أكد عدد من المحللين والخبراء الاقتصاديين على عدة عوامل كانت وراء النزول الحاد الذي تعرضت له الأسهم الخليجية ومنها السعودية التي بدأ سوقها لهذا اليوم الأحد، بعد استئناف نشاطها من إجازة عيد الأضحى المبارك بتراجع حاد خسرت خلال جلسته الأولى لهذا اليوم ب706 نقاط ، مرجعين هذه الأزمة التي عصفت بالمؤشر السعودي الذي كان يحظى بملاذ آمن للمستثمرين خلال الأسابيع الماضية، إلى أسباب ظاهرة للعيان وليست خفية كما حللها البعض . وأجمعوا في حديثهم ل" سبق" التي حاولت استطلاع آراء المحللين والمشاركين في الأسهم السعودية ، بأن ما تعرض له المؤشر السعودي من نزول حاد لهذا اليوم هو تراجع متوقع ولكن ليس بهذا المستوى الذي وصفوه بأنه مبالغ فيه، مشيرين إلى أن السبب وراء ذلك يعود لعملية تخوف حدثت لدى العاملين بالأسهم صاحبها عملية تدوير وتصحيح للسوق الذي كان يحظى بارتفاع مبالغ فيه لبعض أسهم الشركات علاوة على تأثره بتراجع أسعار النفط والأسواق العالمية والتوترات الحاصلة بمنطقة الشرق الأوسط والتحالف الدولي لضرب "داعش".
وتحدث ل"سبق" الخبير الاقتصادي الدكتور راشد الفوزان ، قائلاً: ما حصل في الأسواق الخليجية وبالتحديد مؤشر الأسهم السعودية لهذا اليوم الأحد هو نزول غير منطقي ومبالغ فيها بشكل كبير لأسباب ظاهرة ليست خفية، أدت إلى تجاذب الأسواق مع بعضها ونتج عنها تراجع في المؤشرات الخليجية .
وأضاف الفوزان أن هناك عوامل عدة أدت إلى نزول المؤشر بصفة حادة جداً لم تصل إلى الانهيار وبالتحديد في السوق السعودية الذي نزل فيها بنسبة 6٪، وذلك بسبب ظروف توافقت مع بعضها وأبرزها ؛ الخوف الذي أدى إلى اندفاع المتعاملين في الأسهم في عملية البيع وبطريقة جماعية ساهمت في نزول السوق، علاوة على تأثره بتوقعات تراجع أسواق النفط التي تعتمد عليها ميزانية دول الخليج لتوفير الإيرادات لها ، بالإضافة إلى التوتر والأحداث المحيطة بالمنطقة كالحرب على "داعش".
وأشار إلى أن هناك أسباباً أخرى ساهمت في نزول السوق أيضاً ومنها البحث عن سيولة للاكتتاب في البنك الأهلي، ووجود ارتفاع في السوق بأسعار عالية وغير منطقية لبعض الشركات وحدوث عملية تصحيح لها، بالإضافة إلى توقعات النتائج المالية والمستقبلية للشركات .
في سياق متصل قال عضو مجلس الشورى السابق والخبير الاقتصادي الدكتور فهد ابن جمعة ، بأن الأسباب المؤدية لهبوط الأسهم السعودية لهذا اليوم كانت بسبب عدة عوامل كبيرة منها المخاطر والظروف السياسية التي من حولنا ، وقرب اكتتاب البنك الأهلي، وتباطؤ الاقتصاد العالمي وانخفاض البورصات العالمية الدولية في نهاية الأسبوع وارتفاع الدولار.
وأضاف ابن جمعة أن هناك عوامل أخرى ، ساهمت في انخفاض مؤشر السوق ومنها إعلان نتائج الشركات خلال هذا الشهر، والضغوط التي يواجهها العقار، وعودة المدارس من الإجازة لبحث بعض الأشخاص عن سيولة لتسديد ما عليهم من التزامات مالية.
ولفت إلى أن ما حصل هذا اليوم من هبوط المؤشر هو ليس جني أرباح بل كان تجاوباً طبيعياً مع العوامل الاقتصادية العالمية ، التي أدت إلى الضغط على المتداولين لبيع أسهمهم لرغبتهم في الاحتفاظ بالنقدية كأفضل طريقة آمنة لهم ، مشيراً بأن الاقتصاد يعيش حالة غير طبيعية وأعلن عنها صندوق النقد في اجتماعه اليوم بواشنطن وبين أن النمو الاقتصادي سيكون ضعيفاً في العالم بشكل عام .
وحول توقعاته لمؤشر السوق السعودية ابتداء من غد الاثنين ، قال ابن جمعة ، النزول سيبدأ بانخفاض أقل من اليوم وبطريقة متوسطة وفي حال وجود نتائج جيدة للشركات، سيصبح بوضع مستقر وطبيعي، رغم أن هناك صعوبة في أن يعود المؤشر إلى وضعه السابق الذي كان عليه قبل هذا النزول.