سجلت أسعار صهاريج وايت المياه الصالحة للشرب والاستعمال، بمختلف أحجامها في منطقة عسيروالمحافظات التابعة لها، ارتفاعات قياسية تجاوزت 350 في المئة، بسبب أزمة المياه التي تشهدها المنطقة، والمتوقع استمرارها فترة طويلة مع انطلاق فعاليات الصيف لهذا العام، وتزايد عدد السياح. وبلغ سعر الصهريج سعة 12 متراً في بعض المحافظات أكثر من 300 ريال، في مقابل 80 ريالاً قبل موسم الصيف، فيما بلغ سعر الصهريج سعة 14 متراً 350 ريالاً، مرتفعاً 140 ريالاً، أما الصهريج سعة 16 متراً، فسجل سعره 500 ريال في بعض المناطق البعيدة عن المحافظات في مقابل 180 ريالاً. وقال فهد بن شويل مستثمر في نقل المياه بواسطة الصهاريج،"إن أزمة المياه في محطات منطقة عسير والآبار والعيون في مختلف القرى والمحافظات التابعة لها عادت مجدداً خلال الأيام الماضية، بعد أن شهدت خلال الشهر الماضي استقراراً في التوزيع والتوصيل والأسعار". وأضاف ل"الحياة""إن محطات التوزيع في كل من أبها وخميس مشيط وأحد رفيدة شهدت على مدى اليومين الماضيين، تجمعاً كبيراً من المواطنين والمقيمين الراغبين في الحصول على حصصهم من المياه، وسط شح في المياه وتخوف الكثير منهم من امتداد الأزمة لشهر رمضان المقبل". وأكد شويل أن هناك قرى ومحافظات ارتفعت فيها أسعار المياه بأكثر من 350 في المئة، مطالباً الجهات المختصة بالعمل على توفير المياه لحل تلك الأزمة. ويقول المواطن عبدالرحمن بن صالح، إن شح المياه في المنطقة أصبح ظاهرة سنوية يعاني منها المواطنون والمقيمون، وتهدد كثيراً من مناطق المملكة، خصوصاً في ظل عدم نزول الأمطار بشكل كاف على الكثير من مناطق المملكة. واتهم ملاك الفنادق والشقق المفروشة والوحدات السكنية بأن لهم دوراً كبيراً في رفع أسعار المياه وسحب كثير منها من محطات التحلية، ما تسبب في نشوب الأزمة، خصوصاً مع الإقبال المتزايد عليها من السياح، اذ بلغت نسبة الإشغال في الشقق والفنادق 100 في المئة. وأشار إلى أنه خلال اليومين الماضيين وقف مئات من المواطنين والمقيمين في محطة التحلية في أبها، انتظاراً للحصول على حصة من المياه، وكشف عن اتجاه كثير من المواطنين إلى شراء مياه من آبار مجهولة، للحد من الأزمة التي يعانون منها حالياً في كثير من المحافظات. ودعا المواطن خالد القحطاني إلى زيادة الكميات الواردة من المياه من محطة الشقيق، ولفت إلى أن شح المياه رفع الأسعار، اذ بلغ سعر الصهريج سعة 12 متراً في بعض المحافظات أكثر من 300 ريال، في مقابل 80 ريالاً قبل موسم الصيف. من جهته، حذر المستثمر في قطاع الشقق المفروشة عبدالله آل دايل من أن تؤثر أزمة المياه في المنطقة على موسم السياحة هذا العام إذا لم يتم حلها جذرياً، خصوصاً في ظل الإقبال الكبير من السياح هذا الصيف على المنطقة، سواء من داخل المملكة أو من دول الخليج المجاورة. مطالباً بإيجاد خزانات مياه كبيرة في محطات التحلية تكفي أشهراً عدة قبل بداية موسم الصيف من كل عام. وكان وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين، اعترف خلال جولته الأخيرة قبل شهرين لمنطقة عسير، بوجود أزمة حقيقية للمياه في المنطقة، وأكد وقتها أن الأزمة ستواجه بالكثير من الحلول العاجلة، وفي مقدمها توسعة محطة الشقيق التي ستنتهي بعد عامين ونصف العام تقريباً، إلى جانب ما يصل إلى المنطقة من مياه آبار وسدود تهامة عسير. بدورها، قالت مديرية المياه في منطقة عسير إن السبب الرئيس في نقص المياه يعود إلى توافد أعداد كبيرة من المصطافين إلى المنطقة خلال موسم الصيف الحالي. وأكدت أنها تستقبل الكميات المخصصة لها من محطة التحلية بالشقيق بشكل يومي ومن دون انقطاع وتصل لنحو 90 ألف متر، مضافاً إليها خمسة آلاف متر من سد مربة في تهامة عسير.