في عالم الساحرة المستديرة وأجوائها المثيرة، هناك أسماء كروية كبيرة تحرص الجماهير الرياضية بمختلف انتماءاتها وألوانها وميولها على مشاهدة لقاءاتها، والاستمتاع بمواهبها وفنياتها ومهاراتها على أرض الميدان والتفاعل مع كل لمساتها الفنية وتمريراتها الذكية وتسديداتها القوية وأهدافها الجميلة التي تهز الشباك، وتستمتع بها وهي ترسم طريق الانتصارات وملامح الفرح في المدرجات، ومن هذه الأسماء اللامعة في الأندية السعودية يأتي نجم الفريق الشبابي وصانع ألعابه الماهر، عبده عطيف، صاحب الموهبة الكروية الفذة والإمكانات الأدائية الراقية، والمهارات الفنية الرائعة والذكاء والدهاء والحس الكروي الرفيع الذي قلما تجده في الكثيرين من لاعبي جيله الحالي. وشق ابن"الليث الأبيض"عبده عطيف طريقه إلى عالم التألق والإبداع والنجومية بسرعة الصاروخ، وبرز بشكل لافت من خلال فرق القطاعات السنية في النادي النموذجي، وتحديداً في فرق الناشئين والشباب، ليتم استدعاؤه سريعاً للانضمام إلى"الأخضر الشاب"، الذي كان يستعد لخوض معترك التصفيات النهائية لكأس آسيا لفئة الشباب في قطر عام 2002، وهناك كانت أجمل الفترات الذهبية لنجم القاعدة الشبابية. سطّر المبدع عبده عطيف مع زملائه في"الأخضر الشاب"أروع عروضهم الكروية على أرض الدوحة، ورسموا أحلى لوحاتهم الفنية ونثروا فنونهم الإبداعية وحققوا لقب الكأس الآسيوية عن كل جدارة واستحقاق، وتأهلوا إلى نهائيات كأس العالم التي احتضنتها الإمارات في العام الذي يليه، ومن يومها توقع النقاد والمحللون والخبراء والمراقبون بأن عبده عطيف وبقية اللاعبين في الجيل الجديد، يمثلون امتداداً فعلياً وحقيقياً لجيل العمالقة الأفذاذ الذين سطروا ملاحم البطولات، وشرفوا بلادهم في المحافل والاستحقاقات والمنافسات الخارجية، وشارك"الأخضر الشاب"آنذاك في كأس العالم وحقق نتائج جيدة، وتأثر كثيراً بإصابة أهم وأبرز لاعبيه في المحفل العالمي، والذين غابوا عن بعض المباريات المهمة في الدور التمهيدي. واصل الموهوب الشبابي الذي يعشق فن المراوغة ويهوى لغة"تسحيب الخصوم"مشواره الكروي مع فريقه بكل امتياز، ونجح من خلال فترة قصيرة في أن يكون أحد أهم عناصر المنظومة البيضاء، ومن أبرز اللاعبين الذين اعتمد عليهم المدربون الذين تعاقبوا على قيادة دفة الأمور الفنية في الفريق أمثال البرازيلي زي ماريو والأرجنتيني دانيال روميو والبرتغالي خوزيه موريس وغيرهم من المدربين الأجانب الذين تسلموا قيادة الشباب لفترات قصيرة، إذ أصبح عطيف النجم الشبابي الذي لا يمكن الاستغناء عنه، وبات يمثل القلب النابض ل"الليث"على المستطيل الأخضر، و"الدينمو"الذي يتحرك في جميع أرجاء الملعب، والقوة الهجومية الضاربة التي تحسب لها الفرق المنافسة ألف حساب، والعلامة الفارقة في لقاءات"شيخ الأندية السعودية"التي تترك بصمتها المؤثرة في كل لقاء من لقاءات الفريق، إما بإحراز الأهداف الجميلة على طريقة كبار الهدافين، أو بتجهيزها على طبق من ذهب لمهاجمي الفريق. ويشكّل المبدع عبده عطيف دائماً ثنائياً خطراً في متوسط الميدان مع المحترفين الأجانب الذين لعبوا في صفوف الفريق، ومنهم العراقي نشأت أكرم قبل ثلاثة أعوام، والبرازيلي مارسيلو كماتشو في الموسم الماضي، يضاف إليهم شقيقه أحمد عطيف، ما يجعل الوسط الشبابي يشتعل ناراً في نزالات الفريق الكروية، ويعتبر هداف الموسم السعودي الأخير ناصر الشمراني لعبه إلى جوار عبده عطيف من أهم الأسباب الرئيسية التي جعلته يحرز لقب الهداف في مسابقتي الدوري السعودي وكأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال من خلال الكرات التي كان يجهزها له ويرسمها بمهارة فائقة. وذاق عطيف مع"الليث"طعم البطولات والانجازات المحلية في أكثر من استحقاق ومناسبة تمثلت في الحصول على كأس خادم الحرمين الشريفين ثلاث مرات منها مرتان من أمام الاتحاد في جدة بهدف من دون مقابل، وفي الرياض هذا العام بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد والثالثة من أمام الهلال قبل عامين بثلاثة أهداف نظيفة، ويحظى عاشق الإبداع الشبابي بشعبية جماهيرية كبيرة من أنصار وعشاق فريقه الذين يرونه الجوهرة البيضاء في العقد الشبابي والموهبة السعودية التي ستطرق أبواب الاحتراف الخارجي في أشهر وأقوى الأندية العالمية في الأعوام المقبلة.