عشرات المحطات لتحلية المياه (التنقية) في النعيرية والخفجي وخاصة على جانب الطريق العام أبو حدرية - الخفجي وكذلك في مريخ «30 كيلومترا شرق النعيرية» هذه المحطات منها ما هو تابع إداريا للنعيرية وأخرى تابعة للخفجي وهي بالأصل أو غالبها مخالفة للنظام إما لعدم وجود تراخيص أو لعدم الاهتمام بالمقاييس أو لعدم النظافة، وهي جميعا مشتركة في الهدر المائي فمحطات التحلية كثيرة قدرها أحد المواطنين بما بين 03 و04 محطة تحلية في عدة مواقع متجاورة ومتباعدة. تقوم محطات تنقية المياه بحفر آبار لكل محطة أكثر من بئر وبدون تراخيص رسمية من أي جهة لا من وزارة المياه ولا غيرها، رغم أن كل محطة من تلك المحطات حفرت عدة آبار، ليس هذا فحسب بل إن تلك المحطات تركت المياه تصب في الصحراء أو بالقرب من السبخات حتى تكونت بحيرات كبيرة من المياه، هذا عدا استنزاف المياه الجوفية بالشفط منها وتعبئة الصهاريج. جولة «عكاظ» على غالب تلك الآبار كشفت عن عدم وجود تراخيص لتلك المحطات من ناحية حفر الآبار، كما اكتشفنا أن المياه المهدرة والتسربات كثيرة وتكونت من ذلك بحيرات عملاقة، منها ما هو في مواقع برية قد تعود إلى باطن الأرض وقد يستفاد منها، إلا أن غالبها تم تصريفها إلى مواقع قريبة من البحر، وهذه تكون سبخات مالحة أو تذهب مياهها إلى البحر، ومنها ما هو تابع للنعيرية ومنها ما هو تابع للخفجي، وجميعها تهدر منها المياه بشكل كبير وهي بالأساس حفر آبار بدون تراخيص تم حفرها في مواقع صحراوية بعيدا عن الرقابة. لجان لمراقبة الآبار مدير فرع وزارة المياه بالنعيرية ثامر ماطر القثامي أوضح أن هناك لجنة قائمة ومكونة من مندوب فرع المياه ومندوبي جهات حكومية أخرى، وتقوم هذه اللجنة بمراقبة الأراضي الحكومية والمزارع التابعة للمحافظة، وفي حالة وجود مخالفة حفر بئر بدون ترخيص يتم حجز الحفار الذي يحفر البئر بدون ترخيص، ويتم عمل محضر ضبط بذلك، ويتم دفع الغرامة المنصوص عليها نظاما. مشاريع ضخمة في المدينةالمنورة أوضح مدير عام المياه المهندس صالح جبلاوي أنه يجري حاليا تنفيذ خمسة خزانات احتياطية بسعة إجمالية 1.25 مليون متر مكعب، وبتكلفة تزيد عن 336 مليون ريال، إضافة إلى 10 مشاريع للصرف الصحي ذات الأقطار والأعماق الكبيرة بنظام الثقب الأفقي بتكلفة إجمالية 504 ملايين ريال، وسبع محطات لمعالجة مياه الصرف الصحي بنظام المعالجة الثلاثية بالمدينةالمنورة ومحافظات ينبع والعلا وبدر والمهد وخيبر والحناكية بتكلفة إجمالية 530 مليون ريال، وتنفيذ خمسة مشاريع لكشف ومعالجة التسربات بتكلفة إجمالية 125 مليون ريال. وأضاف الجبلاوي أن تغطية المياه للمساكن بالمدينةالمنورة تجاوزت أكثر من 97 في المائة والصرف الصحي 70 في المائة، وأوضح أن النسبة في أي مدينة لا يمكن أن تصل إلى 100 في المائة. هاجس الأزمة صيفاً في منطقة عسير يؤكد يحيى مفرح أن هناك أزمات للمياه في كثير من محافظات عسير الجنوبية مثل أبها وخميس مشيط والنماص والصحف تعج في مواسم الصيف بأخبار أزمات المياه في تلك المحافظات، مرجعا السبب إلى كثرة الطلب وشح المعروض من جهة، والإسراف صيفا من قبل المستهلكين بفعل كثرة المناسبات والمصطافين ومضاعفة استهلاك المياه في الصيف، ومن الطبيعي أن يكون هناك قلة في المعروض، مبينا أنه مكث في منزله ثلاثة أيام بلا ماء في موسم الصيف قبل الماضي بسبب أزمة المياه، وطالب يحيى وزارة المياه بالعمل على إيصال أدوات ترشيد المياه إلى كل بيت وفندق ومسجد، للوصول إلى أهدافها في الاستهلاك. الفنادق والشقق المفروشة الأولى بالتوعية فيما اعتبر بندر ماطر أن مديريات المياه تتحمل جزءا كبيرا من وقوع أزمات المياه، بسبب تقصيرها في إلزام ملاك الفنادق والشقق المفروشة باستعمال أدوات الترشيد فيها ومعاقبة كل فندق ومنتجع مقصر في هذا الجانب، وكذلك طباعة ملصقات توعوية توضع على كل باب منزل وفندق ومدرسة وجامع، وصولا إلى الترشيد بمفهومه الصحيح. إبراهيم عسيري ذكر أن الماء نعمة غالية بحاجة إلى الحفاظ عليها والترشيد في استعمالها، ولكنه انتقد عدم توعية وزارة المياه للمستهلكين بالشكل المأمول، حيث استبعد عسيري نجاح الترشيد في استهلاك الماء لدى فئات المجتمع دون أن تكون هناك حملة إعلامية ضخمة من قبل وزارة المياه في هذا الجانب لتصل أصوات الترشيد إلى كل منزل وأسرة. معارض توعوية مكثفة من جهته ذكر مدير فرع المياه بالنماص المهندس عبدالله غرم أن النماص ومراكزها تعتبر من المحافظات التي لا توجد بها أزمات متكررة للمياه، نظرا لوجود مصادر أخرى لمياه الشرب وهي السدود، إضافة إلى قرب تشغيل التحلية بالمحافظة ومراكزها والمتوقع خلال فصل الصيف المقبل. وعن جهود المياه في ترشيد الاستهلاك أكد غرم أن إدارته أقامت خلال موسم الصيف الماضي معرضا متكاملا، تم فيه عرض أدوات ترشيد مختلفة، بعضها يوزع مجانا والبعض الآخر يباع برسوم رمزية. وعن ما ذكره بعض المواطنين عن تقصير وزارة المياه في مسألة التوعية بالترشيد، أوضح غرم أن وزارة المياه حريصة على ترشيد استهلاك هذه النعمة الغالية، مضيفا أن إدارة المياه بالنماص تكثف جهودها بتوعية جميع المستهلكين وتضاعف جهودها مع ملاك الفنادق والشقق المفروشة نظرا لاستهلاكها الكبير للمياه خاصة في مواسم الصيف.