كشف مصدر أمني عن مصادرة نحو 1000 دراجة نارية حتى الآن، كانت تستخدمها عصابات أفريقية منظمة في سلب هواتف وحقائب ومحافظ مواطنين ومقيمين في العاصمة الرياض. وأكد أن الأجهزة الأمنية في شرطة منطقة الرياض تسجل نحو 4 بلاغات يومياً عن حوادث سطو، ينفذها راكبو دراجات نارية ضد متسوقين في مجمعات ومراكز تجارية. وعزا استمرار هذه الظاهرة إلى اتساع الرقعة السكانية في الرياض والنقص الكبير في أعداد رجال الأمن، ما يمنع إلقاء القبض على كل متورط في حوادث مشابهة. ووصف المصدر الطريقة التي ينفذ بها أفراد العصابات سرقتهم ب"رفة العين"، أي أنهم يسطون على هاتف الشخص مثلاً خلال ثوان معدودة ويغادرون المكان إلى الحواري والأزقة الضيقة، قبل أن يلحظهم رجال الأمن. ولفت إلى أن أفراد تلك العصابات يظهرون في أوقات محددة عند الظهيرة أو في المساء، ولا يتواجدون في مكان عام خشية إلقاء القبض عليهم من المارة قبل رجال الشرطة، مشيراً إلى أن هؤلاء يتخصصون في سلب الهواتف النقالة بالدرجة الأولى ثم الشنط النسائية، قبل أن تنتشر أخيراً سرقة المحافظ من جيب المجني عليه. وأوضح المصدر أن الجهات الأمنية ألقت القبض على عدد كبير من أفراد تلك العصابات التي تنتمي غالبيتها لجنسيات افريقية غير عربية بعد ورود بلاغات من مواطنين ومقيمين، مؤكداً أن مصيرهم السجن بعد إخضاعهم للمحاكمة. وتطرق إلى أن معظم الشكاوى التي تتلقاها مراكز الشرطة في الرياض عن وجود سرقات وسلب من هذا النوع تكون في أحياء الديرة ومنفوحة والبطحاء والفيصيلية والشفاء، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من المواطنين والمقيمين لا يفضلون الإبلاغ عن مثل تلك الحوادث"وهذا هو الخطأ بعينه". وتحدث سلطان الشمري ل"الحياة"عن الطريقة التي تعرض فيها للسلب من شخص مجهول يقود دراجة نارية:"مر الجاني الذي أعتقد بأنه من جنسية أفريقية قربي أثناء نزولي من سيارتي إلى إحدى الشركات الساعة 12 ظهراً، وفي لمح البصر مد يده في جيبي وانتزع محفظتي واخذ محتوياتها وهي 800 ريال وأوراق مهمة منها بطاقات صراف، وفر هارباً" وأكد انه اتصل بالدوريات الأمنية فور وقوع الحادثة وابلغهم بما حصل لكن لم تحضر دورية شرطة، وعاود الاتصال مرة أخرى وثالثة ولم يحضر أحد، ثم غادر المكان إلى أقرب مركز للشرطة لتقديم بلاغ عن الحادثة. وذكر أن عاملاً لديه كادت تقتلع اصابعه قبل أيام عندما حاول شخص يركب دراجة خطف هاتفه النقال المزود بسلسلة يلفها على يده، لافتاً إلى أن العامل نقل إلى المستشفى بعد أن كاد أن يبتر اصبعه. وناشد الشمري الجهات الأمنية مراقبة الدراجات النارية التي تنتشر بالآلاف في الأحياء والأسواق والشوارع من دون رقابة، مشيراً إلى أن ما يدفع الجناة إلى تلك الأفعال هو إدراكهم عدم وجود رقابة أو تراخيص خاصة على مثل تلك الدراجات النارية، خصوصاً الصغيرة منها التي يستخدمها العاملون في البقالات والسوبر ماركت. يذكر أن شرطة منطقة الرياض أوقفت في الآونة الأخيرة عدداً من العصابات الأفريقية التي امتهنت سلب وسرقة المواطنين والمقيمين عن طريق الدراجات، كان آخرها 52 وافداً من جنسيات أفريقية متفرقة تورطوا في تشكيل عصابة سلب.