يطغى الاهتمام الفكري والسياسي عند الكاتب شتيوي الغيثي على اهتمامه الأدبي في هذه الأيام، وتتجه قراءاته نحو موضوعات أكثر سخونة من أجواء الصيف، وتتناسب مع مجرى الأحداث والظروف الراهنة. ويقول الغيثي في لقاء مع «الشرق»: «أقرأ هذه الأيام في أكثر من كتاب حول العلمانية ،والديموقراطية والإسلام، وعلاقتها مع مفهوم الدولة الحديث، وصلتها بحديث الفكر السياسي هذه الأيام». ويضيف أنه ليس ثمة موعد أو زمن محدد للقراءة «يختلف الأمر من يوم إلى آخر، ففي بعض الأيام لا أستطيع قراءة صفحة واحدة، لكسلٍ، أو شغلٍ، لكن في بعض الأيام أقضي أكثر من ست ساعات في القراءة، وإذا وزعنا الساعات على الأسبوع فإنها تكون تقريباً من ساعة إلى ثلاث ساعات متفرقة يومياً». ويلتزم الغيثي بأسلوب تقليدي في القراءة، ويقول: «لا عادة محددة عندي في القراءة، فأحياناً أضع خطوطاً، وأحياناً أكتب بعض العبارات، كتعليقات على المتن، ولكن غالباً ما تكون قراءتي عادية جداً». وعما إذا كانت هناك كتب معينة تستأثر باهتمامه، يوضح الغيثي: «من الصعب أن تجد كتاباً يجمع لك كل ما تريد أن تفكر فيه، ولكن في العادة أعود إلى الكتب التي تجيب عن بعض الأسئلة التي في ذهني، لارتباطها بالمحفز الفكري». وعند العودة للماضي، لا يذكر شتيوي أي كتاب كان الأول في قراءاته، ويقول: «القراءة كانت منذ الصغر في مكتبة المدرسة، وحينما كبرت تعددت القراءات في أكثر من اتجاه: اتجاه ديني في البداية، ثم أدبي، فنقدي، ثم فكري وفلسفي، بهذا التصاعد، ولا أذكر ما هو الكتاب الذي كان من اختياري، أو من اختيار غيري، لأن القراءة بالنسبة لي جاءت وفق عملية تراكمية، وليست مرحلة مفصلية في حياتي حتى أحدد الكتاب الأول». وإلى جانب نشاط القراءة في الكتب، لا يبتعد الغيثي عن وسائل الإعلام المقروءة والمرئية، ولكنه يعترف بعدم متابعته الجيدة لها، مفضلاً التعرّف على الأحداث من وسائل الإعلام الجديدة، مثل «تويتر»، و»فيسبوك»، التي يؤكد أنها «سدّت ثغرة كبيرة» في سياق المتابعة الإعلامية بالنسبة إليه، لكنه لا يستغني بها عن مطالعة الصحف المحلية، وقناتي «الجزيرة» و»العربية»، من حين لآخر. وفي الحالة الكتابية، يقول الغيثي: «أكتب متى ما وجدت محفزاً ذهنياً للكتابة، مع ارتباطي والتزامي الكتابي للصحيفة في نهار الخميس لمقال السبت، ونهار الأحد لمقال الثلاثاء، هذا في ما يخص الكتابة الصحفية، أما الكتابة بشكل عام: الأدبية، أو الفكرية، فهي كما قلت خاضعة إلى ضغط الرؤية الفكرية، أو الشعرية في أي وقت وحين، ولا ترتبط بطقس، أو وقت».