استبشر أنصار ومحبو وعشاق الشباب خصوصاً، والكرة السعودية عموماً، بالانتصار المهم والجميل الذي حققه الفريق على فريق القوة الجوية العراقي، بهدفين من دون ردّ حملا توقيع وإمضاء المهاجم الغاني الخطير أترام، في المواجهة الكروية التي جمعت الفريقين على الملعب البلدي في مدينة طرابلس اللبنانية ضمن منافسات دوري أبطال آسيا، وهو الانتصار الذي استعاد من خلاله"الليث"عافيته، بعد تعادله مع السدّ القطري في الجولة الأولى من الدوري الآسيوي. ونجح لاعبو الشباب في تحقيق مرادهم والعودة إلى الأراضي السعودية بالفوز والنقاط الثلاث، بعدما سيطروا على زمام الأمور أمام الفريق العراقي، وبسطوا نفوذهم على أرضية الميدان، وامتلكوا دفة المبادرات الهجومية منذ الدقائق الأولى، ووضحت الحماسة والعزيمة والإصرار على كسب اللقاء وتشريف الكرة السعودية في الاستحقاق الآسيوي الكبير، وتجلت الروح المعنوية العالية والإرادة القوية على أداء الكتيبة الشبابية، ولذا جاء هدف أترام الأول من ركلة جزاء ليؤكد التفوق الميداني لمصلحة"الليث"ثم استمر الزحف الهجومي الرائع، وواصلت المنظومة الأدائية البيضاء إبداعها على المستطيل الأخضر، وعاد الأفريقي النهاز غودين أترام لزيارة الشباك العراقية مجدداً عبر تسجيله الهدف الثاني لفريقه بعد نحو عشر دقائق فقط من الهدف الأول، وهو ما طمأن اللاعبين وأراح جهازيهم الفني والإداري، وساعد الفريق على اللعب في شكل أفضل، بعيداً من الضغوط العصبية والشحن النفسي الذي عادة ما يصاحب لقاءات الفرق الأخرى في المسابقات والمنافسات الآسيوية. وكاد"الليث"يدك مرمى القوة الجوية العراقي ويزيد من غلته التهديفية، لو أحسن أترام وفيصل السلطان وناجي مجرشي وأبناء عطيف ونشأت أكرم استغلال الفرص السهلة التي تهيأت لهم داخل منطقة الجزاء العراقية، وحال الاستعجال وقلة التركيز واللمسة الأخيرة دون ترجمتها إلى أهداف حقيقية ترفع معدل التهديف للشباب في اللقاء وفي المشوار الآسيوي الصعب. وجاءت المشاركة الشبابية الثانية في دوري أبطال آسيا مثمرة ومطمئنة لجميع محبيه، وتركت انطباعاً قوياً عن قدرة الفريق على مواصلة مشواره في المنافسة على تحقيق اللقب وتجديد الزعامة السعودية على القارة الآسيوية لفترة مقبلة، إذ يمتلك الفريق حالياً كوكبة لامعة من اللاعبين المحليين والمحترفين الأجانب ذوي الإمكانات الفنية العالية، وهو ما قد يسهل من مهمة الفريق في الجولات المقبلة من استحقاق دوري أبطال آسيا قبل الدخول فعلياً في معترك الأدوار النهائية الحاسمة من البطولة، والتي ستؤهل البطل مباشرة إلى المشاركة في بطولة أندية العالم التي تقام سنوياً بين أندية الصفوة في القارات العالمية. وغداً عندما يطوي"الليث"ملف دوري أبطال آسيا موقتاً، ويعود مجدداً إلى استئناف نشاطه في المسابقة السعودية الأهم والأغلى كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، بمواجهة فريق الوحدة في مكةالمكرمة، فإن أنظار النقاد والرياضيين ستتجه بلا شك صوب الفريق الشبابي الذي ما زال متصدراً الدوري منذ جولاته الأولى، إذ يطمح الفريق إلى تحقيق الفوز والنقاط الثلاث، من أجل التمسك بالصدارة في الطريق إلى تكرار إنجازيه الرائعين اللذين حققهما في الموسمين الفائتين، بالتأهل إلى نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، للموسم الثالث على التوالي، وسيكون في إمكان الشبابيين تحقيق هذا الحلم بكل سهولة، متى ما لعب اللاعبون بالقوة ذاتها من ناحية الأداء والإرادة والتصميم التي ارتسمت على هيئة الفريق ومظهره منذ بداية الموسم الكروي حتى الآن. هذا ولم تكن الانتصارات الشبابية المتلاحقة والإنجازات المتوالية في الفترات الماضية بمستغربة في الأوساط الرياضية، نظراً إلى إدراك الجميع الدور الكبير والجهد المميز الذي يقوم به الرئيس الفخري وقلب النادي النابض الأمير خالد بن سلطان الذي غرس مفهوم التفوق والتألق والإبداع في نفوس الإدارات الشبابية التي تشرفت بقيادة النادي والأجيال التي سطرت ملاحم البطولات، في انتظار أن يواصل"الليث"عنفوانه في المقبل من الأيام، ليحصد المزيد من الألقاب والإنجازات على مستوى الدوري السعودي وصعيد القارة الآسيوية.