لا يجد بعض السعوديين حرجاً من فرض وصايتهم على الآخرين حتى خارج حدود الوطن، ولا يبخل هؤلاء بتقديم النصائح وأحياناً التوجيهات المجانية. يقول الكاتب شتيوي الغيثي عن تجربته في هذا الشأن:"لم أتعرض لموقف كهذا أثناء رحلاتي السياحية ولم يحاول أحد الأوصياء، سواء من السعوديين أم من غيرهم أن يتدخل بفرض وصايته علي". ويضيف:"لكن هذا لا يعني أننا لا نواجه أحياناً من يظهر امتعاضه بنظرات وكأنه يقول لا يجب أن تكون في هذا المكان". ويؤكد الغيثي"أن هذه الفئة في الخارج لا تستطيع إعلان تدخلها في شكل واضح، لأنهم يتوقعون أن تكون ردود أفعال الناس مختلفة، ولكنهم في الداخل يفعلون ذلك بقوة، لأن الصمت والإذعان هما ما سيواجهان به". ويرى الشاعر علي بافقيه:"أن الطبع يغلب التطبع كما يقول الأسلاف، والناس لا يمكن أن يسافروا إلى الخارج فينسلخون عن جلودهم". ويتابع:"أعتدنا أن نمارس الوصاية على حياة بعضنا داخل الوطن لأننا نعيش أزمة تفسخ القيم القديمة ولم يحل مكانها بديل مناسب وربما حين نبدأ بمرحلة تجديد الثقافة وتغيير السلوك ستكون أمورنا أفضل بكثير". وأوضح"يأتي هذا في وقت تمر فيه البلاد بمرحلة تنادي فيها القيادات بالإصلاح والشفافية، وأصبحت هناك منابر تناقش فيها قضايا الحوار والوطني، وينادى من خلالها بنبذ الإرهاب الفكري، ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر وحوارات الأديان". واعتبر أن هناك من يحارب هذا الحراك بفرض وصايته مستنداً على"حجج واهية ويتلبس حيناً وشاح الوعظ وحيناً النفي والإنكار وفق أهواء وخلفيات مختلفة تجنح الى ممارسة السلطة والوصاية الاجتماعية". وترى الروائية عائشة الحشر:"أن الوصاية تكاد تكون هي الصفة التي تصم مجتمعنا. إلا في ما ندر". وتضيف:"هناك أشخاص تتجاوز وصايتهم الكتابة الأدبية إلى ما يقوله ويفعله الآخرون". ولاحظت الحشر"أننا نحتاج إلى سنوات طوال حتى نتعلم معنى الحدود التي تخص كل إنسان، ليقف عندها المجتمع بكل أفراده لكي لا يقتحم شخص منطقة غيره".