أكد ل «عكاظ» مختصون أن السوق المالية السعودية شهدت حركة إيجابية بدخول سهم البنك الأهلي التجاري سوق التداول، باعتبار أن البنك مؤسسة مالية ضخمة تساعد في الحفاظ على توازن السوق المالية، في ظل الهبوط المؤثر لأسعار النفط وتأثيره على الأسواق المالية. وفي هذا الصدد أوضح محلل الأسهم محمد الضحيان أن أسواق الأسهم عالميا تتحرك بناء على أسعار النفط، وأن سوق الأسهم السعودية يتحرك مع أسعار خام برنت عالميا بشكل متواز. هذا من ناحية، أما الناحية الأخرى فهو يتعلق باتجاهات السوق التي عادة ما تلجأ إلى محرك أساسي، في ظل غياب دافع قوي للسوق لعدة اعتبارات أهمها هو أنه ليس هناك أحداث إيجابية قوية بسبب هبوط أسعار النفط، وبناء عليه لا زلنا نعاني من استمرارية الانخفاض، علما أن هذا الانخفاض لا يؤثر على الاقتصاد السعودي أيا كانت النتيجة، ورغم ذلك فإن الكثير من المتداولين يعتريهم الخوف من هبوط أسعار النفط، وتكون النتيجة انخفاض أسعار الأسهم. وأشار الضحيان إلى أن سهم الأهلي سرق البريق من أسهم بعض البنوك المنافسة، وأنه سيستمر في الارتفاع ببطء، نتيجة قرار هيئة السوق المالية بعدم فتح نسبة التذبذب السعري في اليوم الأول للتداول، وكان المفترض أن يترك سهم الأهلي حرا في سوق التداول في أول أيام تداوله، نظرا لقوته خاصة أنه يخص شركة مالية كبيرة. وحول شركات التأمين، انتقد الضحيان الشركات الخاسرة والموقفة من قبل هيئة سوق المال، مؤكدا أنه لا بد أن التحول إلى ما نسميه (تداول فوق الماصة) (Over the counter market)، قائلا: إنها أسهم ليست جديرة أن تضاف إلى السوق أو أن تكون جزءا منه، حيث إن هناك محددات رئيسية لمعظم شركات السوق السعودية. وهذه الأسهم ليس منها إلا الضرر والخسارة، لذلك أتمنى إيقاف كل الشركات الخاسرة الخالية من الأرباح، وإذا استطاعت هذه الشركات أن تصلح وضعها وتحقق أرباحا فالعودة متاحة إلى سوق التداول الرسمي، وهذا هو الحل السليم. وتوقع الضحيان أن يكون تأثير اكتتاب شركة الصناعات الكهربائية على أداء سوق الأسهم محدودا، لأن النسبة المطروحة للاكتتاب والتداول 15% من قيمة الشركة، وبالتالي لن تكون هناك مفاجآت. ومن جهة أخرى، توقع المختص في مجال الاستشارات الاقتصادية الدكتور عبدالرحمن الصنيع، أن يكون هناك توازن في السوق المالية بسبب الدخول القوي للبنك الأهلي الذي أتى بدفعة إيجابية وغير مسبوقة للسوق في توقيت حساس يشهد هبوطا في أسعار النفط. واعتبر الصنيع أن دخول سهم الأهلي سوق التداول يشكل حافزا للمتداولين في السوق، متوقعا أن يكون هذا السهم على هرم الشركات القيادية المحركة للسوق، ونواة جاذبة لمتداولين كبار من أسواق خارجية سواء في الخليج أو العالم العربي، على حد قوله. وأضاف: أن سوق المال السعودي هو الرائد على مستوى أسواق الخليج والمنطقة العربية، من حيث المعايير والرقابة وقوة الشركات التي دخلت فيه لتعطي السوق دفعة حيوية.