علاقتي مع ماكينات الصرف الآلي ليست جيدة، على رغم أن تعاملي معها يمتد إلى 13 عاماً. من دون مبالغة هي علاقة سلبية حد الغضب ثم الشتائم ونهاية بالمواقف المحرجة التي لا تنتهي. خبرة السنوات في استخدام بطاقة الصرف الآلي لم تشفع لي حتى الآن في استجماع قواي عند أي عملية صرف، بل على العكس، فما ان أقف إلى جوار ماكينة الصرف حتى ترتعد فرائصي وتتبعها يدي، والسبب هو الخوف من أن تذهب بطاقتي في بطن الصراف الآلي ولا تعود إليّ، إلا بعد أن اضطر إلى الاقتراض من صديق أو زميل. أجزم أن هذه هي حال الكثيرين، وأنا على يقين أن الشكاوى ضد المصارف المحلية بالآلاف، ومع ذلك لم تتغير الحال. لا يفهم أحد أنني أريد من الماكينة أن تعمل إلى الأبد من دون صيانة، لا ليس هذا ما أقصده، ولكن الملاحظ على معظم أجهزة الصرف الآلي هو كثرة أعطالها، وإذا تعطلت تظل على هذا الوضع مدة ليست قصيرة، خصوصاً في بعض المواقع غير المهمة في نظر المصرف. إضافة إلى ذلك، يجب على المصارف مراعاة مثل هذه الظروف التي تطرأ على ماكينات الصرف الآلي في أوقات العطل والإجازات. تخيل للحظة رب أسرة أراد سحب مبلغ مالي من حسابه المصرفي في نهاية شهر رمضان لشراء مستلزمات أبنائه قبل عيد الفطر المبارك، وفجأة تبتلع الماكينة بطاقته المصرفية... ماذا يفعل؟ وما موقفه آنذاك؟ لا حل سوى الاقتراض والتعرض للإحراج. هل فكر المسؤولون ولو لدقيقة في مثل هذه الحالات؟ خصوصاً أنها تتكرر كثيراً في أوقات الضغط على الشبكة السعودية. لا أتحدث هنا عن عطل طارئ أو خطأ آلة، مع أن هذا هو ظاهر الأمر، ما أريد قوله إن الواجب على المصارف مراعاة أحوال عملائها والحد من الآثار السلبية لتعطل ماكينات الصرف. ثم لنكن منطقيين، المصارف المحلية تحقق أرباحاً عالية، بل خيالية مقارنة بغيرها من المصارف الخليجية والعربية التي تملك رأس المال نفسه أو قريباً منه، ومع ذلك ما زالت خدماتها أقل من المستوى المأمول، إضافة إلى أن الغالبية العظمى من العملاء لا تأخذ أرباحاً على الودائع بعداً عن الربا، أفلا يستحق العملاء خطوة إيجابية تشعرهم بالطمأنينة وقت الإجازات؟ لذا فإن المأمول من المسؤولين في المصارف المحلية إيجاد حل لمثل هذه المشكلات التي تتسبب في إحراج العميل، فمن ضمن الحلول استمرار العمل في فرع واحد في كل مدينة أو محافظة، لخدمة العملاء وقت الطوارئ.