حمّل اقتصاديون نتائج الشركات"الضعيفة"في النصف الأول من العام الحالي أسباب الهبوط الذي سجلته سوق الأسهم السعودية في الأسابيع الثلاثة الماضية، إضافة إلى أسباب أخرى متعلقة بالأحداث السياسية في المنطقة التي قلصت تعاملات المستثمرين في السوق، إضافة الى توجّه معظمهم إلى ضخ أموالهم في اكتتاب بعض الشركات المطروحة أسهمها حالياً. وأرجع الخبير الاقتصادي الدكتور خالد الحارثي هبوط سوق الأسهم في الفترة الأخيرة إلى نتائج النصف الأول من السنة الحالية، التي كانت في نظر البعض أقل من التوقعات المتفائلة، الأمر الذي أدى إلى رد فعل عكسي. وأضاف في حديثه إلى"الحياة"أن"الأحداث السياسية في المنطقة حدت من تعاملات المستثمرين في السوق، وذلك لأن أية مؤثرات جيوسياسية مبالغ فيها، قد تؤثر في السوق، وتكون النتائج غير مجدية". وأوضح أن الأحداث السياسية تؤثر مباشرة في أسواق المال، مشبهاً ذلك ب"علاقة الأحداث السياسية بأسعار النفط"، لأن السياسة مرتبطة بجميع الجوانب الاقتصادية، مشيراً إلى أن"الاستقرار السياسي في الخارج والداخل، هو أول محفزات الازدهار الاقتصادي، وأن استقرار المنطقة بشكل كامل سيدفع السوق إلى الاستقرار والارتفاع". ومن الأسباب الأخرى، قال الحارثي إن"اكتتاب شركة معادن ترك أثراً في السوق، والأسبوع المقبل هو نهاية الاكتتاب في الشركة، وقام كثير من المتداولين بتسييل محافظهم لاغتنام فرصة الاكتتاب في معادن". وأضاف أن هناك سبباً آخر هو أن فترة الصيف هي فترة كساد استثماري في أسواق المال، مشيراً إلى أن هذه الفترة تحتاج إلى محفزات كبيرة لرفع وزيادة حجم التداول، وأننا في المملكة"اعتدنا على هذا الهدوء النسبي في الصيف، كل هذه العوامل تشكّل عبئاً على السوق في الفترة الحالية، وذلك على رغم أن السوق من ناحية التحليل الأساسي، لديها مقومات إيجابية للاستثمار. ولا يعتقد الحارثي أن هناك"خللاًً داخل السوق أو في الشركات، بل إن المؤثرات كلها خارجية". وتوقّع أن"تعود السوق بقوة ويزيد حجم التداول تدريجياً". من ناحيته، رأى الاستشاري الاقتصادي أستاذ التسويق في كلية إدارة الأعمال عبدالرحمن الصنيع أن سبب هبوط سوق الأسهم هو"إقبال الناس على قطاع العقار الذي يشهد ارتفاعاً في الأسعار في المملكة"، وعزا هذا الإقبال إلى أن"أرباح قطاع العقار أضمن، علماً بأن أرباحه غير مجزية مثل الأسهم، إذ إن أقل منطقة في جدة تعطي ربحاً 10 في المئة، أما في مكةالمكرمة والمدينة المنورة فإن المناطق التي تقع قرب الحرمين إيراداتها مرتفعة وتتراوح بين 25 و30 في المئة، إلا أن المناطق التي تبعد عنهما تصل إيراداتها إلى ما بين 5 و 7 في المئة". وأضاف الصنيع:"توجّس شريحة المثقفين من المتداولين من نتائج أرباح الشركات، وبالتالي سحبوا أموالهم وذهبوا إلى استثمارات أخرى"، موضحاً أن عدد الشركات الرابحة في الأسواق قليل، والأرباح أيضاً تعتبر قليلة، وذلك مقارنة بالأعوام الماضية. وأشار إلى أن أكبر شركة كانت نسبة الزيادة فيها تعادل 25 في المئة، كما أنه في موسم الصيف يتجه الناس عادةً إلى بيع أسهمهم وبالتالي تهبط سوق الأسهم في هذا الموسم. ويتوقع الصنيع أن"ترجع الأمور بعد فترة الصيف، إلى نصابها الصحيح بالتدريج".