نجح فريق طبي في مجمع الدمام الطبي في إعادة قفص صدري لصبي لم يتجاوز ال15 من عمره، إلى وضعه الطبيعي، بعد ان كان يعاني تشوهاً خلقياً. وتكمن أهمية العملية في أنها الأولى التي تجرى في المنطقة الشرقية بواسطة المنظار، وفي تقليص مدة العملية، وأيضاً تقليل نسبة الخطورة فيها، وأيضاً تخفيف المضاعفات الجانبية. وأوضح مدير المجمع الدكتور محمد الحارثي، أن العملية التي استغرق إجراؤها ساعة ونصف الساعة،"أجريت بمشاركة أطباء من مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، ومدينة الملك فهد الطبية، ومستشفى الملك خالد الجامعي في الرياض، وهي الأولى من نوعها في مستشفيات المنطقة الشرقية التي يستخدم فيها المنظار، ومن دون تسجيل مضاعفات جانبية، أو ان تشكل خطورة على حياة المريض". وأبان الحارثي، أن مثل هذه العمليات"كانت تجرى في السابق بفتح الصدر، وكسر المنطقة المشوهة من القفص الصدري، وإعادة تثبيتها من جديد، وهي عملية نازفة، وتستوجب شقاً جراحياً كبيراً، وتعد من العمليات الصعبة، ولكن مع تطور الطب، وتوافر التجهيزات الطبية أصبح الوضع مختلفاً تماماً، ما أتاح لجراحي مجمع الدمام الطبي تحقيق إنجازات طبية متميزة". من جهته، أكد استشاري جراحة المناظير في مستشفى الملك خالد الجامعي الدكتور عايض القحطاني، الذي كان ضمن الفريق الطبي الذي أجرى العملية، أن"تصحيح مثل هذه التشوهات في السابق كان بحاجة إلى تدخل جراحي مفتوح، لإزالة كل الغضاريف المسببة للتشوه، ما يستغرق وقتاً طويلاً يتجاوز أربع ساعات، وقد يحتاج المريض خلالها إلى نقل الدم. بيد أنه ظهرت في السنوات الأخيرة، تقنية جديدة، تعتمد على المنظار والتدخل الجراحي الأقل تأثيراً على المريض"، مشيراً إلى أنه"تم إدخال هذه التقنية للمملكة كأول دولة في الشرق الأوسط". وأبان القحطاني أن العملية"تتم بعد إجراء الفحوصات اللازمة، من خلال تخدير المريض تخديراً كاملاً، مع وضع أنبوبة في الظهر، للتحكم في الألم بعد العملية، وتحدد بعد ذلك نقاط الانخفاض والارتفاع على جانبي القفص الصدري، ومكان إدخال الداعمة على جانبي الصدر، وتحديد المقاس الخارجي لها، بدءاً من خط مركز الإبط على الجهتين، وفتح الجلد في الجهة اليمنى بمقدار 2.5 سم، وكذلك في الجهة المقابلة بين خط الإبط الأمامي والوسط، إذ يتم رفع الجلد حتى الوصول إلى أعلى نقطة على الجانبين، ويتم الدخول إلى القفص الصدري عند أعلى نقطة من الجهة اليمنى، بعد إدخال المنظار من الجهة ذاتها، ثم يتم إدخال مجس خاص من اليمين ليخرج من جهة اليسار تحت النظر والمتابعة بواسطة المنظار. ويتم إدخال الداعمة بعد وضعها في شكل القفص الصدري في مكان المجس، ومن ثم ترفع هذه الداعمة وتثبت على الجهتين في معظم الحالات".