في كل لقاء نهائي تتجه أنظار المتابعين في شكل كبير نحو الهدافين لرصد تحركاتهم ومعرفة مصير كراتهم إلى الشباك وتسجيل الأهداف، وبالتالي طلب الأفراح أم إلى خارجها وإهدار مجهود بقية لاعبي الفريق، ورسم مسار جديد من الحسرات والآهات والمعاناة لأنصار ذلك الفريق، أياً كان في تلك المواجهة المصيرية الحاسمة. وعندما يتجدد لقاء الكبار في نهائي الكؤوس الليلة بين"الليث"و"الزعيم"فحتماً إن الأنظار ستتجه صوب هدافي الفريقين محمد مانغا في الشباب وسامي الجابر في الهلال، إذ يعقد عليهما مسيرو نادييهما ومن خلفهما جماهير فريقيهما آمالاً عريضة في قيادة"الليث"و"الزعيم"إلى تحقيق الفوز وحصد الكأس الغالية، التي تصنف بأهم وأثمن الكؤوس في الاستحقاقات المحلية طوال الموسم الكروي. ويعتبر السنغالي محمد مانغا من أبرز وأميز الهدافين الأجانب الذين مروا على الكرة السعودية في السنوات الأخيرة، واستطاع اللاعب بموهبته الكروية العالية أن يقود فريقه"الشباب"إلى تحقيق الكأس ذاتها في الموسم الفائت، عندما تجلى في لقاءات الحسم، وسجل أهدافاً من ذهب في شباك الأهلي والاتحاد لن ينساها الشبابيون لأمد بعيد، ويومها حقق مانغا لقب هداف الدوري، متفوقاً على بقية كبار الهدافين السعوديين والأجانب في الفرق المختلفة، والليلة يعيد التاريخ كتابة نفسه مجدداً بعد عام كامل انقضى، ويعود مانغا لذات المهمة في قيادة هجوم"الليث"في نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، بعدما حقق وبنجاح تام لقب هداف الدوري السعودي للموسم الثاني على التوالي، ويتطلع الغزال الأفريقي إلى أن يكون له بصمة متميزة في النهائي الكبير، وأن يسهم في حصول الفريق الشبابي على إنجاز جديد، يحافظ من خلاله على لقبه الغالي الذي حققه في الموسم الماضي بكل جدارة واستحقاق، وهو مرشح قوي للتسجيل في الشباك الهلالية في أية لحظة نظراً إلى ما يمتلكه من إمكانات فنية عالية وقدرات بدنية هائلة. أما الطرف الثاني في معادلة سباق الهدافين المثير الليلة فهو قائد المنتخب السعودي الأول وهداف فريق الهلال سامي الجابر، الذي ارتبط اسمه كثيراً بالنهائيات، وحسم البطولات لفريقه طوال فترة مشواره الرياضي وحتى الآن. يتميز الجابر بخبرة عريضة في الملاعب الكروية، يعرف جدياً كيف يسخرها لمصلحة الزعيم، ويمتلك مقومات ومعطيات الهداف الخطير القادر على هز الشباك وتحويل مجريات اللقاءات لفريقه الهلال، وظهر سامي في هذا الموسم بالتحديد في شكل جذاب وأسعد جماهير الأزرق في كل مكان ونجح في أن يكون هداف المنتخب السعودي في التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة إلى كأس العالم، التي ستقام في ألمانيا 2006 بثلاثة أهداف أحرزها بمهارة فائقة في الشباك الأزوبكية في طشقند والرياض، كما تزعم صدارة الهدافين في الهلال من بداية الموسم وحتى لقاء الحسم أمام الشباب. فمن ينجح الليلة في سباق وصراع الهدافين الكبار مانغا الشباب بسرعته وحيويته وخطورته أم سامي الهلال بخبرته وذكائه ولسعاته الحارقة؟