الفجر. أما إن كنت في الحال المذكور غلب على ظنك دخول الوقت، ومع هذا تجاهلت هذا الظن الغالب لغلبة شهوتك، كما هو ظاهر سؤالك - وأنت أعلم بحالك - فحينئذ يجب عليك مع التوبة القضاء والكفارة، لأن الظن الغالب في الشرع كالمحقق، كما هي القاعدة الشرعية. والله تعالى أعلم. د. يوسف بن أحمد القاسم عضو هيئة التدريس في المعهد العالي للقضاء قولهم: ومن نوى الإفطار أفطر هل هو وجيه؟ - نعم هو وجيه، وذلك أن الصيام مركب من حقيقتين: النية وترك جميع المفطرات، فإذا نوى الإفطار، فقد اختلت الحقيقة الأولى وهي أعظم مقومات العبادة، فالأعمال كلها لا تقوم إلا بها. ومعنى قولهم: أفطر، معناه: أنه حكم له بعدم الصيام، لا بمنزلة الآكل والشارب، كما فسروا مرادهم. ولذلك لو نوى الإفطار وهو في نفل، ثم بعد ذلك أراد أن ينوي الصيام قبل أن يحدث شيئاً من المفطرات جاز له ذلك، لكن أجره وصيامه المثاب عليه من وقت نيته فقط، وإن كان الذي نوى الإفطار في فرض، فإن ذلك اليوم لا يجزئه ولو أعاد النية قبل أن يفعل مفطراً، لأن الفرض شرطه أن النية تشمل جميعه من طلوع فجره إلى غروب شمسه بخلاف النفل. وها هنا فائدة يحسن التنبيه عليها، وهي أن قطع نية العبادة نوعان: نوع لا يضره شيء: وذلك بعد كمال العبادة، فلو نوى قطع الصلاة بعد فراغها أو الصيام، أو الزكاة، أو الحج أو غيرها بعد الفراغ ، لم يضر لأنها وقعت وحلت محلها، ومثلها لو نوى قطع نية طهارة الحدث الأكبر أو الأصغر بعد فراغه من طهارته، لم تنتقض طهارته. والنوع الثاني: قطع نية العبادة في حال تلبسه بها، كقطعه نية الصلاة وهو فيها، والصيام وهو فيه، أو الطهارة وهو فيها، فهذا لا تصح عبادته ومتى عرفت الفرق بين الأمرين، زال عنك الإشكال. الشيخ عبدالرحمن السعدي مرضت قبل يوم، وعند صلاة الفجر لم أستطع القيام في الركعة الأولى، وجلست وأحسست بدوخة ونويت الفطر وبعد الصلاة عزمت على الشرب، ولكن ولله الحمد عندما وصلت البيت نمت إلى الظهر، وأحسست بالتحسن وواصلت الصيام. والسؤال: هل علي إثم أو كفارة لعزمي على الفطر ولم أفطر؟ أفتونا مأجورين. - فما دمت نويت الفطر بعد طلوع الفجر فقد فسد صومك، لأن في ذلك قطعاً لنية الصوم أما الإثم فلا، لأنك قد نويت الفطر وعزمت على الشرب لمرضك، لا لشهوة في نفسك. ويجب عليك أن تقضي ذلك اليوم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. سامي بن عبدالعزيز الماجد عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حكم القيء في نهار شهر رمضان هل يبطل صومي بذلك؟ - إذا قاء الإنسان متعمداً فإنه يفطر، وإن قاء بغير عمد فإنه لا يفطر، والدليل على ذلك حديث أبي هريرة ? رضي الله عنه - أن النبي ? صلى الله عليه وسلم- قال:"من ذرعه القيء فلا قضاء عليه، ومن استقاء عمداً فليقض"أخرجه أبو داود 2480، والترمذي 720. فإن غلبك القيء فإنك لا تفطر، فلو أحس الإنسان بأن معدته تموج وأنها سيخرج ما فيها، فهل نقول: يجب عليك أن تمنعه أم تجذبه؟ لا، لكن نقول: قف موقفاً حيادياً، لا تستقيء ولا تمنع، لأنك إن استقيت أفطرت، وإن منعت تضررت، فدعه إذا خرج بغير فعل منك، فإنه لا يضرك ولا تفطر بذلك. الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -