صدر عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر، أخيراًً، كتاباً بعنوان:"أثر المنهج الأصولي في ترشيد العمل الإسلامي"، من تأليف الأستاذ المشارك في قسم الدراسات الإسلامية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، الزميل الدكتور مسفر بن علي القحطاني. وبيّن فيه أنه"على رغم شمولية ما أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلّم في تبيان كل شيء في القرآن الكريم، وما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلّم من بيان في مجموعة من النصوص، تتمثل فيها شريعة كاملة وتجتمع فيها أحكام شؤون الناس، إلا أن هذه النصوص على كثرتها لم تبيّن أحكام كلّ ما يحدث في مستقبل الأيّام تفصيلاًً، فكان لا بدّ من شيء آخر غير النّصوص يفصّل ما أجملته، ويستنبط الحكم على مختلف طرق الاستنباط من هذه النصوص، ويحدّد لكلّ واقعة حكمها الذي يلائمها، فكان الاجتهاد الذي حصل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم واستمر في أصحابه وتابعيهم ومن بعدهم، اختصّ الله به منهم مَن مَنّ عليه بالفهم الدّقيق وبذل الجهد في استنباط أحكامه سبحانه. وأكد القحطاني أنه"لا شك في أن العقول متفاوتة، والمدارك متباينة، والأفهام مختلفة، فلو ترك الباب مفتوحاً لكل راغب في أخذ الأحكام من النصوص، والطريق مباحة لكل من أراد سلوكه في أخذ الأحكام من النصوص، والطريق مباحة لكل من أراد سلوكه في هذا الميدان، لحصل الاختلاط، ولوقع التضارب في الأحكام، ولاضطرب أمر هذه الشريعة، فكان من الضروري وضع قواعد يسير عليها من أراد أن يستنبط الأحكام الشرعية من أدلتها".